“طروادة” الأثرية بتركيا.. مقصد سياحي تاريخي

طروادة؛ المدينة الأثرية الواقعة في قرية “توفيقية” بولاية جنق قلعة شمال غربي تركيا، تشتهر بتاريخها الممتد لآلاف السنين، وبأحداث احتضنتها على مر التاريخ، ما جعلها مقصدا سياحيا عريقا.

أعمال االتنقيب المتواصلة منذ عشرات السنوات في طروادة أظهرت أن المدينة الأثرية كانت مقصداً سياحياً هاماً قبل ألفين و500 عام أيضاً.

وشهدت طروادة ملحمتان هما “اﻹلياذة” و”اﻷوديسة”، اللتان تنسبان إلى الشاعر الإغريقي هوميروس والشاعر الروماني فيرجيل.

“طروادة” التي ازدهرت في الألف الثالث قبل الميلاد، اشتهرت بقصة حصان طروادة الخشبي الذي اختبأ داخله الجنود الإسبرطيون، وتسلّلوا ليلا لفتح أبواب المدينة أمام جيوش منيلاوس، ملك إسبرطة بقيادة أخيه أغاممنون، الذي حاصر المدينة قرابة عشرة أعوام.

وتعود بداية أعمال الحفر والتنقيب في “طروادة” إلى عام 1871، ومنذ ذلك الحين أي قبل 156 عاماً، يتواصل التنقيب بدون توقف.

وبحلول عام 1996، تم الإعلان عن “حديقة طروادة التاريخية الوطنية” من قبل وزارة الثقافة والسياحة التركية، ليتم في أعقابها إدراج المدينة التاريخية ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للعلم والثقافة والتركية “يونسكو”.

وتتواصل حالياً المرحلة الـ 156 من أعمال الحفر والتنقيب الأثرية.

وسبق أن أعلنت الحكومة التركية 2018 “عام طروادة”، تكريما للذكرى العشرين لتصنيف “يونسكو” المدينة القديمة ضمن قائمة التراث العالمي.

وإلى جانب إدراجها في قائمة التراث العالمي، ساهم تصوير العديد من الأفلام العالمية حول “طروادة”، في زيادة شهرتها حول العالم.

** وجهة سياحية منذ عصور

وفي حديث للأناضول، قال البروفسور رستم أصلان، عضو الهيئة التدريسية في قسم علم الآثار بكلية الفن والآداب لدى جامعة 18 مارس بجنق قلعة، إنهم يتوصلون يوماً بعد آخر نتيجة أعمال التنقيب، لمعلومات جديدة ومختلفة تسلط الضوء على تاريخ “طروادة”.

وأضاف “أصلان” الذي يشرف أيضاً على أعمال الحفر والتنقيب في المدينة القديمة، أن أعمال التنقيب مستمرة هذا العام في منطقة “أغورا” بالتحديد.

وأوضح أن أعمال التنقيب تظهر بأن “أغورا” كانت منطقة مقدسة منذ الفترة اليونانية المقدسة (القرن الثامن قبل الميلاد).

وأشار إلى عثورهم على قطع أثرية ومكتشفات أخرى صغيرة، تظهر الجانب الثقافي والحياة اليومية التي كانت سائدة في “طروادة” قبل قرون عدة.

وتابع قائلاً ” يُعتقد أن القطع الأثرية الصغيرة التي عثروا عليها كانت لغرض تقديم هدية تذكارية يشتريها السيّاح القادمين إلى المدينة القديمة، مشيرا أن أهم ما توصلوا إليه هو اكتشاف الشعبية والأهمية التي كانت تتمتع بها “طروادة” قبل ألفين و500 عام.

من جهته، قال الأستاذ المساعد ريحان كوربا، المختص بتاريخ العصور القديمة وعضو الهيئة التدريسية في قسم التاريخ بجامعة 18 مارس في جنق قلعة، إن “طروادة” كانت تحظى دوماً بأهمية وإقبال سياحي منذ العصور القديمة، مستدلاً على ذلك بالمكتشفات التي تم العثور عليها خلال أعمال التنقيب، والتي تدعم فكرته.

وأضاف أن “طروادة” لم تكن منطقة مقدسة فحسب قديماً، بل مقصداً سياحياً بارزاً يقصدها الزوار من مختلف المناطق، قبل ألفين و500 عام.

واختتم الأكاديمي التركي حديثه بالإشارة إلى أن “طروادة” لا تزال تحافظ على أهميتها ومكانتها السياحية، حيث تحظى خلال السنوات الأخيرة، بإقبال كبير من قبل الزوار المحليين والأجانب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.