هذه قصة أول نائبة محجبة في البرلمان البريطاني

تعد أبسانة بيغوم أول امرأة مسلمة محجبة تدخل البرلمان البريطاني، ضمن 19 مسلما حصلوا على مقاعد في البرلمان بعد الانتخابات التي جرت الأسبوع الماضي.

لكن بيغوم، الشابة البالغة من العمر 29 عاما، ذات الأصول البنغالية، واجهت حملة شديدة بعد ترشيحها عن حزب العمال في دائرة “بوبلار آند لايم هاوس” (Poplar & Limehouse) في لندن، لا سيما اتهامات بمعاداة السامية، فيما تعالت أصوات من التيار اليميني في حزب العمال ومن خارج الحزب لإلغاء ترشيحها.

وجاءت الاتهامات بشكل أساسي على خلفية صورة نُشرت في نيسان/ أبريل 2018، قيل إنها تستهدف العضو اليهودي في أحد المجالس المحلية عن حزب المحافظين، بيتر جولدز، ونشرتها على تويتر تابعة لمجموعة “مومينتم” (Momentum) اليسارية في حزب العمال. ويُزعم أن بيغوم عضو في تلك المجموعة.

وتظهر في الصورة منطقة كناري وورف التي تضم مصارف ومؤسسات مالية كبرى، وكُتب على الصورة: “من أجل الكثيرين وليس جولدز. ساعدوا العمال للفوز في أيلاند جاردنز” (المجلس البلدي).

واعتبرت الصورة أنها تشير إلى الصورة النمطية بشأن سيطرة يهود على البنوك.

لكن بيغوم نفت أي علاقة لها بالصورة، موضحة أنها لم تُنشر من حسابها الخاص. كما نفت مصادر في حزب العمال صلتها بالصورة، وقالت إنه ليس هناك أي دليل يشير إلى ما يربطها بها.

لكن ذلك لم يمنع جولدز من شن حملة عليها، وقال إن بيغوم “لا تصلح لتكون عضوا في البرلمان”، معتبرا أن الصورة “مثال واضح للغاية عن رمزية معادية للسامية”.

كما تعرضت بيغوم لهجوم من المتحدث باسم مجموعة العمال ضد معاداة السامية، إيوان فيلبيس، الذي قال إن “حزب العمال بحاجة لتعليق عضوية السيدة بيغوم، والطلب منها التخلي عن ترشحها”، معتبرا أنه “من غير المعقول السماح لها بالاستمرار”.

وقد تم حذف التغريد لاحقا، بحسب تصريح لمسؤول انتخابي من حزب العمال في الدائرة؛ أوضح أنه تم لفت الانتباه إلى الصورة، “وفي ظل احتمال سوء تفسيرها، فقد طلب المسؤول الانتخابي إزالتها”، وفق صحيفة إيفننج ستاندارد.

كما تعرضت بيغوم لحملة، بعد أن قامت بإعادة نشر منشور على فيسبوك؛ زُعم أنه معاد للسامية، جاء فيه أن حكام السعودية “مستعبدون” من قبل “السادة الصهاينة”. وقد اضطرت للاعتذار لاحقا بسبب ذلك.

واللافت أن الحملة على بيغوم جاءت في أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر، مع اقتراب يوم الاقتراع.

ورفضت بيغوم اتهامها بمعاداة السامية، وأكدت تعهدها “بالعمل على محاربة معاداة السامية داخل حزب العمال وبشكل أوسع في المجتمع”.

وعلاوة على ذلك، تعرضت لاتهامات بالحصول على شقة من المجلس البلدي دون انتظار طويل على القائمة، عام 2015، مع مطالبات بفتح تحقيق بحقها؛ بحجة أن زوجها السابق كان عضوا في البلدية. وتزوجت بيغوم عام 2014، وانفصلت بعد عام واحد، وليس لديها أطفال.

 

لكن مصادر في حزب العمال نفت ارتكابها أي خطأ، معتبرة أن ترويج مثل هذه المزاعم يندرج في إطار “الهجمات المخزية” على بيغوم. كما أن بيغوم نفسها نفت ارتكابها أي خطأ، وأدرجت الأمر في إطار هجمات مرشحين آخرين عليها، مؤكدة أنها لم تبلّغ عن إجراء تحقيق، بعدما تردد عن تلقي المجلس البلدي في “تاوار هامليتز” شكاوى بهذا الصدد.

 

وفي نهاية المطاف، ورغم كل ذلك، فازت بيغوم بالمقعد، وبنسبة 63 في المئة من الأصوات، وبفارق كبير عن مرشحي حزب المحافظين والديمقراطيين الأحرار.

وحلّت بيغوم مكان جيمس فيزباتريك، وهو نائب عمالي يشغل المقعد من عام 1997، وينتمي لمجموعة أصدقاء إسرائيل في حزب العمال. وكان قد أعلن أنه لن يترشح مجددا، متذرعا بأن لجنة ترشيحات الحزب كانت تعمل على استبعاده.

واتخذ فيزباتريك موقفا مناهضا لزعيم حزب العمال جيرمي كوربين، وفي الأشهر الأخيرة صوّت لصالح حزب المحافظين في أكثر من مناسبة، فصوت لصالح مشروع رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي للانسحاب من الاتحاد الأوروبي، وصوت ضد استبعاد خيار الانسحاب من دون اتفاق، كما عارض خيارات للانسحاب أكثر ليونة، مثل البقاء في السوق المشتركة.

 

وسجل عدد الأعضاء المسلمين في البرلمان البريطاني رقما غير مسبوق، غالبيتهم على قوائم حزب العمال.

ووفق النتائج النهائية، فقد وصل 19 عضوا مسلما إلى البرلمان، 15 منهم ضمن حزب العمال، وأربعة من حزب المحافظين، مقارنة بـ15 عضوا في الانتخابات الماضية (2017).

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.