ميكروسوفت و”إي أر بي” في مأزق.. ماعلاقة تركيا!!

تشهد الفترة الحالية أزمة وضعت شركات “أي أر بي” العالمية في مقدماتها ميكرسوفت بمواجهة المؤسسات المحلية التركية، ويرجع هذا إلى عدة أسباب منها الزيادات الباهظة في صرف العملات الأجنبية، الدعم الغير كافي للخدمات، الافتقار للسرية والتواصل السهل بين الأطراف وأخيرًا عدم الوفاء بالالتزامات.

العديد من المؤسسات في تركيا تستخدم المنتجات من العلامات التجارية العالمية مثل برنامج “إي أر بي” لتخطيط موارد المؤسسات، و”سي أر إم” لخدمات إدارة علاقات العملاء والخدمات السحابية. لا تخدم هذه المنتجات الأداء الداخلي للمؤسسات فحسب، ولكنها أيضًا تندمج مباشرةً في العديد من الأنظمة التي ستؤثر على المستخدم النهائي.

أضرار تلك المشكلات تهدد اقتصاد تركيا

المشاكل التي سببتها العلامات التجارية العالمية المسؤولة عن تقديم خدمات “إي أر بي”، لم تؤثر على إستمرارية الأعمال في المؤسسات التركية وحسب، بل تضر اقتصاد الدولة الذي يؤثر بنسبة كبيرة على ثقة عملائها الخارجيين. فالعلامات التجارية المعروفة في هذا المجال مثل ميكروسوف دينامك 365، “إس إيه بي” الألمانية، تظلم الأسواق بسبب منطقها في العمل الذي يقوم على أساس ” نحن شركات معروفة، لذلك كل ما يصدر منا هي قواعد ثابتة”. وهذا ما يضع المؤسسات التي تتعاقد معهم في مأزق عندما لا تلتزم بالشروط المتفق عليها، ولباهظة التعاقد معهم لشراء تلك الرخص، يصعب على هذه المؤسسات المحلية إنهاء التعامل معهم والبحث عن بديل.

كما تحصل تلك العلامات التجارية على نسبة سنوية مقابل التحديثات التي تجريها على الرخص المتعاقد عليها. ودون الأخذ بالأعتبار لوضع المؤسسة والدولة الأقتصادي، يتم زيادة أسعار تحديث الرخص بشكل سنوي. على سبيل المثال زادت ميكروسوفت سعر التحديث من 14% إلى 16% ، أما عن “إس إيه بي” بدلًا من 19% أصبحت 22%. مما أدت إلى إستياء المؤسسات المحلية التركية.

ارتفاع كبير في صرف العملات الأجنبية

تتم الاتفاقات مع العلامات التجارية العالمية عند شراء الرخص وتحديثاتها بالعملات الأجنبية الدولار واليورو. حيثُ طبقت ميكروسوفت زيادة من 10% إلى 24% على منتاجاتها في 2018 السنة التي شهدت فيها تركيا إرتفاع غير مسبوق في سعر صرف العملات الأجنبية. وكانت هذه بمثابة ضربة موجعة للمؤسسات المحلية التركية.

ميكروسوفت تطبق شروط تعسفية

بعدما ذكرنا صعوبة إنهاء التعامل مع العلامات التجارية المعروف التي تتعامل بدورها كأنها منفردة بالسوق ولا غنى عنها، تقوم شركة ميكروسوفت بتطبيق شروط تناسبها دون الإعتبار للطرف الأخر، على سبيل المثال تغير مسمى عملائها من (Con-current) إلي (Named-user)

ليس هذا فقط بل مع تغير تلك المسميات تتغير معها الخدمات المقدمة أيضًا. مما لا تترك للمؤسسات بديل أخر إلا الرضوخ ودفع الزيادات للحصول على الخدمات المعتادة عليها منذ البداية.

ولا تتوقف المشكلة عند هذا فحسب بل تواجه المؤسسات المحلية التركية صعوبة في التواصل معهم لإبلاغهم بالمشكلات التي تستمر بالإيام دون النظر إليها. حتى أن ممثلي خدمة العملاء للعلامات التجارية في تركيا، يتهرّبون من حل المشكلات ويتركون العملاء يعانون وحدهم للوصول إلى الشركة الرئيسية في الخارج. ناهيك عن الردود المتأخرة على الطلبات التي تأخذ ساعات.

جميع المعلومات الخاصة تحت تصرف العلامات التجارية العالمية

تخزن برامج “إي أر بي” كل المعلومات الخاصة لتخطيط موارد المؤسسات المحلية التركية، وحتى لم تقم بتحديث نظامها السنوي، ستظل تلك المعلومات في حوذتها. فعلى سبيل المثال عندما تواجه تركيا حرب إقتصادية من السهل التحكم بها من خلال المعلومات التي بحوذتها عن أكبر المؤسسات بها.

وخير الدليل على هذا المؤسسات الصناعية الدفاعية في تركيا، فقدت شهدت قفزة كبيرة في الفترة الإخيرة وصلت إلى 70% في إستخدام المنتجات المحلية مع دعم الدولة لها. ولو كانت تتعامل بالبرامج العالمية لم تكن ستصل إلى هذا النجاح.

وأخيرًا الحل لهذه المشكلات

من الممكن التخلص من هذه المشكلات لو تم تطوير برامج محلية وقومية تضاهي العلامات التجارية العالمية. ذات بنية متباينة تتناسب مع المؤسسات التركية، تعامل عملاءها بشكل خاص، وتقدّم خدمة لمواقعها وتطبيقاتها الهاتفية على مدار الساعة، لتتخلص المؤسسات التركية من القيود التي تفرضها الشركات العالمية عليها.

.

المصدر/الاناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.