يا وطنيي “الشعب الجمهوري” ويا قوميي “الجيد” ويا وطنيي التيار المحافظ،استيقظوا!..إنهم يحاولون إسقاط أردوغان وتركيا،لقد جعلوا “أتاتورك” سلاحا بيد “بي كا كا”!!

لم يعد هناك شيء اسمه السياسة الداخلية في تركيا بعد اليوم، كما لم يعد هناك شيء اسمه صراع السلطة الداخلية؛ إذ نحن أمام كفاح شرس يخوضه “محور تركيا” ضد “المحور الدولي”. فالكفاح الذي تشهده تركيا إنما هو كفاح دولي، فهو مرتبط بتحركات القوى الدولية وخرائط القوى الجديدة.

إننا أمام تصفية حسابات نهائية، أمام آخر محاولة كبرى تقودها سياسة نموذج الوصاية المستمرة بشكل مستتر منذ قيام الجمهورية التركية إلى يومنا هذا.

ولقد قسّمت تصفية الحسابات هذه الهويات السياسيات من يمينية ويسارية وليبرالية ومحافظة وإسلامية وقومية وفق تداعياتها. ذلك أن تلك الهويات فقدت طابعها لخاص لكونها هويات مستقلة قائمة بذاتها.

لقد نقلوا الصراع إلى مدننا وبيوتنا

إنه ما يطلق عليه “الاحتلال الداخلي”

لقد شارك الجميع في تصفية الحسابات هذه من خلال هوياته القديمة، لكن هذه الهويات كانت فقط طريقة لترويج ذلك المخطط، غير أن الصراع الحقيقي مختلف تماما، فهو صراع تركيا ومعارضيها، وقد نُقل إلى الداخل؛ إذ نقل إلى الداخل الصراع الذي يجب كان علينا أن نخوضه في الخارج.

لقد نقلوا مخططات إيقاف تركيا من الولايات المتحدة وأوروبا وشمال سوريا والعراق والبحر المتوسط وبحر إيجة إلى شوارعنا وبيوتنا وعاصمتنا وإسطنبول وأذهاننا. وهذا هو الشيء الذي أتحدث عنه منذ فترة طويلة وأصفه بـ”الاحتلال الداخلي”. كما أن قوى التحالفات التي نطلق عليها “المحتلين الداخليين” أصبحوا في الداخل هم والكيانات التابعة لهم.

إن كل التوجهات السياسية التي تشهدها الساحة اليوم إنما تنتهج وفق تصفية الحسابات هذه. إنهم يروجون للغة المستخدمة والطريقة المتبعة والأفكار التي يدافعون عنها وكأنها جزء من كفاح سياسي داخلي، لكن في الحقيقة ليس هناك أي هوية أو هدف سياسي بخلاف تصفية الحسابات هذه التي نتحدث عنها.

تلك الساحة تضم أنصار أتاتورك ومن يسبونه، وكذلك أنصار العثمانيين ومن يشتمونهم

لقد هزم البعض أمام أطماعه السياسية، وهزم آخرون أمام غضبهم. ومنهم من خبأ أجنداته السرية داخل ثنايا هذه التحالفات، وآخرون وجدوا هناك عدم قناعتهم الشخصية.

لقد أنشأوا شمسية ودرعا وسقفا يقف تحته كل من يريدون تدمير تركيا ومن يصورون مصالحهم الشخصية وكأنها قضايا وطنية، وكذلك التنظيمات الإرهابية ومن فتحوا النار على أبناء هذا الوطن ومن يكرهون تركيا.

إن ذلك السقف يقف تحته كذلك من أقاموا الجبهات على حدودنا ومن يحتفلون بفتوحاتهم منذ سنوات، كما يقف هناك أيضا من يناصرون الدولة السلجوقية والإمبراطورية العثمانية ومن يكرهونهما، وكذلك من يناصرون مصطفى كمال أتاتورك ومن يكرهه ويسبه طوال حياته.

لقد جعلوا “أتاتورك” سلاحا بيد “بي كا كا”

تجهيز الجيوش لهجوم أكبر من 15 تموز

إن تلك الجبهة تضم من يقدسون أتاتورك بصفته مؤسس الجمهورية التركية ومن يستغلون كلام ذلك الزعيم المؤسس من أجل تدمير تركيا.

