وكأنه يلعب “بوبجي”.. وقائع مذبحة جامع النور في نيوزيلندا

على طريقة لعبة “بوبجي” الشهيرة، وألعاب القتل الإلكترونية الأخرى، ظهر سفاح مسجدي مدينة كرايست تشيرش في نيوزيلندا، الجمعة، وهو يستمع للموسيقي، ويصور على الهواء مباشرة تفاصيل جريمة قتله مصلين بدم بارد، ومستبدلا خزائن أسلحته بكل أريحية، ويقضي على أنين الجرحى دون رحمة.

وأعلن مفوض الشرطة النيوزيلندية، مايك بوش، في وقت سابق اليوم، مقتل 49 شخصًا، جراء الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدين في كرايست تشيرش أثناء صلاة الجمعة.

المتهم الأسترالي، الذي ألقت الشرطة القبض عليه، يدعى برينتون تارانت، عمره 28 عاما، نشر عبر بث مباشر كافة تفاصيل جريمته البشعة، والتي بدأها من مركبته؛ حيث ظهرت فيها عدة أسلحة آلية سوداء في المقعد المجاور له.

وظهر على الأسلحة كتابات باللون الأبيض، تحوي عبارات عنصرية هاجم فيها الدولة العثمانية والأتراك.

ويظهر السفاح في البث، وهو يستعد لارتكاب جريمته؛ حيث ارتدى خوذته المثبت بها كاميرا، قبيل أن ينطلق بسيارته.

وفي طريقه بشوارع مدينة كرايست تشيرش، مرتديا لباسا عسكريا، يظهر صوت جهاز تحديد المواقع، لتوجيهه يمينا ويسارا، تنطلق بعدها موسيقى حماسية باللغة الصربية تشير إلى رادوفان كاراديتش، الملقب بـ”سفاح البوسنة”، وهو سياسي مدان بـ”ارتكاب إبادة جماعية” و”جرائم ضد الإنسانية” ضد المسلمين إبان حرب البوسنة (1992-1995)، ليتنقل بعدها في شوارع المدينة بين سياراتها، مواصلا الاستماع للموسيقى.

القاتل بعد دقيقتين يخلع خوذته ويصور نفسه، ويعود لوضع الخوذة، ويواصل طريقه، كما يظهر يديه على مقود السيارة وهو يرتدي قفازات عسكرية، ليتوقف قليلا ويتأكد من بعض الأمور من هاتفه على ما يبدو، ويرنم عدة كلمات، ثم يواصل طريقه وتبدأ أغنية حماسية جديدة.

بعدها يظهر القاتل وهو يسلك طريقا التفافيا بسيارته للوصول إلى المسجد.

وقبل أن يتوقف يظهر أمامه اثنان من المشاة العابرين، توقفا له إفساحا للمرور، وعليه يوقف السيارة ويخرج منها وبيده قطعة سلاح مضيئة، وينتقل للخلف، ويفتح الصندوق الخلفي للسيارة، الذي ظهر بداخله أيضا أسلحة آلية، وقارورات كبيرة حمراء غير معلوم ما بداخلها.

ولتحقيق نواياه المبيتة، يأخذ القاتل قطعة سلاح أخرى ويتوجه بهما إلى داخل المسجد، عابرا بوابته الخارجية، مرورا بالحديقة، وخلالها يتفقد يمينه ويساره بحثا عن أشخاص.

ومع اقترابه من بوابة المسجد يبدأ بإطلاق النار على المتواجدين هناك، دون تردد أو تحذير.

وباغت السفاح المتواجدين على باب المسجد بإطلاق النار أثناء مسيره، وبعد إصابتهم يرمي السلاح الذي أخذه من صندوق السيارة، ويواصل تقدمه بسلاحه المضيء، مستمرا في إطلاق النار على كل من يراه.

وبعد العبور من الممر نحو فناء المسجد، واصل إطلاق النار على من شاهده، ثم اتجه بعدها لمجموعة من المصلين تجمعوا في الجانب الأيمن، ليمطرهم بالرصاص دون رحمة.

