ما مصير “نبع السلام” مع انتهاء الـ120 ساعة؟!

مع انتهاء مهلة الـ 120 ساعة التي منحتها تركيا للمقاتلين الأكراد للانسحاب من حدود المنطقة الأمنة شرق نهر الفرات، بموجب اتفاق أمريكي تركي، ووسط حالة من الضبابية إزاء الموقف التركي من استمرار عمليتها “نبع السلام” التي أطلقتها قبل نحو أسبوعين، تبرز أسئلة حول مصير تلك العملية، وهل تميل تركيا إلى وقفها أم استئنافها من جديد، خاصة في ضوء اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق بين الجيش التركي، والمسلحين الأكراد.

 

والخميس، توصلت أنقرة وواشنطن إلى اتفاق لتعليق العملية العسكرية “نبع السلام”، يقضي بأن تكون المنطقة الآمنة في الشمال السوري تحت سيطرة الجيش التركي، وانسحاب الوحدات الكردية المسلحة من المنطقة.

وأطلق الجيش التركي في 9 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بمشاركة الجيش الوطني السوري، عملية “نبع السلام” في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، لطرد مسلحي “ي ب ك/ بي كا كا” وتنظيم الدولة، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، إضافة إلى منع إنشاء “ممر الإرهابي”، على الحدود الجنوبية كما تقول تركيا.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أشار في تصريح له الأحد، إلى أنه في حال تم الالتزام بالاتفاق التركي-الأمريكي، كان بها، وإلا فإن قوات بلاده ستستأنف العملية من حيث توقفت فور انتهاء مهلة الـ120 ساعة.

ومع انتهاء المهلة المحددة، وصمود الاتفاق، يذهب الخبير العسكري صبحي ناظم إلى استبعاد استئناف العملية التركية “نبع السلام”، متوقعا أن تنذر القطاعات التركية في الجيش، ومن تحت إمرتها من الجيش الوطني السوري بين رأس العين وتل أبيض شرق الفرات، بانتهاء العملية.

 

وذكّر ناظم بأهمية اللقاء الطارئ بين أردوغان ونظيره الروسي في سوتشي الثلاثاء، موضحا أن اللقاء سيترتب عليه تثبيت الرؤية التركية للمنطقة الآمنه، حيث يتوقع أن يوعز بوتين لرأس النظام السوري، بإعطاء أوامره بمنع الاحتكاك مع الجيش التركي في المنطقة التي تنوي تركيا إنشاءها، بحيث يبقى التعامل هناك منحصرا بين الأتراك والمسلحين الأكراد فقط.

وحول تأثير الخروقات لوقف إطلاق النار بين الجيش التركي والمسلحين الأكراد، قال ناظم: “إذا استمرت الخروقات ربما تلجأ تركيا إلى عمليات محددة وخاطفة لوقفها، ولا أتصور أن تؤدي إلى عملية واسعة مثل التي جرت قبل إعلان وقف إطلاق النار الخميس الماضي”.

ورأى أن الخروقات طبيعية، على اعتبار أن الاتفاق الأخير لم يجر بشكل مباشر بين الجانبين المتحاربين، فقوات سوريا الديمقراطية ليست جيشا منظما، بل هي على شكل فصائل أو ما يسمى بالمليشيات، وربما بعض عناصرها لا يلتزمون بالأوامر، كما يجري في القطاعات العسكرية المنظمة، فهؤلاء لديهم مشاعر محبطة، بعد أن تركهم الأمريكيون تحت رحمة السماء، عقب انسحابهم من تل أبيض ورأس العين، وسحب الأسلحة الثقيلة منهم.

وتابع: “في هذه المنطقة الشاسعة من الصعوبة السيطرة على المقاتلين، وهؤلاء لديهم مشاعر محبطة قد تدفعهم الى خرق الاتفاق، خاصة أولئك الذين يقاتلون في الصفوف الأولى”.

وذكّر ناظم أن ما حصل بين أمريكا وقوات “قسد”، يشبه إلى حد كبير ما فعله شاه إيران عام 1975، عندما وقع مع الرئيس السابق صدام حسين اتفاق الجزائر، وبموجبه جرى سحب البساط من تحت أقدام القيادات والمقاتلين الأكراد أثناء حرب الشمال بين إيران والعراق، حيث كان الأكراد في حينها يأتمرون بأمر إيران.

الخبير في الشؤون التركية طه عودة أوغلو قال إن العملية التركية معلقة ولم تقف بشكل كامل، لافتا إلى أن الجيش التركي ما زال يرسل تعزيزات إلى منطقة العمليات شرق الفرات، بهدف إرسال رسالة مفادها أن أنقرة ماضية في عمليتها، ولن تقبل بأي مماطلة من واشنطن في الإتفاق الأخير.

 

ورأى أن العملية التركية شرق الفرات متوقفة على أمرين، الأول الانسحاب الكامل لقوات سوريا الديمقراطية من منطقة شرق الفرات، لافتا في هذا الصدد أن الرئيس التركي أعلن بصراحة أن العملية معلقة وليست متوقفة، ما يعني أنه يمكن استئنافها حال الاخلال بما تم الاتفاق عليه مع الادارة الأمريكية، مرجحا في الوقت ذاته وقف العملية بشكل كامل في ضوء تصريحات للرئيس أردوغان قال فيها إنه يلمس جدية من أمريكية هذه المرة في الالتزام بما اتفق عليه، مدفوعة برصد انسحاب فعلي للقوات الكردية من تلك المنطقة.

أما النقطة الأخرى المركزية قال عودة أوغلو، إنها تتوقف على نتائج اللقاء المرتقب بين أردوغان وبوتين في سوتشي، والتي يتوقع أن يرسم ملامح المرحلة المقبلة، خاصة ما يتعلق بموقع تواجد القوات الكردية في ضوء إنشاء المنطقة الآمنة.

وعن تأثير الخروقات على الاتفاق قال: “صحيح أن هناك اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق، ولكن أتصور أن جميع الأطراف بمن فيهم واشنطن لا تريد تصعيد الموقف هناك، وتميل إلى تثبيت الاتفاق، خاصة مع وجود انشغال أمريكي بموضوع الانتخابات الداخلية، وعدم رغبتها بفتح جبهات جديدة عليها”.

.

المصدر/ arabi21

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.