مستشار أردوغان يكشف عن مكاسب “نبع السلام”

 

تحدث ياسين أقطاي، مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، رجب طيب أردوغان، في تصريح صحفي عن أبرز مكاسب أنقرة من عملية نبع السلام، وأهم بنود أجندة الرئيس التركي خلال لقائه بنظيره الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن، الأسبوع الجاري.

 

وأعلنت الرئاسة التركية، اليوم الإثنين، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، سيتوجه غدا الثلاثاء، إلى الولايات المتحدة تلبية لدعوة نظيره الأمريكي دونالد ترامب.

وقالت في بيان، إن أردوغان سيجري زيارة عمل إلى الولايات المتحدة يومي 12 و13 الشهر الجاري، تلبية لدعوة ترامب.

وقال أقطاي: “من أبرز بنود أجندة الرئيس أردوغان هي التأكيد على استمرار الاتفاق التركي الأمريكي بشأن التنظيمات الإرهابية في الشمال السوري، مؤكدا التزام تركيا بما تم الاتفاق عليها خلال زيارة نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس، ووزير الخارجية مايك بومبيو إلى تركيا.

 

وفي 9 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أطلق الجيش التركي بمشاركة الجيش الوطني السوري، عملية “نبع السلام” في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، لتطهيرها من التنظيمات التي تصنفها أنقرة بالإرهابية، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.

وفي 17 من الشهر نفسه، علق الجيش التركي العملية بعد توصل أنقرة وواشنطن إلى اتفاق يقضي بانسحاب “الإرهابيين” من المنطقة، وأعقبه اتفاق مع روسيا في سوتشي 22 من الشهر ذاته.

وأضاف أقطاي: “التنظيمات الإرهابية الذي وعدوا بانسحابهم من منطقة نبع السلام، لا تزال الكثير من عناصرها موجودة بهذه المنطقة (…) نحن ملتزمون بالاتفاق ونطلب من واشنطن أيضا الالتزام به”.

 

الآن فهمنا ترامب 

وحول تعامل الإدارة التركية مع تهديدات ترامب بعد انطلاق عملية نبع السلام والتي هدد فيها بمحو الاقتصاد التركي، قال مستشار أردوغان: “الآن فهمنا ترامب”، واصفا ترامب بأنه من أكثر العقلاء في الولايات المتحدة الأمريكية.

وأوضح أن البعض قد يفاجأ من هذا التصريح “ولكن عندما ترى الأمريكيين الآخريين في الكونغرس، ورجال مجلس الشيوخ كلهم أصبحوا مجانين”.

وانتقد أقطاي تلاعب بعض أعضاء الكونغرس ومجلس الشيوخ بأوراق بعض المجازر التي حدثت قبل أكثر من 100 عام للضغط على الدول باسم حقوق الإنسان، معتبرا أن استغلال مثل هذه الأوراق يمثل عارا لهذه الدول التي تتلاعب بالقيم و المبادئ لتحقيق مصالحها الخاصة.

 

والأسبوع الماضي، عبرت تركيا عن غضبها من تبني مجلس النواب الأمريكي قرارا بالاعتراف رسميا بما يسمى “الإبادة الجماعية للأرمن”، واستدعت السفير الأمريكي في أنقرة ديفيد ساترفيلد للاحتجاج على هذا القرار.

ووصف وزير الخارجية التركية مولود تشاويش أوغلو مشروع القانون الأمريكي بأنه “قرار مخز من قبل أشخاص يستغلون التاريخ في السياسة”، معتبرا أن هذا القرار “لاغ وباطل” بالنسبة لتركيا.

وقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إنها “تشرفت” بالانضمام إلى زملائها في “إحياء ذكرى إحدى أكبر الفظائع في القرن العشرين: القتل المنهجي لأكثر من مليون ونصف مليون من الرجال والنساء والأطفال الأرمن على يد الإمبراطورية العثمانية”.

ويعتبر الأرمن أن ما يقولون إنه قتل جماعي لشعبهم بين عامي 1915 و1917 يرقى إلى مصاف الإبادة، وهو إدعاء لا تعترف به سوى نحو 30 دولة وتنفيه تركيا بشدة.

مكاسب “نبع السلام”

وتحدث أقطاي عن مكاسب تركيا من عملية نبع السلام قائلا: “حصلنا بالمفاوضات والطرق الدبلوماسية على أكثر مما كنا نتوقع الحصول عليه بالحرب”، مؤكدا أن من أكثر المكاسب هو إيقاف العنف.

وأضاف: “تركيا أصبح لها دور فعال في الساحة، وحققت نجاحات كبيرة في ساحة الحرب وساحة مكافحة الإرهاب”.

 

واستطرد: “تركيا حساسة ضد الإرهاب كما أنتم حساسين ضد الإرهاب، أنتم جئتم من مسافات بعيدة لتكافحوا الإرهاب الموجود في سوريا، وقمتم باحتلال أراضيها وقتلتم شعبها ودمرتم مدنها، وتستنكرون على تركيا الملاصقة لحدود سوريا وتتلقى تهديدات حقيقة من بعض التنظيمات الإرهابية أن تحارب الإرهاب”.

 

وأكد مستشار أردوغان، أن أطرافا لم يسمها كانوا يريدون أن يجعلوا من التنظيمات الإرهابية على الحدود التركية “أسد” ليكون مصدر تهديد وإزعاج لتركيا، ولكن الجيش التركي دمر هذا الأسد وكشف حقيقتهم قائلا: “ظهروا أقل من الثعالب”.

وأوضح أقطاي، أن تركيا حذرت مرارا وتكرارا من خطورة هذه التنظيمات الإرهابية، وأخذت على عاتقها محو هذه التنظيمات من تلك المنطقة، مشددا على أن أنقرة عادت أكثر قوة مما كانت عليه في السابق.

وأردف: “تركيا ليست دولة بسيطة، ولا صغيرة، وليست دولة تتكلم ولا تفعل” مستطردا: “تركيا تتكلم وعندما تريد تفعل (…) وما لا يأتي بالإقناع يأتي بالقوة”.

 

وعلق أقطاي، على اعتقال الأمن التركي، الجمعة الماضية، رئيس بلدية إيبيك يولو، عازم ياجان، ونائبته شهزادا كورت، بولاية “وان” جنوب شرق تركيا بعد توجيه اتهامات لهما بدعم تنظيم “العمال الكردستاني” .

وقال : “هذا التزام تركي بما يجب فعله ضد المرتبطين ببعض التنظيمات الإرهابية، وهؤلاء لا يسمح لهم ولا يسمح لأي موظف ولو منتخب أن يكون له اتصال بتنظيمات إرهابية”.

وذكرت وكالة أنباء دوغان التركية، أن شعبة مكافحة الإرهاب التركية، عثرت في منازل المشتبه بهم مواد رقمية ووثائق تتعلق بتنظيم العمال الكردستاني، الذي تصنفه تركيا بـ”كيان إرهابي”.

واعتقلت السلطات التركية، عددا من رؤساء البلديات التابعين لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي، وذلك بالتزامن مع عملياتها ضد الوحدات الكردية المسلحة التي تعتبرها أنقرة جزءا من تنظيم العمال الكردستاني.

.

المصدر/ arabi21

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.