‏اتصل بأمه أثناء إطلاق النار فظلت تناديه لـ20 دقيقة.. امرأة سورية تستمع لتفاصيل مقتل زوجها وابنها خلال مجزرة المسجدين

“أمي إنهم يطلقون النار علينا في المسجد”، كانت هذه آخر كلمات قالها حمزة لوالدته على الهاتف عندما اقتحم الإرهابي الأسترالي المسجد بمدينة كرايستشرش موقعاً مجزرة بشعة ومتسبباً في جعل أم سورية تفقد ابنها وزوجها في مذبحة نيوزيلندا.

كانت مصيبة والدته مصيبتين بل ثلاثة، قتل زوجها وابنها وأصيب ابنها الثاني.

ولكن ما عانته هذه الأم قد يفوق معاناة أي شخص في هذه المذبحة.

لقد عاشت المذبحة لحظة بلحظة رغم أنها لم تكن موجود في المكانز

طلبتهم نيوزيلندا استضافتهم كلاجئين بعد هربوهم من الموت في بلادهم

كملايين السوريين هربت أسرة خالد حاج مصطفى من سوريا إلى الأردن.

ثم انتقلوا من الأردن إلى نيوزيلندا عبر برنامج لاستضافة اللاجئين السوريين نظمته الحكومة النيوزيلندية.

يقول أحد أقرباء الأسرة لـ”عربي بوست” تتكون الأسرة من رب الأسرة خالد الذي يبلغ من العمر 44 عاماً وزوجته، وولديه حمزة 17 عاماً، وزيد 14 عاماً وزينة 10 سنوات.

ولم يبق الآن من الأسرة سوى زينة وزيد الذي أصيب في المذبحة أيضاً.

بدأ بالوالد ثم طارد الأبناء للخارج.. والنتيجة أم سورية تفقد ابنها وزوجها في مذبحة نيوزيلندا

كان الوالد وابناه الاثنان يستمعان لخطبة الجمعة، كما تفعل كل أسرة مسلمة.

رب الأسرة خالد حاج مصطفى كان من أوائل من قتلوا في المذبحة، حسب قريبه، لأنه كان في الصفوف الأخيرة داخل المسجد، فعاجله القاتل في البداية بإطلاق النار فور دخوله المسجدين.

أما الابنان، فقد حاولا الفرار كغيرهما من مرتادي المسجد، وبالفعل نجحا في الخروج من المسجد.

ولكن القاتل طاردهم إلى الخارج حيث أطلق عليهما الرصاص في موقف السيارات المجاور للمسجد.

إصابة مؤلمة ولكن هناك ما هو أسوأ منها

إطلاق النار أدى إلى إصابة زيد البالغ من العمر 14 عاماً بعدة رصاصات في أماكن متفرقة من جسمه.

وقد تم استخراج أغلب الرصاصات من جسده، ولكن مازال بعضها لم يستخرج.

وبينما يعاني الصبي البالغ من العمر 14 عاماً من الألم الجسدي المبرح جراء ما أصابه، فإن ألمه الأكبر هو فقدانه والده وشقيقه.

والأسوأ أن الأم عايشت معهم هذه المأساة المروعة رغم أنها كانت بعيدة عنهم.

بطل الفروسية يتصل بأمه في لحظاته الأخيرة

حمزة الابن الأكبر للعائلة كان بطلاً للفروسية، وحصل الشاب البالغ من العمر 17 عاماً على المركز الأول في بطولة بالأردن.

وكأن القدر أراد للبطل حمزة أن يودع أمه في لحظاتها الأخيرة.

فبعد تعرضهم لإطلاق النار، اتصل حمزة بوالدته ليخبرها بأنهم يتعرضون لإطلاق نار، حسب ما قاله قريب العائلة لـ”عربي بوست”.

وبعد أن قال هذه الكلمات توقف صوته وظلت أمه تناديه لمدة عشرين دقيقة عبر المكالمة التي ظلت مفتوحة.

وهذا يعني أن الأم المكلومة ظلت تستمع لما تبقى من تفاصيل المذبحة التي خطفت منها ابنها وزوجها وتركتها وحيدة مع ابنة صغيرة وابن مصاب.

أخذت الأم تنادي على ابنها عبر المكالمة المفتوحة.

ولا من مجيب.

إلى أن أخذ الهاتف شخص يبدو أنه من رواد المسجد، فأخبرها أنه إذا كان ابنها هو القريب من الهاتف فيبدو أنه قد توفي.

تواصلت الأم مع سيدة من المهاجرين لديها سيارة مثلها، وذهبت هي وسيدات أخريات تجاه المسجد.

ولكن السلطات منعتهم من الدخول بعد أن فرضت كردوناً أمنيا حول موقع الحادث.

ومعاناة الأم تتواصل حتى بعد المذبحة

وتواصلت معاناة الأم المكلومة، فابن لها في المستشفى وآخر مفقود.

إذ لم يستدل في البداية على مصير حمزة.

إذ يقول قريب الأسرة لـ”عربي بوست” بعد وقوع المذبحة، فإن من تأكد موته من المصلين كان يوضع داخل المسجد ولم يذهب بجثمانه إلى المستشفيات.

ولذا لم يستدل على مصير حمزة، وكان لدينا أمل أنه حي.

ولكن تبين بعد نحو يومين أنه استشهد في المذبحة.

وأن هذا الإرهابي تسببت في جعل أم سورية تفقد ابنها وزوجها في مذبحة نيوزيلندا بعد أن هربوا من الموت ببلادهم.

وأن كلمات البطل حمزة التي قالها عبر الهاتف، هي آخر ما ستسمعه أمه منه.

“أمي أنهم يطلقون النار علينا ونحن نصلي”.

.
وكالات
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.