ماذا طلب الأمريكيون من الإرهابيين؟

كشف وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، أن مسؤولين أمريكيين التقوا قبل أيام داخل الأراضي السورية مع أعضاء في منظمة “الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني”، إحدى المنظمات الإرهابية التي تنشط في تركيا، وأضاف خلال مشاركته في لقاء تلفزيوني، أنه على دراية بتفاصيل اللقاء.

اللافت في تصريحات وزير الداخلية التركي تشديده على أن تركيا تعرف المسؤولين الأمريكيين المشاركين في اللقاء، كما تعرف جميع أعضاء المنظمة الإرهابية الذين اجتمعوا مع المسؤولين الأمريكيين في سوريا.

تصريحات صويلوا هذه رسالة تحذير تبعثها أنقرة إلى الأمريكيين، مفادها أن تركيا على علم بألاعيبهم، وتتابع جميع تحركاتهم في سوريا عن كثب. كما تشير في ذات الوقت إلى قوة التواجد التركي استخباراتيا في تلك المناطق السورية التي عقد فيها اللقاء المذكور.

أنقرة وواشنطن توصلتا قبل أيام إلى اتفاق يقضي بإنشاء مركز عمليات مشتركة لإقامة منطقة آمنة في شمال سوريا. وعلى الرغم من هذه الخطوة التي تقدم بها الجانبان باتجاه تجاوز الخلافات، إلا أن الثقة بينهما ما زالت مفقودة بسبب دعم الولايات المتحدة لتنظيمات إرهابية تستهدف أمن تركيا واستقرارها، ولأن واشنطن استمرت في دعم وحدات حماية الشعب الكردي التابعة لمنظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية حتى بعد إعلان الاتفاق الأخير بشأن المنطقة الآمنة. وتقول أنقرة لواشنطن، من خلال تصريحات صويلو، إن الاتفاق الذي يقضي بإنشاء مركز عمليات مشتركة لا يمكن أن يخدر تركيا ولن تدفعها إلى غض الطرف عن التحركات المشبوهة التي تقوم بها الولايات المتحدة في سوريا.

المنظمات الإرهابية بكافة ألوانها ما هي إلا مرتزقة وأدوات لجهاز الاستخبارات هذا أو ذاك. وبالتالي، لا غرابة في التنسيق والتعاون بين “قلعة الرأسمالية المتوحشة” و”منظمة إرهابية ترفع راية الشيوعية الماركسية واللينينية”. وتفضح مثل هذه العلاقات القذرة مدى تورط تلك المنظمات الإرهابية اليسارية في خدمة الإمبريالية وهي تدعي بأنها تحاربها.

أكبر أدوات الولايات المتحدة في تركيا، تنظيم الكيان الموازي الإرهابي، تلقى ضربة قاتلة في ١٥ يوليو / تموز ٢٠١٦، حين أفشل الشعب التركي محاولة الانقلاب التي قام بها ضباط موالون للتنظيم لإسقاط الحكومة المنتخبة. ولم يعد تنظيم الكيان الموازي الإرهابي قادرا على ضرب مصالح تركيا لاشغالها بالداخل كما كان يفعل قبل أن يفتضح أمره.

منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية هي الأخرى تلقت في الآونة الأخيرة ضربات متتالية من قوات الأمن التركية سواء داخل الأراضي التركية أو في شمال العراق، وتم تحييد كثير من قادتها وعناصرها. وما زال الجيش التركي يلاحقهم في الجبال والأودية وكافة أماكن تواجدهم. وبفضل تضييق قوات الأمن التركية عليها، هي أيضا لم تعد قادرة على القيام بعمليات إرهابية في تركيا كما كانت تفعل في الماضي.

اللقاء الذي جمع مسؤولين أمريكيين وقادة منظمة “الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني” الإرهابية في سوريا، أثار تساؤلات عديدة حول أهدافه. ولعل السؤال الأول الذي يطرح نفسه هو: “هل الولايات المتحدة تبحث عن أداة جديدة لضرب أمن تركيا واستقرارها بعد تضييق قوات الأمن التركية الخناق على أدواتها التقليدية المعروفة وتطهير أجهزة الدولة من خلايا تنظيم الكيان الموازي الإرهابي؟”

منظمة “الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني” الإرهابية ليست لها شعبية في تركيا، ولا تملك عددا كبيرا من العناصر ليقاتلوا في سوريا. وأشار وزير الداخلية التركي إلى أن أنقرة على دراية بمضمون اللقاء، إلا أنه لم يكشف عن ذاك المضمون. ولذلك لا نعرف بالتحديد ما هي الخدمة التي طلبها الجانب الأمريكي من المنظمة الإرهابية.

هذه المنظمة اليسارية المتطرفة أقصى ما يمكن أن تقوم به هو تفجير إرهابي داخل الأراضي التركية. ولا ندري هل هذا ما طلبه المسؤولون الأمريكيون من ممثلي المنظمة الإهابية، إلا أن أي عمل إرهابي تقوم به منظمة “الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني” الإرهابية بعد اليوم داخل تركيا، لا سمح الله، سيسجل كثمرة خبيثة لذاك اللقاء المشبوه.

.

 بواسطة/ إسماعيل ياشا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.