مشروع تحوّل عمراني عاجل يشمل 1.5 مليون مبنى في تركيا

تعتزم السلطات التركية الشروع في تجديد 1.5 مليون مبنى في إطار مشروع للتحوّل العمراني، في غضون 5 سنوات، وفق معايير عالية.

جاء بحسب تصريحات أدلى بها الرئيس رجب طيب أردوغان، بمناسبة بدء السنة التشريعية الثالثة للدورة السابعة والعشرين في مجلس الأمة التركي الكبير.

وكان أردوغان يتحدث عن الزلزال الذي وقع قبل أيام في مدينة إسطنبول التركية، بقوة 5.8 درجات على مقياس ريختر، وشعرت به مدن مجاورة.

وقال الرئيس التركي “إن الزلزال بقوة 5.8 على مقياس ريختر الذي ضرب مدينة إسطنبول خلال الأسبوع الماضي، لفت انتباهنا مرة أخرى إلى مدى الخطورة التي نواجهها.

الأناضول منطقة جغرافية شهدت زلازل كبيرة خلّفت الدمار والآلام من ورائها على مر آلاف السنوات. ويقال إن 70 % من أراضي بلادنا هي مناطق زلزالية من الدرجة الأولى والدرجة الثانية. كما أن ثلاثة أرباع سكاننا ومؤسساتنا الصناعية في مناطق زلزالية من الدرجة الأولى والدرجة الثانية”.

وتابع أردوغان “مشاهد الزلازل المدمرة التي أدت إلى خراب كبير وسقوط أرواح كثيرة في إسطنبول وكوجا إيلي ويالوفا وصقاريا ودوزجه وبولو في عام 1999، لا تزال حية في أذهاننا.

وحسب أرقام لجنة البحث مجلس الأمة الكبير، سقط 18 ألف و373 شخصًا في حادث زلزال أصاب فقط منطقة كولجوك في 17 آب/ أغسطس 1999 ومنطقة دوزجه في 12 نوفمبر/ تشرين ثان 1999.

كما لا ننسى آلام الزلازل الكبرى خلال الـ 50 سنة الماضية التي حدثت في مدينة فان عام 2011، ومدينة بينكول عام 2003، ومدينة أضنه في 1998، ومدينة أرزينجان في 1992، ومدينة أرضروم في 1983، ومنطقة تشلديران في 1976، ومنطقة ليجة في 1971، ومدينة بينكول كذلك في 1971، ومنطقة كديز عام 1970.

لقد فقد آلاف الناس أرواحهم جراء تلك الزلازل أيضًا إلى جانب إصابة مئات الآلاف من الناس. وحقيقة “ليس الزلزال، وإنما المباني هي التي تقتل” كانت بمثابة صفعة في وجوهنا عند كل زلزال.

وللأسف، كانت أعمال البناء في تركيا تسير بشكل عشوائي لسنوات طويلة بعيدة عن الجمال العمراني وغيره من الخصوصيات الأخرى فضلًا عن مراعاة الكوارث الطبيعية.

وبعد أن تولينا السلطة جعلنا هذا الموضوع ضمن أولوياتنا. وبفضل مشاريع إدارة المجامع السكنية (توكي)، تمكنا لأول مرة من إنشاء مباني سكنية مقاومة للزلزال بشكل منظم ومنتشر. ولغاية الآن تم بناء 850 ألف سكن آمن من قبل إدارة المجامع السكنية وتسليمها إلى أصحابها، حيث يسكن فيها نحو 4 ملايين مواطن.

ولم نكتف بهذا القدر، بل أطلقنا مع بلدياتنا حملة للتحول العمراني في عموم تركيا لتشمل 6.7 مليون مبنى. وشملت مشاريع التحول العمراني حتى الآن مليون و112 ألف سكن تم إنجاز الأغلب منها.

كما أننا رفعنا مستوى المعايير في جميع مراحل البناء من مشاريع ومواد وأعمال المراقبة وغيرها وفقًا لواقع الزلازل. وحققنا مع القطاع الخاص تحولًا عمرانيًا يشمل 35 مليون مواطن يسكنون في بيوت آمنة.

 وأمامنا 1.5 مليون مبنى في انتظار تحول عمراني عاجل. ونهدف إلى تجديد تلك المباني القديمة عبر بناء 300 ألف سكن سنويًا وإتمام المشروع خلال 5 سنوات بالتعاون بين الدولة والقطاع الخاص.

ونسيّر أعمال التحول العمراني في أماكنه وبشكل سريع على أساس التطوع أيضًا. كما أننا قمنا بتغيير كلي لمنظومة إدارة الكوارث التي كانت تخص مؤسسات عديدة ومختلفة وغير قادرة على تسخير طاقاتها كما ينبغي بسبب افتقراها إلى التنسيق.

وأسسنا رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد) في عام 2009، وهي تقوم بإدارة وتسيير الأمور المتعلقة بالكوارث الطبيعية من الزلازل إلى الفيضانات ومن الحريق إلى الانهيارات الأرضية.

وتهتم هذه المؤسسة كذلك بتوفير مناطق سكنية مؤقتة للاجئين وتقوم بأعمال الإغاثة خارج حدودنا. نحن على تأهب حيال الكوارث في المدن التركية الـ 81 كلها حيث نستعد لها ونتدخل سريعا عبر منظومة إدارة للأزمات والمخاطر.

وتقوم هذه المؤسسة بإدارة وحدات الإنقاذ والمساعدات الإنسانية التي تعمل كمنظمات للمجتمع المدني مثل الهلال الأحمر وغيره. وقد تمكنا من إحداث بيئة مؤسسية صلبة في مجال بناء مناطق سكنية خالية من مخاطر الكوارث من جهة، وفي مجال التوعية قبل الكوارث وأعمال الإنقاذ بعدها من جهة أخرى.

ورغم أننا لم نصل إلى المستوى المطلوب في الواقع، إلا أن تركيا مستعدة اليوم للكوارث بشكل أفضل بالمقارنة مع ما قبل 17 سنة. والزلزال الذي وقع الأسبوع الماضي، يحثنا على استعجال الأعمال ونشرها في هذا الصدد.

لقد عقدنا العزم على الاستمرار في القيام بما يتوجب علينا في هذا المجال، حيث نؤمن أن مسائل حاسمة مثل الزلزال فوق جميع الاعتبارات السياسية. ومن هذا المنطلق يجب التعامل معها ومناقشتها والتصدي لها.

وكل موقف أو تصريح يخالف هذه الحقيقة، لن ينفع أحد سوى إلحاق الضرر ببلادنا. وأقول: “حفظ الله بلادنا من الكوارث والآفات”.

.

المصدر/turkpress

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.