دبلوماسي تركي يشيد بعلاقات بلاده مع ألمانيا: “نطمح في دفعها للأمام”

قال السفير فاروق قايماقجي، نائب وزير الخارجية التركي، رئيس شؤون الاتحاد الأوروبي، إن العلاقات بين بلاده وألمانيا عادت لطبيعتها بالمعني الحقيقي، مشيرًا إلى أن هذا لا يكفي وأن لديهم رغبة في دفعها للأمام.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الدبلوماسي التركي، مساء الإثنين، خلال مؤتمر صحفي عقده من مقر السفارة التركية ببرلين، بحضور منظمات مجتمع مدني تركية، سلط خلالها الضوء على المباحثات التي يجريها بالعاصمة الألمانية التي يزورها حاليًا.

وأوضح قايماجي أنه جاء لزيارة ألمانيا من أجل القيام بسلسلة من الاستشارات والمباحثات السياسية، مضيفًا “يمكننا القول إن العلاقات التركية الألمانية قد عادت لطبيعتها بالمعنى الحقيقي، لكن هذا غير كاف إذ لدينا رغبة في دفعها إلى الأمام”.

وشدد على أن تحسن العلاقات الثنائية بين البلدين، وتطورها “أمر في غاية الأهمية بالنسبة لحقوق الأتراك الذين يعيشون بألمانيا، ومصالحهم، ووضعهم، فضلا عن أهميته بالنسبة لثقل تركيا بأوروبا”.

ولفت قايماجي إلى أن العلاقات بين البلدين شهدت سلسلة من التوترات بعد العام 2016 الذي شهد المحاولة الانقلابية الفاشلة، مضيفًا “غير أن الطرفين حاليًا لا يرغبون في النظر إلى ذلك، والكل استخلص الدرس اللازم من تلك الأحداث، والآن هناك نوايا للتقدم وتقديم الأفضل خلال الفترة المقبلة”

وتابع قائلا “لكن رغم ذلك لا زال الجانب الألماني يتبنى مقاربات متحيزة، ويعاني في فهم بعض الأشياء بالشكل الصحيح”.

وشدد الدبلوماسي التركي على أنه نقل خلال الزيارة لنظرائه الألمان حقيقة ما حدث في المحاولة الانقلابية 15 يوليو/تموز 2016، وكيف أن التطورات المحيطة بتركيا قد أثرت عليها بشكل كبير، مضيفًا “ولقد تناولنا بعض الطرق أيضًا، حول كيفية الخروج من هذا التوتر، فهذا هو الأفضل؛ لأننا لا يمكن أن نصل لأي مكان ونحن نتهم بعضنا البعض”.

ولفت قايماقجي إلى أن الفترة المقبلة ستشهد زيارات مكثفة بين البلدين، من بينها زيارة للمستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، مشيرًا إلى أن موعد هذه الزيارات لم يحدد بعد إما بسبب التطورات السياسية بألمانيا أو بسبب الآليات السياسية المعمول بها في هذا الخصوص.

وتابع قائلا “ننتظر خلال الفترة المقبلة زيارات رفيعة المستوى من ألمانيا، كما أن هناك زيارات متبادلة على مستوى الوزراء تمت من قبل بين الجانبين”.

وأوضح أن هذا العام شهد زيادة تقدر بـ26% في أعداد السياح الألمان القادمين لتركيا، مشيرًا إلى أنهم يتوقعون وصول هذا الرقم إلى 30% بحلول نهاية العام.

تحديث الاتحاد الجمركي وتحرير التأشيرات

في السياق ذاته لفت قايماقجي إلى أن الفترة المقبلة من الممكن أن تشهد ارتفاعًا في العلاقات التجارية بين برلين وأنقرة، مشيرًا إلى أن هناك عنصران مهمان سيكون لهما تأثير كبير في ذلك أولهما تحديث الاتحاد الجمركي مع الاتحاد الأوروبي، وثانيهما تحرير التأشيرات للمواطنين الأتراك في منطقة “شنغن”.

وأشار إلى أن المواطنين ورجال الأعمال الأتراك يعانون في الحصول على تأشيرات دخول منطقة “شنغن”، لافتًا إلى أن ذلك يفوت على رجال الأعمال الكثير من فرص المنافسة.

كما أوضح أن الهجرة تمثل بعدًا وعنصرًا هامًا في العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن بلاده تستضيف على أراضيها 4.1 مليون لاجئ منهم 3.7 ملايين سوري، وما يقرب من 400 ألف شخص من بلدان أخرى كالعراق وأفغانستان.

وأفاد أن بلاده منذ العام 2011 وحتى الآن أنفقت 40 مليار دولار على اللاجئين، مشيرًا إلى أن الاتحاد الأوروبي كان قد تعهد من قبل بدفع دعم لتركيا يقدر بـ6 مليارات يورو على مرحلتين، دفع منها فقط 1.6 مليار من دفعة المرحلة الأولى. المصدر/A.A

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.