اللغز الخفي .. تركيا وثورات الربيع العربي

أعزائي القراء، منذ وأن بدَأَت ثورات الربيع العربي في العام 2011 ، بدأت معها الاحتجاجات والتظاهرات ضد الحكومات في الدول العربية.
وانتقلت عدوى الربيع العربي لتنتشر بشكل واسع وسريع في سوريا.

واستمرت التظاهرات ضد الأسد في كل مدن سوريا.

واقتنصت أمريكا هذه الفرصة التي لطالما كانت تحلم بها للإطاحة بالأسد الذي لم ترحب به أمريكا في سياستها.

ولكنها كانت تعلم علم اليقين أنها لن تستطع تحقيق آمالها في دحر الأسد بمفردها، فجعلت تبحث عن عون لها على الساحة، حيث وقع الاختيار على تركيا.

وشرعت الحكومة الأمريكية في بث رسائلها واحدة تلو الأخرى لنظيرتها الحكومة التركية.

“نخطط للإطاحة بالأسد، ونعتقد أنكم الطرف الأمثل لمساعدتنا على تنفيذ الخطة، وستحصلون على حُصتكم في المقابل بعد التخلص منه”

ولكن ما هي الحُصة يا ترى؟

وهي أن تقضي تركيا على نظام الأسد الشيعي وتستولي على السلطة في سوريا وفي الشرق الأوسط.

ولن تغض الطرف عن نصيبها من البترول .

كانت هذه هي الخطوط العريضة للخطة ناهيك عن التفاصيل الكثيرة المعقدة.

وبهذا ترى الولايات المتحدة الأمريكية ،في رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء داوود أوغلو، الشخص الأمثل لتنفيذ المَهمة.

في حين تخلد الأمة العربية في سبات عميق ، وتكثر التحريضات على الساحة السورية ضد نظام الأسد  والآن وبعد مرور الأحداث الأولى، حدث ما لم يكن في الحسبان، فقد وقعت أجزاء كبيرة من سوريا تحت قبضة المنظمة داعش التي اعترضت على الخطة إلى جانب “بي كا كا” ومع الاشتباكات المسلحة التي دارت رحاها بين المجموعات التنظيمية، تحول الوطن إلى خراب “وسط أحلام جماعتنا والذين يأملون أداء صلاة الجمعة في المسجد الأموي بالشام خلال الأسابيع القليلة القادمة” .

متمسكين بجذورهم العثمانية القديمة ومتعللين بقولهم، “سوريا هي أرضنا قديما وسنعانق آمالنا هناك يوما ما” لقد قدمنا الكثير من الشهداء بدخول جنودنا إلى ساحة المعركة بسوريا .

وأسقطنا طائرة روسية هناك، فبأي وجه نقابل روسيا اليوم والأهم من ذلك، هو هجرة الملايين من اللاجئين السوريين إلى أراضينا وهو رقم لا يمكن تصوره، ناهيك عن توفير السكن والغذاء لكل هذا العدد المهول واشتغلنا دور الشحاذ الذي يطلب المال على أبواب منظمات كثيرة في الأمم المتحدة، “لله يا محسنين” .

لكنهم لم يوفوا ربع الأرقام التي طلبناها لتفي بغرض الكم الهائل الغير متوقع والذي قلب الموازين الاجتماعية والاقتصادية رأسا على عقب
وواجهنا زئير المنظمات بي كا كا وداعش في سوريا من جهة أخرى ،بعد إرسال جنودنا للتوغل في الأراضي السورية .

ولا أعلم إن كنت محقا أم لا ،فقد حققت الجمهورية التركية على صعيد العالم العربي والإسلامي نجاحا باهرا على مستوى العالم
حين تُركنا لوحدنا ندفع الثمن الباهظ في تنفيذ العمليات العسكرية .

فثمن القنبلة اليدوية الواحدة يتعدى الألف دولار عدا عن الملايين التي تُصرف في جُحر اللاجئين السوريين ،ولا تزال وما أريده منكم هو أن تعوا تماما، أن كل هذه المصاريف تنعكس سلبا على جيوب مواطنينا الأتراك، بسبب بلاء الأزمة السورية الذي حل برؤوسنا و بأيدينا .

بل كيف نسدد الثمن؟

بارتفاع الأسعار على الصعيد العام ونظام الضرائب الجديد

ومازلنا ندفع الثمن …ولن نفك .

عزيزي القارئ ، أريد أن أطرح سؤالا كنت قد طرحتُه من قبل لكني أطمح إلى سماع الإجابة .

لقد قدمنا الكثير في السنوات القليلة الماضية بهذا الشأن، على الصعيد المادي، والأهم المعنوي .

يا ترى هل عاد علينا بشيء؟ هل حققنا مكاسب ما؟

أستسمحكم عذرا فهذا السؤال مهم للغاية، فليجيبوا عليه.

لكن هيهات..فلن يجيبوا….. عن “السر الخفي” الذي يحيكونه للأمة التركية ….شئنا أم أبينا .
.

