كيف خدع ليندزي غراهام ومدح أردوغان؟!

نشرت مجلة “بوليتيكو” تقريرا، تقول فيه إن روسيين خدعا السيناتور الجمهوري عن ولاية نورث كارولينا ليندزي غراهام، وأوهمه أحدهما أنه وزير تركي.

 

ويشير التقرير،   إلى أن غراهام تحول في العام الماضي لضابط اتصال ترامب مع تركيا، وقاد المحادثات في كل أمر، من قرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شراء المنظومة الدفاعية الصاروخية أس-400، إلى التوغل الأخير في شمال سوريا.

 

وتلفت المجلة إلى أن غراهام عندما تلقى مكالمة في بداية شهر آب/ أغسطس، اعتقد أنها من وزير الدفاع التركي، وقال غراهام: “شكرا على اتصالك بي.. أريد أن أجعل هذا الأمر رابحا للجميع”.

 

ويكشف التقرير عن أن الذي اتصل به لم يكن وزير الدفاع، بل المخادعان الروسيان أليكسي ستوليفاروي وفلاديمير كونزيستوف، اللذان لهما علاقة مشبوهة مع المخابرات الروسية، مشيرا إلى أنه يعرف عن “ليكسس وفوفان”، كما يعرفان، أنهما خدعا في السنوات الأخيرة عددا من القادة الغربيين والنائب الديمقراطي آدم شيف، ما أدى إلى الشك بأنهما يتلقيان دعما من المخابرات الروسية، بحسب تقرير لصحيفة “الغارديان”.

 

وتنقل المجلة عن المتحدث باسم شيف، قوله إن لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب أخبرت السلطات الأمنية المعنية، فيما أكد المتحدث باسم غراهام، كيفن بيشوب، أن المكالمة حصلت، وقال: “استطعنا وقف عدد من المكالمات المخادعة لمكتب السيناتور غراهام، لكن هذه المرة مرت من خلال الثغرات.. لقد خدعاه”.

 

ويفيد التقرير بأن مكالمة غراهام مع المخادع الروسي ستوليفاروي كانت تتعلق بموقف السيناتور من التوغل التركي في سوريا، ودفع السيناتور من أجل فرض عقوبات على تركيا، مشيرا إلى أن غراهام وصف في المكالمة المفترضة مع وزير الدفاع التركي “التهديد” الكردي لتركيا، مناقضا ما قاله في العلن.

 

وتنوه المجلة إلى أن غراهام تحدث عن اهتمام ترامب شخصيا بـ”قضية بنك تركي”، التي على ما يبدو متعلقة بتاجر الذهب التركي الإيراني رضا زهراب، الذي يتعامل مع محامي ترامب الخاص روديو جولياني، مشيرة إلى أن موقع “بلومبيرغ” ذكر يوم الأربعاء أن ترامب ضغط على وزير الخارجية السابق لإقناع وزارة العدل بوقف القضية القانونية ضد زهراب.

 

ويجد التقرير أن المكالمة مع أحد المقربين من ترامب، الذي يصغي إليه في مسائل الأمن القومي، تعد اختراقا أمنيا، لافتا إلى أنه مع أن المخادعة لا ضرر فيها، إلا أنها تثير أسئلة حول قدرة المخادعين على الحصول على معلومات تتعلق بالأمن القومي من صناع السياسة.

 

وتكشف المجلة عن أن غراهام حث في المكالمة “وزير الدفاع التركي” على عدم استخدام نظام أس- 400، الذي وصل إلى تركيا بالكامل، وعبر عن رغبة بعودة تركيا إلى برنامج أف-35.

 

ويبين التقرير أن غراهام عبر عن تعاطف مع تركيا ومشكلتها مع الأكراد، الذين وصفهم بالتهديد، وهو ما يتناقض مع تصريحاته هذا الأسبوع، التي انتقد فيها قرار ترامب سحب القوات من سوريا، والتخلي عن “حلفاء” في الحرب ضد تنظيم الدولة.

 

وتورد المجلة نقلا عن غراهام، قوله للمخادعين: “قوات حماية الشعب الكردية هي مشكلة، مشكلة كبيرة”، وأضاف: “لقد أخبرت الرئيس ترامب أن أوباما ارتكب خطأ فادحا في الاعتماد على قوات حماية الشعب.. كل شيء يقلقني أصبح حقيقة، وعلينا التأكد من حماية تركيا من هذا التهديد القادم من سوريا كله، وأنا متعاطف مع مشكلة وحدات حماية الشعب الكردي، وبصراحة الرئيس كذلك”.

 

ويذكر التقرير أن ترامب كان واضحا في حديثه مع الصحافيين يوم الأربعاء، وأشار إلى التقارير التي حملت أوباما مسؤولية المشكلة، وقال: “كما تعرفون بدأت في عهد الرئيس أوباما، وخلق حربا طبيعية مع تركيا وعدوها التاريخي (بي بي كي) ولا تزال الحرب هناك”، مشيرا إلى أن الرئيس ترامب أعلن يوم الأحد عن سحب قوات أمريكية قرب الحدود السورية التركية، وهو ما دفع غراهام لتهديد تركيا بالعقوبات، ألا أن مسؤولا تركيا أخبر شبكة “سي أن أن” عن اتفاق مبدئي بين الرئيس ترامب وأردوغان قبل بدء العملية.

 

وتقول المجلة إن المخادعين كررا الأمر مرة ثانية، وأخبرهما غراهام أنه التقى مع الرئيس، وأخبره عن حديثه مع وزير الدفاع، وقال: “نريد علاقة طيبة مع تركيا وهو ما يريده (ترامب)”، ثم طرح غراهام قضية التاجر زهراب، الذي أدانته محكمة أمريكية في عام 2018، وصدر عليه حكم بالسجن 32 شهرا بناء على رشاوى قدمها لبنوك تركية.

 

وينقل التقرير عن غراهام، قوله: “هذه القضية تخص بنكا تركيا وهي حساسة”، وأضاف: “يريد الرئيس أن يساعد في الأمر في حدود سلطته”.

 

وتورد المجلة نقلا عن المحققين الأمريكيين، قولهم إن زهراب قام باستخدام (خلق بانك) “لتبييض مليارات الدولارات من موارد النفط الإيراني، وخلق صندوقا لإيران تستخدمه كما تشاء”، وأدين مسؤول في المصرف لمحاولته تجاوز العقوبات، مشيرة إلى أن المصرف قد يجد نفسه أمام عقوبات إضافية من وزارة المالية الأمريكية.

 

ويلفت التقرير إلى أن لدى زهراب علاقات مع الحكومة التركية، بحسب مذكرة كتبها المحقق الأمريكي بريت بهرارا، وله علاقة برشاوى كبيرة، مشيرا إلى أن أردوغان يخشى أن يكشف عن القضية.

 

وبحسب المجلة، فإن غراهام أشار في المكالمة المزيفة إلى إمكانية مساعدة ترامب في القضية، وقال: “أحب الرئيس أردوغان.. أعتقد أن الرئيس ترامب يحب الرئيس أردوغان، وأعتقد أنه رجل قوي وعلينا التعامل مع الرجال الأقوياء”.

 

وتختم “بوليتيكو” تقريرها بالإشارة إلى قول المتحدث باسم غراهام، إنه ليس سرا سفر السيناتور إلى تركيا، لافتا إلى أنه يواصل الحديث مع مسؤولي الحكومة التركية، بمن فيهم أردوغان.

.

المصدر/ arabi21

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.