وسائل إعلام أمريكية تشن حملة على تركيا: “أعداءنا”

ما يزال حصول تركيا على صواريخ إس 400 يتصدر معظم تحليلات وسائل الإعلام الأمريكية التي بدت وكأنها كانت تتحين الفرصة لتوسيع حملة الهجوم على القيادة التركية، فبدأت تدعو إلى طرد تركيا من حلف الناتو، وفرض عقوبات عليها.

البداية من وكالة بلومبرغ الإخبارية التي نشرت مقالا لهيئة التحرير تحت عنوان “تركيا تخلت عن الغرب: إلى الجحيم”  قالت فيه إن تصرفات الرئيس التركي الأخيرة من شراء منظومة الصواريخ الروسية التي تهدد دفاعات حلف الناتو، وتصعيد التوترات مع أوروبا من خلال إرسال سفن للتنقيب عن الغاز قبالة سواحل قبرص، هي استفزارات متعمدة.

وزعمت أن تركيا كان من الممكن أن تختار شراء أنظمة الصواريخ التي وافق عليها الناتو بقدرات مماثلة، وأن تسمح للاتحاد الأوروبي بالتوسط في مسألة البحر المتوسط، ولكن أردوغان رأى أن مصالحه الأمنية تخدم بشكل أفضل من خلال التحالف مع روسيا، ويبدو أنه يعتقد أيضًا أن الغرب لن يكون لديه القدرة على فرض عقوبات كبيرة.

وفي تحريض واضح، قالت الوكالة إن على أردوغان مواجهة العواقب، ويجب على الأوروبيين المضي قدما وفرض عقوبات على الشركات التركية المشاركة في عمليات التنقيب البحرية في شرق البحر المتوسط.

أما على الجانب الأمريكي، فوصفت الوكالة قرار الرئيس الأمريكي ترامب باستبعاد تركيا من برنامج االمقاتلة إف 35 بأنه بداية جيدة.

وأضافت أن الإدارة الأمريكية قائمة طويلة من العقوبات للاختيار من بينها، بما في ذلك تجميد أصول كبار المسؤولين، ومنع القروض الكبيرة لتركيا، أو قطعها عن النظام المالي الأمريكي بالكامل. يجب أن يكون الهدف هو البدء بضبط النفس، ثم تشديد العقوبات ما لم يعد أردوغان التفكير في سوء تقديره.

ووفقا للوكالة فإنه في حال فشلت هذه العقوبات، فإن على الولايات المتحدة وحلف الناتو طرد تركيا من الحلف، وأن يسرع قادة الناتو من البحث عن بديل للقواعد الموجودة في تركيا في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

أما صحيفة “نيويورك بوست”  فنشرت مقالا تحت عنوان “انقلاب تركيا على الغرب – وكيفية عكسه” للباحث في مركز هادسون، باليس ميتسال، رأى فيه أن انجراف تركيا بعيدا عن الغرب هو التحدي الأكبر الذي يواجه العلاقات الأمريكية التركية منذ بداية شراكتهما القوية بنهاية الحرب الباردة.

وأضاف أن على صانعي السياسة الأمريكية عند الرد على شراء تركيا صواريخ S-400، التحقق من دافعهم العقابي.

وقال إن العقوبات على تركيا يجب أن تكون أكثر دقة، وبدلا من ضرب الحكومة ككل أو السعي لخنق الاقتصاد التركي، فإن الأفضل أن يتبنى البيت الأبيض مقاربة  دقيقة، لأنه إذا دفع الأتراك ثمن أخطاء أردوغان، فلن يغير ذلك من سلوكه، ولكن قد يقنع الناس أنهم في وضع أفضل مع موسكو.

وعلى ذلك دعا الباحث إلى أن تستهدف العقوبات الأمريكية أفرادا محددين في النظام  التركي، وبالتحديد المسؤولين عن قيادة أنقرة نحو موسكو.

ورأى أن هذه الخطوة ستحافظ على مصداقية الولايات المتحدة، مع إضعاف العناصر الموالية لروسيا في تركيا وتقويض خطاب أردوغان عن الحقد الأمريكي، على حد زعمه.

ونشر مجلس العلاقات الخارجية الذي يعد من أبرز اللوبيات داخل الولايات المتحدة، تحليلا بعنوان “ليست صديقا أو عدوا” رأى فيه أن تركيا لم تعد شريكا للولايات المتحدة، ولم تعد البلدان تتقاسمان التهديدات أو المصالح الشاملة التي تربطهما ببعضهما.

وقال أن إدارك أن الولايات المتحدة وتركيا تحولتا من حلفاء متناقضين إلى خصوم، يتطلب من الولايات المتحدة تطوير خيارات أخرى.

ووفقا للمجلس، فإن أول هذه الخيارات تطوير بدائل لقاعدة إنجرليك لجوية، لأن استخدام القاعدة لدعم اهتمامات الولايات المتحدة لم يعد مضمونًا.

وثانيا، رفض مطالب تركيا بأن تنهي الولايات المتحدة علاقاتها العسكرية مع تنظيم “ي ب ك”، لأن االتخلي عن ذلك الحليف الموثوق، على حد وصف المجلس، يضر بسمعة الولايات المتحدة.

وأخيرا اتخاذ موقف عام أقوى من السياسات التركية التي تقوض السياسة الأمريكية، وعلى وجه التحديد  إنهاء التعاون مع تركيا في برنامج F-35.

.

وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.