 بواسطة /  أمين الشوشان – ترجمة وتحرير/ تركياالآن

5 تعليقات
  1. Hasan Aswad يقول

    هذاالمقال لايستحق الرد كونه غيرمنطقي لوأرادت أميركاإسقاط أي نظام لتمكنت بكل بساطة
    لكن ماأرادته أميركا هوقتل الإسلام ببعضهم خوفاً من إنتشارالدين الإسلامي كمافعلواسابقاً إسلام فوبيا والحرب
    الإستباقية وهذا لايوجد في العلم العسكري . إن كنتم ضد ضركيا فهذالايخصني لكن فلتكن مواضيعكم ترقى
    لمستوى التصديق وليست السذاجة .

  2. انور يقول

    نوعا ما كلامك صحيح ن ناحية الاطاحة بااسد. لكن اهم من هذا خطة امريكا كانت تقسيم المنطقة الاسلامية ككل الوطن العربي و تركيا و ايران الى قبائل و عشائر. نعم هذا كانت خططتهم من سنة ٢٠٠٠ وقبل مجيء جروج الثاني و لا اعتقد طلبوا من تركيا الاطاحة بااسد. لكن دخول روسيا و ايران قلبت الموازين على امريكا و تركيا اكملت الحلقة ولهذا امريكا غضبة من الدول الثاث. الخطة كانت الاعتماد على الاكراد بالتخريب و خلق بلبلة بحجة داعش هناك دلائل كثيرة ثبت صحة هذا الكلام اسئل العراقيين الشرفاء.
    لكن قوة و آرادة الله هو القوى لقد خيبت امال امريكا و اسرائيل. صفقة القرن كانت مصممة من عهد جروج بوش الثاني. وحلم من الفرات الى النيل كانت من ضمن الخطة. ابحث عن
    “George W Bush meets Bernard Lewis”

  3. انور يقول

    من المؤسف بان صحافة و اعلام المسلمين يختصر فيما يجري في بلادهم لان المشاكل المفتعلة كثيرة لجعل الاسلام دائما يصارع التنفس والحياة بدلا من النظرالى الامام والمستقبل و حكام المسلمين منهم فاين المفر. عندما تكتب مقالة على تركيا في امريكا او اوربا تشاهد الاف من التعليقات السيئة حتى على الاسلام. على فكرة حتى قبل مجئ اردوغان للحكم. لا نرى شخص واحد يدافع او يبرر التعليقات او المقالة. لماذا ؟ اهم احسن منا؟ افهم منا؟ ام نحن لا نغير على وطننا و ديننا . نحن مجرد ملاقين لهم نريهم باننا نحاول ان نكون مثلهم. لمذا لا نراهم يحاولون ان يكونوا مثلنا. ما العيب فينا؟

  4. دكتور نعيم عطيه يقول

    ان تحليلك هذا غير منطقي وغير واقعي..
    أن ما تقوم به تركيا يعتعصي على فهم امثالك لأنك تكتب وعقلك الباطني يضمر الحقد والكره للإسلام… ولو امعنت النظر بعين الحياء والفهم العيق لما يدور في عالمنا العربي والإسلامي لادركت أن ما يحيكه الغرب وأمريكا ضد الامه الاسلاميه هو الاثخان في جسم الامه لابقائها متهالكة وغير قادره أن تلم شعثها والنهوض.. تركيا استطاعت بقيادة حزب العداله والتنمية ورئيسه رجب طيب أردوغان أن تستحوذ على اهتمام كبير من قبل الدول الأخرى وذلك لأن ما قامت به تركيا وفي فتره زمنيه قصيره جدا وهذا التقدم في جميع المجالات وموقع تركيا الجيوسياسية مكنها من اللعب في كل الملاعب السياسيه وتحرز أهدافا غير متوقعه في مرمى الدول الأخرى… ان هذا الرجل الذي يقف على قمة الهرم السياسي في تركيا هو عمرو بن العاص الحديث الحنكه والدراسه والدعاء السياسي جعل من تركيا قوة عالميه لا يستهان بها…
    وأخيرا إليك بيت الشعر هذا..
    ستبري لك الأيام ما كنت جاهلا… وينبوك بالأخبار ما لم تزود

  5. سليمان يقول

    كاتب المقالة غبي ومناق يحاول زرع الفتنة . الكل يعرف امريكا لا تسآل بل تنفذ. لمذا امريكا تطلب من تركيا باسقاط اسد ؟ هذا يعني اعلان حرب ضد سوريا. الواقع يثبت عكس ذلك. الربيع العربي صممت لتفكيك الاسلام جعلها دويلات واسرائيل تعمل بالحرية لانشغال العالم العربي بينهم. هل تعلم لو نجح النقلاب الفاشل في تركيا لتحولت الى مثل يمن .لكن قدرة الله هوالغالب
    الموضوع ساذج من الاساس

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.