مادورو يكشف لأول مرة عن حوار سري مع الولايات المتحدة

بعد شهر من أزمة سياسية هائلة في فنزويلا، كشف الرئيس نيكولاس مادورو في مقابلة مع وكالة أسوشييتد برس أن حكومته أجرت محادثات سرية مع إدارة ترامب وتوقع أن ينجو من حملة عالمية غير مسبوقة لإجباره على الاستقالة.

وفيما انتقد بشدة الموقف التصادمي للرئيس دونالد ترامب تجاه حكومته الاشتراكية، قال مادورو يوم الخميس انه يحمل أملا في مقابلة الرئيس الأمريكي قريبا لحل أزمة نجمت عن اعتراف أمريكا بخصمه خوان غوايدو زعيما شرعيا لفنزويلا.

وأشار مادورو إلى أنه خلال اجتماعين سريين في نيويورك، دعا وزير خارجيته المبعوث الأمريكي الخاص لفنزويلا، إليوت أبرامز، إلى زيارة البلاد “بصورة شخصية أو علنية أو سرية”.

وقال مادورو: “إذا كان يريد الاجتماع عليه فقط أن يبلغني متى وأين وكيف وسأكون هناك.” وقال إن اجتماعي نيويورك استغرقا عدة ساعات.

وقال مسؤول بارز في الإدارة الأمريكية بواشنطن، والذي تحدث رافضا الكشف عن هويته، إن المسؤولين الأمريكيين على استعداد للاجتماع مع من سماهم “المسؤولين السابقين” في فنزويلا، “بما في ذلك مادورو نفسه، لمناقشة خطط رحيلهم”.

تغرق فنزويلا عميقا في فوضى سياسية أثارها طلب الولايات المتحدة تنحي مادورو بعد شهر من توليه فترة رئاسية ثانية والتي تعتبرها الولايات المتحدة وحلفاؤها في أمريكا اللاتينية غير شرعية، والاعتراف بخصمه المعارض غوايدو (35 عاما) رئيساً مؤقتاً للبلاد.

وعين ترامب آبرامز كمبعوث خاص إلى فنزويلا الشهر الماضي، في إشارة إلى عزم إدارته على اتخاذ موقف أكثر صرامة نحو فنزويلا.

وكان آبرامز الدبلوماسي الجمهوري المتشدد السابق من الأصوات الرئيسية التي دفعت باتجاه الإطاحة بمانويل نورييغا في بنما في ثمانينيات القرن الماضي.

وقال مسؤولان فنزويليان رفيعان، واللذان رفضا الكشف عن هويتهما، إن اللقاءين بين آبرامز ووزير الخارجية خورخي أريزا جاءا بناء على طلب من الولايات المتحدة.

وكان اللقاء الأول يوم 26 يناير/ كانون ثان، ووصفاه بأنه كان عدائياً، حيث هدد المبعوث الأمريكي فنزويلا بنشر قوات ووبخ حكومة كراكاس لتناغمها مع كوبا وروسيا وحزب الله.

وفي اللقاء الثاني الذي جرى هذا الأسبوع، كانت الأجواء أقل توترًا، على الرغم من أن لقاء 11 فبراير/ شباط جاء بعد أربعة أيام من تصريح آبرامز بأن “وقت الحوار مع مادورو قد مضى منذ فترة طويلة”. وخلال هذا الاجتماع، أصر آبرامز على أن العقوبات الأمريكية الصارمة ستؤدي إلى رحيل مادورو حتى مع وقوف الجيش الفنزويلي إلى جانبه.

ولم يقدم آبرامز أي مؤشر على استعداد الولايات المتحدة لتخفيف مطالبها. ومع ذلك، رأى الفنزويليون في هذين الاجتماعين علامة على أن هناك مجالا للمناقشة مع الأمريكيين على الرغم من غلظة الخطابات العلنية القادمة من واشنطن.

 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.