صحيفة تركية: هكذا تقرأ استطلاعات الرأي انتخابات بلدية إسطنبول

نشرت صحيفة “حرييت” التركية مقال رأي للكاتب عبد القادر سلفي رصد من خلاله آراء شركات الأبحاث واستطلاعات الرأي حول الانتخابات المُعادة في إسطنبول.

وقال الكاتب، إن معرفة الأسباب التي أدت إلى نتائج الانتخابات المحلية الأولى في إسطنبول يمثل أساس بناء استراتيجيات الأحزاب السياسية لحملاتها الدعائية للانتخابات المُعادة والمقرر إجراؤها في الثالث والعشرين من شهر حزيران/ يونيو المقبل.

وأشار الكاتب إلى أن بعض شركات استطلاعات الرأي بدأت العمل سريعا على سبر آراء الشارع فيما يتعلق بقرار اللجنة العليا للانتخابات بإعادة الانتخابات في إسطنبول، ومعرفة لمن سيدلون بأصواتهم في الانتخابات المعادة.

 

ومن المقرر أن تنشر بعض شركات الاستطلاع نتائجها النهائية بعد عيد الفطر على الرغم من أن المدة الزمنية للانتخابات حينها ستكون قصيرة.

وبين الكاتب أن جميع هذه الاستطلاعات تهدف إلى معرفة مدى احتمال أن يتوسع الفارق بين مرشح حزب العدالة والتنمية بن علي يلدرم، ومرشح حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو، ولمصلحة مَن ستكون الانتخابات في نهاية المطاف.

ونقل الكاتب عن إحسان أكتاش، رئيس شركة “جينار” لاستطلاعات الرأي، أن الشركة قامت باستطلاع رأي واسع النطاق لدى فئة الشباب، وستقوم بدراسة بحثية تشمل الناخبين الأكراد وكبار السن، وستنُشر النتائج النهائية لهذه الاستطلاعات خلال الأيام القليلة القادمة.

أما فيما يتعلق بتوقعه لمصير الانتخابات المعادة، يرى أكتاش أن قرار إعادة إجراء الانتخابات جعل أكرم إمام أوغلو في مظهر “الضحية”، حيث حاول فورا استغلال ذلك لجذب تعاطف الناس معه، غير أن محاولاته لم تعد تجدي نفعا حاليا لأن حزب العدالة والتنمية بدأ بمعالجة هذا الأمر من خلال حملات التوعية وغيرها.

ونوه أكتاش بأن الناخبين الأكراد الذين لم يتوجهوا إلى صناديق الاقتراع في انتخابات إسطنبول المحلية، والبالغ عددهم 300 ألف ناخب، سيحددون بصورة كبيرة مصير الانتخابات المعادة.

 

وبناء على ذلك، يتوجب على حزب العدالة والتنمية التركيز أكثر على ترويج ما يقوم به في إسطنبول وإسقاط “مظلمة” إمام أوغلو إن أراد الفوز بانتخابات الشهر المقبل.

وأورد الكاتب نقلا عن حلمي داشدمير، رئيس شركة “أوبتيمار” للأبحاث واستطلاعات الرأي، أن هناك حالة من التقلب في آراء الناخبين في إسطنبول، حيث استطاع إمام أوغلو كسب تعاطف الناس بعد قرار إعادة الانتخابات، بينما استطاع بن علي يلدرم تبديد ذلك من خلال التأكيد على ضرورة حماية وصون رأي الناخبين مهما كان دون تزويره أو سرقته.

وأضاف داشدمير أن إعلان اللجنة العليا للانتخابات لذرائع قرارها ساهم في الحد من الفجوة بين بن علي يلدرم وأكرم إمام أوغلو.

 

لكن من سيحدد مصير الانتخابات هم الناخبون الذين اعتادوا على المشاركة في الانتخابات، ولم يشاركوا في انتخابات إسطنبول المحلية، والذين تشكل نسبتهم 4 بالمئة ممّن يحق لهم التصويت في إسطنبول.

وذكر الكاتب أن إبراهيم أوسلو، مدير شركة “أنار” للأبحاث واستطلاعات الرأي، يرى أن خمسة عناصر ستحدد مصير الانتخابات المُعادة في إسطنبول؛ أولها قرار أنصار حزب العدالة والتنمية الذين لم يذهبوا إلى صناديق الاقتراع، ومشاركتهم في الانتخابات المُعادة ستفيد حزب العدالة والتنمية.

 

أما ثاني هذه العناصر فهو قرار مؤيدي الأحزاب السياسية الصغيرة التي انسحب مرشحوها من الانتخابات، وفي حال صوتوا بنسبة كبيرة لأكرم إمام أوغلو فإن المنافسة ستبقى قوية.

وأضاف أوسلو أن توجه أنصار حزب السعادة سيؤثر بصورة كبيرة على نتيجة الانتخابات، وإذا كرروا ما فعلوه في انتخابات البرلمان المُعادة وصوتوا لصالح حزب العدالة والتنمية، فإن ذلك ربما سيحسم الانتخابات لصالحه.

 

كما أن الناخبين الذين سيذهبون إلى قراهم ومدنهم خلال عطلة الصيف، سيؤثرون بدورهم على نتيجة الانتخابات المتوقعة.

 

وسيحتاج حزب العدالة والتنمية لمجهودات كبيرة لتفسير مبررات قرار اللجنة العليا بإعادة الانتخابات المحلية في إسطنبول.

وأفاد الكاتب بأن مراد صاري، رئيس شركة “كونسينسوس” للأبحاث واستطلاعات الرأي، يعتقد أن أكرم إمام أوغلو سيحاول استعطاف الناس من خلال الظهور في دور الضحية والمظلوم، بينما سيركز بن علي يلدرم على دعاية الخدمات والمشاريع.

 

لكن مَن سيحسم نتائج الانتخابات بصورة كبيرة هم الناخبون الذين لم يتوجهوا إلى صناديق الاقتراع خلال الانتخابات التي جرت في أواخر شهر آذار/ مارس الماضي، والبالغ عددهم مليون و700 ألف ناخب.

واختتم الكاتب مقاله بالتأكيد على أن العد التنازلي للانتخابات المُعادة في إسطنبول قد بدأ، ومن المنتظر أن يساهم سلوك المرشحين وأخطاؤهم في تحديد مصير هذه الانتخابات.ترجمه/عربي21

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.