المؤرخ التركي الكبير الراحل خليل إينالجيك يصدر كتابًا جديدًا

أقامت القنصلية العامة لهنغاريا في إسطنبول حفل تأبين للمؤرخ الراحل “خليل إينالجيك”، وقد تم خلال الحفل نشر كتاب جديد له كان قد أعده قبل وفاته.. وشارك في الحدث المؤرخ والأكاديمي البروفيسور “إلبير أورتايلي”، والمؤرخ البروفيسور “محمد غنج”، والمؤرخ البروفيسور “أوزار إرغينج”، والبروفيسور “بال فودور”، والبروفيسور البلغاري “إيفجيني رادوشيف”. المشاركون الذين كانوا قد عملوا مع الأستاذ الأسطورة “إينالجيك”، احتفلوا بإصدار كتابه الجديد بعنوان “النظام الإداري والعسكري العثماني في منطقة الدانوب المنخفض خلال حكم السلطان محمد الفاتح” وذلك أثناء استعراضهم لذكرياتهم مع المؤرخ الراحل.

ذكر “محمد غنج” أن “خليل إينالجيك” كان أكاديميًا التزم بالقواعد التقنية والموضوعية لعلم التاريخ. وكان معروفًا أيضًا في جميع أنحاء العالم بأعماله المترجمة إلى اللغة الإنجليزية.

وقال إلبير أورتايلي: “إذا أردت أن تعرف من هو خليل إينالجيك، فإن أول إجابة ستحصل عليها من شعوب الغرب والشرق والبلقان هو أنه الأستاذ الذي درس وبحث بدقة وترجم تاريخ البلقان بالرجوع إلى الوثائق التركية”.

وأشار إلى أن كتاب خليل إينالجيك “سجل الضرائب العثمانية في ألبانيا”، وهو واحد من الكتب الأولى في التاريخ التركي، وأضاف: “لقد غير هذا الكتاب كل الآراء والأفكار حول تاريخ ألبانيا، وبعد ذلك الكتاب ظهر العديد من المؤرخين الألبان كما نعرف جميعاً. فكتاب سجل الضرائب هو المصدر لجميع المؤرخين الراغبين في دراسة ألبانيا في العصر العثماني.

وقد عمل روبرت أنيغر، المواطن التركي الفخري الذي أحب تركيا جداً، مع إينالجيك في مشروع هذا الكتاب، وكشف عن التحقيقات العلمية التي قام بها البرفسور إينالجيك حول عهد السلطان محمد الفاتح. وكان أيضا خبيرا في البلقان، وبخاصة في مناجم البلقان”.

ولفت أورتايلي خلال كلمته، الانتباه أيضًا إلى أن دراسة الآثار العثمانية تستحق اهتماما أكبر، وقال إن إينالجيك قد قام بدور كبير في المنطقة وأن المهمة الآن منوطة بالمؤرخين من بعده. كما نوه إلى أن امبراطوريات البلقان انتهت في عهد السلطان محمد الفاتح، ولهذا السبب لا بد من معرفة عهد السلطان محمد الفاتح تمامًا لدراسة تاريخ تلك الإمبراطوريات وخصوصاً تلك التي قامت بعد الحقبة الرومانية، وهذه حقيقة تم قبولها في وقت متأخر.

وتمنى أورتايلي افتتاح قسم دراسات للتاريخ الهنغاري شبيه لقسم جامعة أنقرة في إسطنبول، وقال: “إنها حقيقة، أن المجر قد انضمت إلى العثمانيين كبلد يمثل ثقافة النهضة. والأدلة التاريخية والأثرية المجرية ذات أهمية كبيرة. وإذا ما افتتح هذا القسم في إسطنبول أيضاً، فسيتم الكشف عن جزء كبير من تاريخ أوروبا عبر الدراسات العثمانية المجرية. وفي هذا السياق، أهنئ باسم أستاذنا إينالجيك كل الزملاء الذين ساهموا في نشر كتاب النظام الإداري والعسكري العثماني في منطقة الدانوب المنخفض خلال حكم السلطان محمد الفاتح “.

وأشار “محمد غينج”، المعروف بدراساته في التاريخ الاقتصادي للإمبراطورية العثمانية، إلى أنه التقى إينالجيك في قسم المحفوظات العثمانية (الأرشيف العثماني)، وقال: “كان عبقريًا بالإضافة إلى جانبه المتواضع واللطيف والأنيق. أصبحنا أصدقاء مقربين على الرغم من الفجوة العمرية بيننا”.

مشيرا إلى أن إينالجيك تعامل مع علم التاريخ باعتباره فرع من العلوم الاجتماعية: “أعتقد أنه كان متأثراً بمدرسة الحوليات الفرنسية (Annales). كانت وطنيته معتدلة ولم تدفعه للتضحية بالموضوعية. اكتسب إينالجيك شهرة عالمية بنشر مصادر التاريخ التركي باللغة الإنجليزية. ولا يزال التاريخ العثماني يمثل منطقة غامضة بالنسبة للبشرية، وقد عمل إينالجيك دائمًا على تسليط الضوء على تلك المنطقة”.

وأكد “غينج” أن دراسات إينالجيك البلقانية كان لها تأثير عميق في البلقان، وقال: “في الوقت الذي تنتشر فيه رهاب الأتراك أو “معاداة تركيا” والخوف من الإسلام ، فإن إينالجيك قد أنار هذه القضايا وأوضحها بأعماله في التاريخ العثماني”.

وذكر “أوزارإرغينج”، وهو أحد طلاب إينالجيك، أن جزءًا كبيرًا من مؤرخي البلقان ينظرون إلى الحكم العثماني في البلقان على أنه فترة طويلة منعت تنمية دول البلقان، وأضاف أن الكتاب المذكور سيسلط الضوء على هذه القضية.

كتاب جديد للمؤرخ التركي الكبير الراحل خليل إينالجيك

وكذلك تحدث البروفيسور”أوغور ألتوغ”، وهو طالب دراسات عليا وتلميذ خليل إينالجيك، عن الدراسات التي أجراها مع المؤرخ الراحل وتبادل الذكريات مع المشاركين كجزء من الحفل.

 

 

 

.

وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.