تركيا تؤهل عناصر أمنية صومالية في “مكافحة الإرهاب”

يتلقى رجال شرطة صوماليون، حاليا، تدريبات على مكافحة الإرهاب في إحدى المدراس التابعة لقوات الدرك (الجندرمة) بقضاء “فوتشه” التابع لولاية إزمير غربي تركيا.

وبموجب اتفاق موقع بين وزارة الداخلية التركية ونظيرتها الصومالية، وبتنسيق من وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا)، تمت دعوة مجموعة من عناصر الشرطة الصوماليين للحصول على دورة تدريبية تركز في المقام الأول على إكسابهم مهارات التعامل مع الألغام الأرضية والعبوات الناسفة المصنوعة يدويا.

والدورة، التي تبلغ مدتها 6 أسابيع والتي لا تزال مستمرة، يقوم بالتدريب فيها مدربون أتراك؛ حيث يقدمون خلاصة خبراتهم لعناصر الشرطة الصومالية في مجال التعامل مع الألغام الأرضية والعبوات الناسفة يدوية الصنع.

كما يكتسب عناصر الشرطة الصومالية خلال الدورة خبرات في كيفية فحص مسرح الجريمة بعد التفجير، وكيفية فتح الأبواب والجدران في الأحياء السكنية، وتعليمهم مهارات التعامل مع الأجهزة التقنية المستخدمة في مكافحة الألغام والمتفجرات اليدوية.

** جهود مضنية

وفي حديث للأناضول، قال أحد المدربين الأتراك، وهو الملازم أوندر يلديز، إن هناك 10 من عناصر الشرطة الصوماليين، يتدربون حاليًا، وأن هناك فاعلية وندية في الأداء، مشيرًا إلى أن المتدربين لديهم حماس كبير، ومستعدون لتعلم كل جديد.

وأضاف: “سيكون لدى المتدريين بعد تجاوز هذه الدورة القدرة على تفكيك الألغام والعبوات الناسفة المصنوعة يدويا في بلادهم”.

وتابع: “أهم ما يميز المتدربين الصوماليين أنهم مهتمون بشكل كبير، ولديهم حرص على تعلم كل ما هو جديد في مجال عملهم الذي يحبونه بشدة. ومن ثم نحن سعداء لتمكننا من مساعدتهم”.

بدوره، أشاد الرائد، أمر الله غوندوغدو، رئيس لجنة المواد المتفجرة والمفخخة، في حديث للأناضول، بالمتدربين الصوماليين، مشيرًا إلى أن هذه الدورة التدريبية هي الأولى من نوعها، وأنهم يقومون فيها حاليًا بجهود مضنية للخروج بنتائج إيجابية.

** تدريبات صارمة

من جانبه، قال الشرطي الصومالي، عبد الرحمن عبد الله محمد، إنهم قطعوا مرحلة مثمرة من التدريبات رغم الصعوبات التي واجهوها في البداية، معربًا عن شكره للمدربين الأتراك وكل من ساهم في هذا العمل.

وتابع في حديث للأناضول “شاهدنا هنا كرم الضيافة التركي. وأرى أن الأمور التي تعلمناها هنا ستفيد بلدنا الصومال بشدة. ولقد كنا حريصين على التعلم بشكل جيد، رغم ما واجهناه من صعوبات في التدريب، لا سيما التدريبات العملية التي كانت لا تحتمل الخطأ لأن كل ما فيها كان حقيقيًا”.

ومضى بقوله: “آمل عند عودتنا للصومال أن نكون قادرين على المساهمة بالشكل الأفضل في التصدي للتهديدات المحدقة بأمننا الوطني، ولعب دور مهم لتعزيز أمن الصومال ضد الأنشطة الإرهابية المختلفة”.

فيما قال مواطنه بارهات يوسف للأناضول إنهم تعرضوا للتعب الشديد في التدريبات، لافتا إلى أنهم لم يتوقعوا قبل القدوم لتركيا أن تكون التدريبات بهذه الصرامة، على حد تعبيره.

وأضاف موضحا: “التدريبات كانت قوية، وهذا بالطبع يحمل أهمية كبيرة بالنسبة لنا، وهذا أمر يسعدنا للغاية؛ لأننا في ختام التدريبات سنصل للمردود المثالي المطلوب”، معربا عن شكره لكل من ساهم في استضافاتهم وقدومهم إلى تركيا.