إن غضبهم وأطماعهم أهم لديهم من هذا الوطن وشعبه وتاريخه ومستقبله. لكن ألا يمكن أن يكون هناك من يستغل غضبهم؟ ألا يمكن أن يكونوا يحاولون تلجيم تركيا من خلال جوانب ضعفهم؟

إنهم يدافعون عن هجوم 15 تموز الذي يعتبر أكبر هجوم استهدف بلادنا منذ قيام الجمهورية، كما أنهم يدافعون عن الكوادر التي استخدمها أعداؤنا للتخطيط لهذا الهجوم وتنفيذه. كما أن الجيوش تجهز لتنفيذ هجوم أكبر من 15 تموز، أفهم عاجزون عن أن يروا ذلك؟

حصار خطير متعدد الجوانب

أرادوا إشعال فتيل حرب أهلية سنية – علوية بأحداث غيزي بارك التمردية، فخاضت عناصر استخبارات الولايات المتحدة وإسرائيل ودول الاتحاد الأوروبي حربا أهلية في شوارع إسطنبول. واليوم فهم يمجدونهم. لكن ألا يدفعنا ذلك للتفكير بأن هناك احتمالية لأن تكون فكرة إشعال فتيل حرب أهلية دامية هي الخطو التالية للتحالف الذي أسسوه؟

ألا يدفعنا ذلك للتفكير في أنهم يعدون العدة على حدود سوريا وبحر إيجة والبحر المتوسط وأنهم سيتحركون ما إن تسنح أمامهم الفرصة في الداخل وحينها سينفض هذا التحالف لأنه أتم مهمته؟

إن تركيا تتعرض لحصار وهجوم خطيرين ومتعددي الجوانب. ولا يحمل من انضموا إلى ذلك التحالف أي نية أو فكرة للمحافظة على مقدرات تركيا وحمايتها.

إنهم يحاولون إسقاط أردوغان

كما يحاول البعض حصار تركيا من خلالهم

إنهم يحاولون إسقاط أردوغان، كما أن هناك البعض الذين يحاولون استغلالهم لإسقاط تركيا. كما أن من يضغطون المخططات مستغلين جوانب ضعفهم؛ إذ إن لديهم مخططات لمرحلة ما بعد أردوغان، لكنهم لا يحملون أي هدف يرمي للمحافظة على وحدة تركيا، فهم لا يحملون أي مبدأ وليس لديهم حرمة لهذا الأمر أبدا..

لقد بدأوا من خلال الإساءة والضغينة والغضب، وقريبا للغاية سينقلون هذه الإساءة إلى شوارعنا. فالذين دمروا إسطنبول وهتفوا قائلين “لقد بدأ الظلم عام 1453” يحكمون اليوم إسطنبول. إنهم لا يديرونها، بل إنهم يجرونها إلى صراع دام. كما أنهم يساومون كوادر بي كا كا الإرهابية ويعقدون لقاءات ويضعون مخططات سرية. إنها تصفية حسابات مستمرة منذ عام 1453.

يا وطنيي “الشعب الجمهوري”

ويا قوميي “الجيد”

ويا وطنيي “السعادة” والتيار المحافظ

أبصروا الخطر!

لقد فشلوا في نقل الأسلحة الأمريكية والإسرائيلية إلى إسطنبول، لكنهم اليوم ينقلون أسلحة بي كا كا إلى المدينة، وفي القريب العاجل سيطلبون كذلك أن تحلق الطائرات الأمريكية فوق إسطنبول ومدن الأناضول.

لقد أعدوا العدة لاحتلال العديد من دول منطقتنا من خلال تشكيل “تنظيمات إرهابية بصبغة إسلامية”. واليوم فإنهم يستعدون لفعل ذلك في تركيا تحت عباءة الديمقراطية. ولهذا أدعو الوطنيين من أنصار حزب الشعب الجمهوري والقوميين من أنصار الحزب الجيد وأصحاب القلوب النقية من أنصار حزب السعادة والوطنيين من أبناء التيار الإسلامي المحافظ لأن يدعموا هذا الوطن بكل ما أوتوا من قوة.

أبصروا هذا الخطر، استيقظوا لتدركوا هذا المخطط الخطير الذين يدار من خلالكم بعد خداعكم بهوياتكم السياسية!

