تركيا تقود رفضا واسعا لتصريحات “ترامب” حول الجولان المحتل

تصدرت تركيا ردود الفعل الرافضة لتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الاعتراف بالـ”سيادة” المزعومة لإسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة، معتبرة الموقف الأمريكي “انتهاكا سافرا” للقرارات الدولية.

ومساء الخميس، قال ترامب عبر “تويتر” إنه “حان الوقت بعد 52 عاما، أن تعترف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل الكاملة على مرتفعات الجولان، التي تتسم بأهمية استراتيجية وأمنية بالغة لدولة إسرائيل، والاستقرار الإقليمي”.

واحتلت إسرائيل الجولان السوري خلال حرب عام 1967، وفي 1981 أقر الكنيست (البرلمان) قانون ضمها إلى إسرائيل، لكن المجتمع الدولي لا يزال يتعامل مع المنطقة على أنها أرض سورية محتلة.

وجاءت ردود الأفعال الرافضة لتصريحات “ترامب”، التي تصدرتها تركيا، على النحو التالي:

أولا: الدول

1- تركيا

قال الرئيس رجب طيب أردوغان، الجمعة، أمام اجتماع طارئ دعت له تركيا لبحث تداعيات مجزرة المسجدَين في نيوزيلندا، “لن نسمح إطلاقًا بشرعنة احتلال مرتفعات الجولان (..) تصريحات ترامب حول مرتفعات الجولان تجر المنطقة إلى حافة أزمة جديدة”.

وقبل ساعات، انتقد المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، تصريح ترامب قائلا في تغريدة إن “محاولة الإدارة الأمريكية شرعنة الأنشطة غير المشروعة لإسرائيل المحتلة لأراضي فلسطين، في مرتفعات الجولان، تعني دعم سياسة الاحتلال وتعميق الصراعات”.

قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، في تغريدة إن “المحاولات الأمريكية لإضفاء الشرعية على انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي، لا تؤدي إلا لمزيد من العنف والآلام في المنطقة”.

وشدد تشاووش أوغلو، أن وحدة أراضي البلدان أهم المبادئ الأساسية بالنسبة إلى القانون الدولي، مؤكدا أن “تركيا تدعم وحدة الأراضي السورية”.

كما انتقد نائب رئيس حزب “العدالة والتنمية” التركي الحاكم، عمان قورتولموش، دعوة ترامب مؤكدا أن “العالم ليس ذلك المكان الذي يمكن إدارته بالتغريدات التي يغرد بها ترامب كلما خطر له ذلك”.

ولفت قورتولموش عبر تويتر إلى أن الرئيس الأمريكي يعمل منذ فترة طويلة “متحدثا باسم إسرائيل”.

2- مصر

أكدت مصر، الجمعة، في بيان للخارجية على موقفها الثابت، باعتبار الجولان السورى، أرضا عربية محتلة.

وقالت القاهرة إن موقفها التزاما “لمقررات الشرعية الدولية، وعلى رأسها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 497 لعام 1981، بشأن بطلان القرار الذى اتخذته إسرائيل، بفرض قوانينها وولايتها القضائيّة وإدارتها على الجولان السوري المحتل، وعلى اعتباره لاغياً وليست له أيّة شرعيّة دولية”.

وأكدت على ضرورة احترام المجتمع الدولى لمقررات الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة، من حيث عدم جواز الاستيلاء على أراض دول أخرى بالقوة.

3- روسيا

وحول نفس الموضوع، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، الجمعة، إن “تغيير صفة المرتفعات المحتلة هو التفاف على مجلس الأمن وانتهاك مباشر للقرارات الأممية”.

وأعربت زاخاروفا في تصريح لوكالة أنباء سبوتنيك الروسية، عن رفض بلادها لتصريحات ترامب.

4- إيران

بينما، قال المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإيرانية، برهام قاسمي، إن “القرارات الشخصية ومزاج ترامب الإبداعي، يظهر مجددا حقيقة سياسة الولايات المتحدة، والتي تشكل خطرا على العالم بأسره، وقد تؤدي إلى سلسلة أزمات خطيرة وجديدة في المنطقة”، بحسب وكالة الأنباء الرسمية “إرنا”.

وأكد قاسمي أن “الكيان الصهيوني لا يحكم أي أرض عربية أو إسلامية إلا ككيان محتل، ويجب إيقاف اغتصاب احتلال هذا الكيان”، مشيرا إلى أن “الجولان أرض سورية محتلة، باعتراف الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وليس هناك حل فيما يخص الجولان غير طرد الاحتلال منها”.

5- الأردن

فيما اعتبر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن السلام الشامل في المنطقة يتطلب انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة، بحسب وكالة الأنباء الأردنية الرسمية.

وأكد الصفدي موقف الأردن الثابت بأن الجولان “أرض سورية محتلة وفقاً لجميع قرارات الشرعية الدولية التي تنص بشكل واضح وصريح على عدم جواز الاستيلاء على الأرض بالقوة”.

ثانيا: المنظمات

** الأمم المتحدة

وفي أول تعليق أممي على تغريدة ترامب، قال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، إن الأمم المتحدة “ملتزمة بجميع قرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة”، والتي تنص على أن احتلال مرتفعات الجولان السورية من قبل إسرائيل هو عمل غير مشروع بموجب القانون الدولي.

وأضاف في تصريح للأناضول أن “موقف الأمم المتحدة لم يتغير بعد إعلان الرئيس الأمريكي بخصوص الجولان”.

** الاتحاد الأوروبي

من جانبها، قالت المتحدثة الرسمية باسم الاتحاد الأوروبي، مايا كوسيانتشيش، لوكالة “سبوتنيك” الروسية إن “موقف الاتحاد الأوروبي بشأن الجولان لم يتغير، وتماشيا مع القانون الدولي، لا يعترف الاتحاد بسيادة إسرائيل على الأراضي التي تحتلها منذ حزيران / يونيو 1967، بما في ذلك مرتفعات الجولان، ولا يعتبرها بالتالي جزءا من أراضي إسرائيل”.

** الجامعة العربية

أمّا الجامعة العربية فقالت في بيان، الجمعة، إنها “تقف بالكامل” وراء الحق السوري في منطقة الجولان المحتلة.

وشدد على أن “أي اعتراف بسيادة إسرائيلية على الجولان السوري، غير ذي حيثية، ولا يترتب عليه حقوق أو التزامات”.

وحذرت الجامعة من أن “أي اعتراف أمريكي بسيادة إسرائيلية على الجولان سيُمثل ردة خطيرة في الموقف الأمريكي من النزاع العربي – الإسرائيلي إجمالا”.

وتنص القرارات الأممية جميعها، على أن احتلال مرتفعات الجولان السورية من قبل إسرائيل هو عمل غير مشروع بموجب القانون الدولي.

وأصدر مجلس الأمن الدولي بالإجماع قراره رقم 497، في 17 ديسمبر / كانون أول 1981، دعا فيه إسرائيل إلى إلغاء ضم مرتفعات الجولان السورية، واعتبار قوانينها، وولايتها، وإدارتها هناك لاغية وباطلة وليس لها أثر قانوني دولي، كما صدرت قرارات أخرى من الجمعية العامة بنفس المعنى.

المصدر: الاناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.