وعندما شاهد رجلا يحاول الهرب من جانبه عند الممر، عاجله بطلقات نارية، فأرداه قتيلا، ليتراجع للخلف إلى الممر ويبدل خزانة السلاح.

ويظهر الفيديو عودة السفاح من جديد إلى الفناء، واتجاهه للجانب الأيسر هذه المرة؛ حيث تجمع عدد من المصلين المصابين، فيطلق عليهم النار، وخلال ذلك يتفقد أطرافه يمنة ويسرة، ويعود لإطلاق النار على الجانب الأيمن مجددا، قبل أن يخرج من الممر مرة أخرى ويبدل خزانة جديدة وضعها على خصره.

وبعد ذلك يدخل للفناء للمرة الثالثة، ويطلق النار على جثث المصلين على الجانبين بشكل عشوائي، ليغير خزانة السلاح للمرة الرابعة، ويواصل إطلاق النار بالجهتين، وأثناء ذلك يلمح شخصا يركض من الجهة الداخلية للخارج، فيحاول استهدافه أيضا، ويواصل إطلاق النار على كل جثة، ويخرج بعدها للممر ويغير خزانة السلاح للمرة الخامسة.

وعقب ذلك يخرج للحديقة الخارجية للمسجد، متفقدا يمينه ويساره، عابرا منها باتجاه الباب الخارجي، وهناك يطلق رصاصات كثيرة على الجانب الأيمن، ويتجه بعدها إلى الجانب الأيسر حيث تقع سيارته، وهناك يتوجه للصندوق الخلفي، ويستبدل قطعة سلاحه بقطعة أخرى، ويعود للطريق متفقدا يمينه ويساره.

ومجددا يتجه السفاح إلى المسجد من الجانب الآخر، وهناك يطلق رصاصات يمنة ويسرة، متفقدا الشارع وكأنه في لعبة إنترنت، ثم يعود من جديد ويدخل المسجد، ويفتش غرفه بسرعة، ثم يصل إلى الفناء.

ومع دخوله إلى الفناء، وبكل برودة أعصاب، يتوجه لجثث القتلى على الجانب الأيمن والأيسر، ويطلق عليهم الرصاصات من أجل التأكد من مقتلهم، ثم يتجه بعدها للخارج مجددا، مواصلا إطلاق النار.

وبعد خروجه، استهدف سيدة كانت تسير قرب سيارته من بعد، وعندما اقترب منها كانت تقول بلغة إنجليزية “ساعدوني ساعدوني”، ليطلق عليها النار ثانية ويطرحها أرضا، وبعدها يغلق صندوق سيارته الخلفي، وينطلق بها داهسا السيدة التي قتلها قبل ثوان فقط، مبتعدا عن المسجد.

ولم تقف جريمته البشعة عند هذا الحد، فصوت الموسيقى الحماسية كان لا يزال يصدح في السيارة وهو يقودها، ويطلق ضحكاته ويدمدم بكلمات، ومن داخل سيارته واصل إطلاق النار في اتجاه الخارج، غير آبه بتحطم زجاج السيارة.

ومع فراغ طلقات سلاحه داخل السيارة، واصل طريقه مسرعا في الشوارع شبه الخالية، مطلقا أبواق السيارة بقوة، ومصدرا ضحكات ساخرة، دون أن يرف له جفن.

لاحقا، يسمع السفاح صوت سيارة شرطة متجهة عكس الاتجاه الذي ينطلق نحوه، أي باتجاه الجامع، ثم ينتهي البث الذي استمر 17 دقيقة وهو يقود سيارته بسرعة مجنونة.

تجدر الإشارة إلى أن هذه اللقطات تتعلق بمسجد النور فقط، الذي قتل فيه 41 شخصا، قبل أن يتجه إلى مسجد لينوود لاحقا ويقتل فيه 7 أشخاص آخرين، فضلا عن ضحية أخرى توفيت في المستشفى بعد نقلها من المسجد.

المصدر: الاناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.