البعض فتح أبواب الحصن من الداخل

لا مكان للمقدسات أو المبادئ أو الهوية

لا مكان سوى للأكاذيب والافتراءات والشرور

لقد اقتحموا الحصن، وها هم الآن يهدمون جبهات المقاومة وخطوط الدفاع في تركيا الواحد تلو الآخر.

لقد فتح لهم البعض الباب من الداخل. بل لم يكتفوا بفتح الباب، فهم يدلونهم على المنازل التي سيستهدفونها. يستهدفون كل ما بنيناه في الأناضول على مدار الألف عام الماضية، يستهدفون كل ما يمت بصلة للوطن تركيا وشعبها وتاريخها.

إنهم يدمرون كل شيء يمرون به مثلما فعلت الجيوش الصليبية في القدس وأراضي الأناضول، يزرعون بذور الغضب والكراهية والدمار والشر، يجهزون تركيا لتكون مكانا مناسبا لتدخلات دولية جديدة.

ليس لديه أي مقدسات أو مبادئ أو شخصية، ليس لديهم شيء سوى الأكاذيب والافتراءات والشرور. إنهم يطرحون للمساومة كل شيء خاص بوطننا سواء من الماضي أو المستقبل.

إنها ليست قضية “العدالة والتنمية”

بل إنها قضية فتحت قبل مائة عام

لقد أعادوا نصب تلك الطاولة

إنهم شركاء للمحتلين الخارجيين وأصحاب الخيانات الداخلية، فتراهم مشتركين مع كل القوى التي تستهدف تركيا وتهاجمها. كما يشتركون مع كل الدول والتنظيمات التي تسعى لإيقاف تركيا وتركيعها ووضعها مجددا تحت الوصاية.

تعتقدون أن حزب العدالة والتنمية هو القضية، تظنون أن الخلافات السياسية هي القضية، تحسبون أن الاستياء والغضب الشخصي هو القضية. إن القضية هي القضية التي كانت قائمة قبل مائة عام. فهناك من وقف قبل قرن من الزمان على الجبهة المقابلة، واليوم يقف من جاؤوا بعدهم على الجبهة ذاتها. لقد تعرضت تركيا للخيانة، تعرضت لعملية احتلال داخلي.

راجعوا الماضي لتروا كل صور اليوم هناك

لكن هذا الوطن تخطى الكثير من الصعب، تغلب على الكثير من الخيانات، تعرض للكثير من حملات الاستيلاء والاحتلال الداخلي، كان شاهدا على الكثير من التحالفات المعادية والكثير من خونة الوطن.

ارجعوا قليلا للماضي، وهناك سترون مشاهد الصورة التي تشرح ما نعيشه اليوم. لقد كان لديهم دائما حجج تبدو بريئة ومعايير منطقية. ستجدون كذلك هناك الصورة التي تبين في أي صفحة من صفحات التاريخ سجلوا.

لكن لهذا الوطن خريطة مقاومة غير مرئية، ألا وهي عقل الشعب وبصيرته القوية للغاية والتي تصنع التاريخ وترسم ملامح الجغرافيا وتمنع الاحتلال وتفشل أسوأ السيناريوهات. فلولا هذا العقل كانوا سيدعوننا لنعيش على هذه الأرض منذ ألف عام؟

إنه آخر خطوطنا الدفاعية القوية قبل 2023

لقد نجحنا في المقاومة على مر مئات السنين ووقفنا على أقدامنا من جديد وبشكل أقوى بعدما كنا قد قلنا “لقد انتهى كل شيء”، وهو ما سيحدث كذلك مستقبلا عندما تفشل كل الجبهات الداخلية والخارجية مجددا.

إن الذين يقاومون ضمن صفوف محور تركيا ليسوا بحاجة لهوية سياسية أخرى؛ إذ عن محور تركيا هو أسمى هوية سياسية ننتسب لها. واليوم ينبغي لمن لم تهزمهم عمليات “التضليل العقلي” التي يروج لها أن يتجمعوا تحت مظلة هذا المحور.

إنها مسؤولية علينا تحملها تجاه وطننا وشعبنا وتاريخنا ومستقبلنا، ذلك أن هذا هو آخر خطوطنا الدفاعية القوية قبل 2023.

.

إبراهيم قراغول بواسطة/ إبراهيم قراغول

 

تعليق 1
  1. محمد القدسي يقول

    يمكرون ويمكر الله واللهِ خيرُ الماكرين

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.