فوز أردوغان في الانتخابات البلدية القادمة ليس لغزاً

انتصار رجب طيب أردوغان السياسي في تركيا ظاهرة حقيقية بالنسبة لعلماء السياسة والاجتماع. فقد تمكن أردوغان منذ عام 2002، من الفوز في جميع الانتخابات الديمقراطية، منذ أن كان رئيسا للوزراء أولاً، ثم كرئيس للجمهورية حتى الآن.

ووفقاً للتقارير الصادرة عن أبحاث منظمة الأمن والتعاون الاوروبية، فإن كل انتخابات أردوغان كانت شفافة وديمقراطية.

جدير بالذكر أن المعارضة التركية الضعيفة، التي تواجه حاليا صعوبات في توحيد صفوفها في انتخابات مارس المقبلة، كان لها دور كبير في انتصاره.

لنأخذ حزب المعارضة الرئيسي أولاً. في أعقاب الانتخابات الرئاسية التي جرت في 24 حزيران / يونيو من العام الماضي، كان من المتوقع أن يغادر رئيس حزب الشعب الجمهوري “كمال كليجدار أوغلو”، منصب رئاسة الحزب بعد أن خسر للمرة التاسعة في مسيرته المهنية في قيادة الحزب.

لكنه وعلى العكس من ذلك، تخلص من منافسيه المحتملين، أو قام بتحييدهم، كما أسكت المعارضة داخل الحزب. وبذلك، وضع قيادة الحزب، الذي ما زال يديره، تحت نظام حكم الفرد الواحد.

لقد تسبب موقف “كليجدار أوغلو” الأناني في حزب الشعب الجمهوري، إلى جانب ترشيحه لأشخاص غير جديرين لخوض انتخابات آذار / مارس، في احتجاجات كبيرة بين مؤيدي الحزب وأعضائه.

وكانت نتيجة ذلك، استقالة عدد من كبار أعضاء الحزب بما في ذلك الأمين العام للحزب “عاكف حمزة تشبي”.

ولإعطاء مثال أبلغ، فقد استقالت إدارات فروع حزب الشعب الجمهوري في كلٍّ من “سانجاك تبه”، و”بيرم باشا”، و”تشورلو”، و”سلجوق”، و”سيلندي”، و”مرمريس”، بشكل جماعي. كذلك احتجت إدارة فرع الحزب في “بكر كوي” في إسطنبول، ضد مرشحهم الخاص للانتخابات المحلية باتهامه بأنه لص مستغل.

علاوة على ذلك، استقالت إدارة فرع حزب الشعب الجمهوري في “مالتبه” بشكل جماعي رداً على الشخص الذي رشحه “كليجدار أوغلو” للانتخابات، ونظمت بعد ذلك مسيرة طويلة دامت ما يقرب من شهر، سميت مسيرة “السياسة النظيفة”، امتدت من إسطنبول إلى العاصمة أنقرة، احتجاجًا على قيادة الحزب. لذا فليس من المبالغة في شيء أن نتنبأ بأن عدداً من مؤيدي الحزب سوف يصوتون لصالح حزب آخر أو يقاطعون حزبهم في 31 مارس.

من ناحية أخرى، تسوء الأمور في ثاني أكبر حزب معارض في البلاد، حزب الجيد. فحزب الشعب الجمهوري لم يتحالف مع حزب الجيد فحسب، بل وأيضاً مع الحزب الديمقراطي الشعبي، الأمر الذي أزعج حزب الجيد بقاعدته الشعبية وأعضائه، فهو منذ تأسيسه أعلن نفسه حزبا قوميا تركياً، وهو بهذا التحالف قد صار جزءاً من التنسيق الوثيق مع حزب الشعب الديمقراطى الذي تجمعه روابط سياسية مع تنظيم “بي كا كا” المحظور والدموي والمسؤول عن أرواح الآلاف من الأكراد والأتراك المدنيين.

ولهذا السبب، استقال العديد من ممثلي حزب الجيد ونوابه. لكن الاستقالة الأكثر أهمية التي حدثت في الآونة الأخيرة، هي عندما غادر “تامر عقّال”، المشرّع القانوني في حزب الجيد، حزبه وانضم إلى حزب العدالة والتنمية.

هناك العديد من القصص والأمثلة الأخرى التي يمكن مشاركتها، حول الفشل المشترك للمعارضة. ولكننا نقول باختصار إن حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان، كما تؤكد أخطاء أحزاب المعارضة، سيكون الفائز في انتخابات 31 مارس المحلية.

.

هلال قبلانبواسطة/هلال قبلان

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.