العلاقات التركية الأمريكية على المحك.. وهذين الأمرين خير دليل

وصلت العلاقات التركية-الأمريكيةإلي المحك أي إلى أسوء مراحلها منذ منتصف العام الجاري، وتحديدًا بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي خاضتها تركيا أواخر حزيران/يوينو الماضي. إلا أنّ هذا التوتر سرعان ما تلاشى شيئًا فشيئًا عبر قنوات الحوار بين البلدين.

دعم أمريكي لتنيظمات إرهابية

توترت العلاقات بين البلدين بسبب قضايا واختلاف وجهات نظر عدّة، على رأسها إيقاف القس الأمريكيّ أندرو برانسون في تركيا، على خلفية تعاونه مع تنظيمات تصنّفها أنقرة على أنها إرهابية. فضلًا عن منطقة “شرق الفرات” التي تحتلها تنظيمات تتبع بي كا كا الإرهابية الانفصالية، حيث تتلقى دعمًا عسكريًّا هائلًا من الولايات المتحدة، وهذا بدوره يهدّد الحدود التركية وأمنها القومي.

وعلى الرغم من تحسّن العلاقات تدريجيًّا عقب إطلاق القس برانسون، إلا أنّ خبراء أتراك اعتبروا أنّ العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا لا زالت في مرحلة حرجة، وأنّ الخطوات الأمريكية في المنطقة لا تعتبر لصالح تركيا بل على العكس ضدّ تركيا تمامًا.

كما أن الولايات المتحدة تقول من جهة أنّ تركيا حليف مهم في المنطقة، بينما من جهة أخرى تقوم بدعم تنظيمات “بي واي دي/ي ب ك” الذراع السوري لمنظمة بي كا كا الإرهابية في شمال سوريا.

التنقيب “غير المشروع” في مياه المتوسط

وحسب الخبراء السياسيين الأتراك، فإنّ الولايات المتحدة مؤخرًّا استغلت الأزمة بين أوكرانيا وروسيا، بهدف التأثير على الحاكمية التركية-الروسية على مياه البحر الأسود.

في ذات السياق، قال المحلل السياسي المتخصص بمناطق النفوذ التركية، توران أوغوز، أنّ زيارة السفيرة الأمريكية في قبرص الرومية، كاثلين دوهرتي، إلى سفينة التنقيب “Stena Ice Max”، المملوكة لشركة إكسون موبايل، برفقة وزيري الطاقة والخارجية بحكومة قبرص الرومية؛ يحمل دلالات واسعة علينا قراءتها جيّدًا.

يُذكر أنّ سفينة التنقيب “Stena Ice Max”، تقوم بأعمال التنقيب عن الغاز الطبيعي والنفط قبالة سواحل الشطر الجنوبيّ من قبرص.

وتابع المحلل التركي أوغوز، “هذه الزيارة الأمريكية برفقة وزراء من قبرص الرومية، تعني أن الولايات المتحدة تدعم أعمال التنقيب غير القانونية التي تجريها قبرص وتقف وراءها، والتي بدورها تزعج تركيا وتثير حفيظتها، هذه رسالة واضحة إلى تركيا”.

وأضاف أوغوز، “الولايات المتحدة كانت تخفي موقفها تجاه مياه شرق المتوسط، لكنّها بتلك الزيارة الرسمية عبر سفيرتها في قبرص، أعلنت موقفها وهي بذلك تنتهك حقوق تركيا، كون عمليات التنقيب تجري في مياه متنازع عليها بين طرفَي قبرص، ومن المعلوم أنّ تركيا تقف كضامن لحقوق جارتها قبرص الشمالية (التركية)، هذا انتهاك أمريكيّ واضح وعلنيّ”.

.

المصدر:يني شفق

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.