** دورات لعناصر من 23 دولة

وبموجب اتفاقيات التعاون التي أبرمتها وزارة الداخلية التركية مع نظيراتها في الدول الشقيقة والحليفة، تواصل القيادة العامة لقوات “الجندرمة” برامجها التأهيلية لعناصر الأمن الضيوف من هذه الدول، في مراكزها التأهيلية وأكاديمية الجندرمة وخفر السواحل التابعة لها.

وفي هذا الإطار، نظمت القيادة العامة للدرك دورات تأهيلية لنحو ألف و849 عنصرا أمنيا من 23 دولة، اعتبارا من عام 1984 وحتى اليوم.

ووصل عدد المجالات الأمنية التي نظمت فيها الدرك التركية الدورات 102 مجال، أبرزها دورات القناصة، والقوات الخاصة، والعمليات الأمنية في أحوال الطقس الصعبة كالبرد القارس والثلوج الكثيفة، فضلا عن القيادة التكتيكية للعربات ضمن إطار مكافحة الإرهاب.

ونشرت القيادة العامة للدرك التركية في وقت سابق، كتاب “كتالوج” تأهيلي دولي، يضم الدورات التي نظمتها للعناصر الأجانب، ونبذة عن تاريخ القيادة، إلى جانب التعريف بالأقسام والوحدات التابعة لها.

** القناصة والعمليات الخاصة

وحسب الكتاب، يشرف 8 موظفين مختصين في مجال رمي القناصة على تأهيل عناصر الأمن الأجانب، في دورة مدتها 100 ساعة تدريبية، ويجري فيها تعليم أساسيات القنص، والاستخدامات التكتيكية لفرق القنص، ويكتسب فيها المشاركون مهارة الرمي بسلاح القناصة حتى مسافة ألف و200 متر.

فيما تتضمن دورة أساسيات قوات المهام الخاصة، ألفا و642 ساعة، وتشمل دروسا نظرية وتطبيقية في عدة محاور مثل عمليات القوات الخاصة، والبقاء على قيد الحياة في المناطق البرية، ومكافحة المواد المتفجرة والألغام اليدوية، والعمليات في المناطق الجبلية والغابات، وعمليات مكافحة الإرهاب، والأمن الداخلي، والتدريب القتالي والبدني الأساسي، وعلم رسم الخرائط.

كما يكتسب الخاضعون للدورة ذاتها مهارات تقنية وتكتيكية كبيرة في مجال العمليات الخاصة، حيث تشمل عدة محاور مثل العمليات في البرد القارس والثلج، والعمليات الخاصة على متن الطائرات والقطارات والحافلات، فضلا عن العمليات المائية الخاصة على متن الزوارق والسفن.

**المتفجرات ومكافحة الإرهاب

وكذلك، تنظم القيادة العامة للدرك التركية، دورات في مجال التعامل من المواد المتفجرة والألغام اليدوية؛ حيث يجري فيها تعليم أسس التعامل مع الألغام غير المتفجرة، والتعرف على أنظمة الألغام اليدوية المستخدمة ضد قوات الأمن، وكيفية تحديد مواقع الألغام وإبطال مفعولها في موقع الحدث.

أما فيما يخص دورة مكافحة الإرهاب بالمناطق السكنية، فيجرى فيها تعليم عناصر الأمن الأجانب أسس كشف الأساليب التقنية والتكتيكية للإرهابيين، وكيفية التعامل مع الإرهابيين.

** عمليات الثلج والحماية والفرار

ويتم في دورة العمليات في البرد القارس والثلج الكثيف، مشاركة التجارب التي اكتسبتها قوات الدرك التركية من مكافحة الإرهاب في فصل الشتاء، وذلك على مدى 120 ساعة تعليمية.

كذلك يقوم خبراء الدرك التركية بتأهيل عناصر الأمن الأجانب في دورة النقاط الحساسة وحماية الأشخاص، حيث يجري فيها تعليم أسس حماية الأشخاص، والاستراتيجيات والتقنيات المتبعة في عمليات الاغتيال، فضلا عن أسس القيادة المتقدمة والآمنة، والإشهار السريع للأسلحة، والتقنيات المتقدمة لإطلاق النار.

وتأتي دورات الفرار بالسيارات والإنقاذ،= والقيادة التكتيكية في عمليات مكافحة الإرهاب، ضمن دورات الدرك التركية؛ حيث يكتسب المشاركون فيها مهارات في قيادة العربة من الكرسي المجاور للقيادة، والقيادة في وضعية الأيدي المقيدة.

وتنظم الدرك التركية أيضا دورات لعناصر الأمن الضيوف في مجالات متعددة أخرى مثل العمليات الجوية، وأنظمة الجنايات والتخابر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.