ما سبب الغضب الإسرائيلي من انسحاب ترامب من شمال سوريا؟!

يعكس اهتمام وغضب الصحافة العبرية الكبير، من قرار الإدارة الأمريكية الانسحاب من شمال سوريا، مدى تأثيره على دولة الاحتلال الإسرائيلي، في حين لم يستبعد خبير فلسطيني، وجود تنسيق مسبق مع “تل أبيب” وموسكو بشأن الخطوة الأمريكية.

تحييد تركيا

وعند مدى تأثير قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “المفاجئ” بحسب الإعلام العبري، بسحب القوات الأمريكية من الشمال السوري، أوضح الخبير في الشأن الإسرائيلي إبراهيم أبو جابر، أن  هذا “القرار لن يروق لإسرائيل، لأنها ترى أنه يؤثر على أمنها القومي، خاصة مع التداخل التركي في شمال سوريا”.

وأضاف : “بلا شك إسرائيل تقف مع الأكراد في هذا الوضع، لأن من مصلحتها إضعاف النظام السوري، وتحييد تركيا عن التدخل في الشأن السوري، في الوقت الذي تنظر فيه تل أبيب لتركيا على أنها دولة تهدد الأمن القومي الإسرائيلي، كما هو حال إيران”.

وذكر أبو جابر، أن “إسرائيل تريد أن تبقى الدولة القوية والمؤثرة في المنطقة، بعيدا عن الوجود التركي أو الإيراني في الإقليم”.

ولم يستعبد الخبير، أن يكون القرار الأمريكي بالانسحاب من شمال سوريا ، هو “عملية جرى ترتيب أوراقها مسبقا ما بين أمريكا وروسيا وإسرائيل، والنظام السوري”، منوها إلى أن “المهيمن على سوريا حاليا هي روسيا، وهي التي تسير الأمور هناك، ولا أظن أن موسكو قد تسمح بحصول ما يهدد أمن دولة الاحتلال، خاصة مع وجود تنسيق أمني إسرائيلي روسي حول ضرب مواقع إيرانية؛ سواء بعلم أو بدون النظام السوري “.

وبشأن حديث العديد من وسائل الإعلام العبرية، أن قرار ترامب كان “مفاجئا” بالنسبة لإسرائيل، قال: “أستبعد عدم وجود تنسيق بين واشنطن وتل أبيب، فإسرائيل تكذب دائما وهي لا تقول الحقيقة”، مرجحا وجود “تنسيق وعلم إسرائيلي بشأن الانسحاب من شمال سوريا”.

ولفت أبو جابر، إلى أن “القوات الأمريكية في العراق وفي شمال شرق سوريا، هي ذراع متقدمة للأجهزة الأمنية الإسرائيلية، من أجل استخدام هذ القوات كنقاط ارتكاز لضرب مواقع معينة في سوريا والعراق”، مضيفا: “الحديث يدور عن وجود طائرات إسرائيلية مسيرة في بعض المطارات العراقية التي تسيطر عليها القوات الأمريكية، مثل مطار عين الأسد”.

صواريخ جوالة

 

ونبه أن “أحد أهداف الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة، هو خدمة المصالح الإسرائيلية وإرهاب الدول العربية، والقيام بعملية تغطية وتمويه لما تقوم به إسرائيل في العراق وسوريا ومن غير المستبعد في اليمن أيضا”، لافتا أن “هناك مصالح أمريكية إسرائيلية مشتركة، إضافة لتفاهمات أمنية واستراتيجية بين الطرفين، من أجل إبقاء إسرائيل قوية في الإقليم”.

من جانبه، أوضح المعلق العسكري يوسي يهوشع، بصحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، أن قرار “ترامب بشأن الانسحاب من شمال سوريا إضافة لإحساس الأمن المتزايد لدى إيران بعد الهجوم على منشآت النفط السعودية؛ كل هذا خليط متفجر”.

وزعم أن قرار ترامب، “في موضوع ذي أهمية وحساسية إقليمية عالية، فاجأ إسرائيل”، مؤكدا أن قرار الانسحاب من شمال سوريا “يعزز محور إيران-سوريا-حزب الله الخطير، ويترك إسرائيل معزولة في الساحة أمام تحديات من شأنها أن تقيد حرية عملها في سوريا ودول أخرى (العراق) ضد أهداف إيرانية”.

ومع هذه التطورات، ذكر يهوشع، أنه من تصريحات رئيس أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي الأخيرة، “يفهم أنه لا توجد نية لتغيير السياسة الهجومية”.

ونوه إلى أن “خطوة واشنطن المقلقة، تنضم إلى التحدي الذي يدرسه الجيش الإسرائيلي جيدا في الأسبوعين الأخيرين؛ والمتعلق بالتصدي للصواريخ الإيرانية الجوالة”، مشيرة إلى أن “الحديث يدور عن صواريخ قريبة من الأرض، اعتراضها أكثر تعقيدا”.

وبحسب المعلق العسكري، فإن “الوضع الاستراتيجي لإسرائيل ساء”، نتيجة للعديد من الخطوات الإقليمية.

.

.

المصدر/ arabi21

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.