هل تنجح قمة أردوغان وبوتين بشأن إدلب؟!

اعتبر محللون أتراك، أن القمة المرتقبة التي ستعقد الخميس في موسكو بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، بشأن إدلب فاصلة بالنسبة للعلاقات بين البلدين.

وقال الكاتب التركي، عبد القادر سيلفي، إنه من المتوقع بالنسبة لوجهة النظر التركية، أن يتوصل الزعيمان إلى وقف إطلاق نار دائم، والإعلان عن منطقة آمنة في شمال غرب سوريا.

وأكد في مقال على صحيفة “حرييت”، أن اللقاء بينهما، لن يحدد فقط مسار الوضع في إدلب السورية فقط، بل أيضا مسار العلاقات بين روسيا وتركيا.

 

وأشار إلى أن الزعيمين استطاعا تجاوز العديد من الأزمات، بدءا بحادثة إسقاط الطائرة الروسية، وعملية “درع الفرات”، و”غصن الزيتون”، و”نبع السلام”، وأصبحتا المهندستين لمسار أستانا في سوريا.

وأضاف أن الزعيمين سيضعان مشكلة إدلب على الطاولة، في الوقت الذي تتغير فيه نظرة الرئيس الروسي حولها، لكن التعليقات في أنقرة تقول إن بوتين يتصرف كرئيس للمخابرات الروسية “الكي جي بي” هذه المرة.

ولفت إلى أن عبارة “صديقي بوتين” لم تتحول إلى “السيد بوتين” في خطابات أردوغان بعد، ولكن ثقته به قد اهتزت مؤخرا.

ونقل الكاتب عن مصادر، أن الرئيس التركي لن يضع فقط مسألة إدلب على الطاولة، بل ستشمل المحادثات مع بوتين العلاقات الاقتصادية بين البلدين بحزمة واحدة.

وأوضح أن المحادثات ستشمل أيضا موضوع الغاز التركي، ومحطة الطاقة النووية، ومنظومة “أس400″، وسيتم توجيه رسالة مفادها أن العلاقات التركية الروسية ليست إدلب فقط، ولكنها قد تتضرر من هناك.

وشدد على أن أنقرة ترى مسألة إدلب نقطة تحول، فإذا تراجعت هناك، فهذا يعني أن القادم سيكون في مناطق “غصن الزيتون”، و”درع الفرات”، و”نبع السلام”.

 

مقترحات بوتين

وأضاف أن الإعلان عن منطقة آمنة في إدلب، يعني أن المجال الجوي سيكون محظورا ليس فقط على المقاتلات التركية فحسب، بل أيضا مقاتلات النظام السوري وروسيا.

وأشار إلى أن الرئيس التركي يحمل في حوزته مخططات لمواجهة مقترحات بوتين، التي قد تتضمن “السيطرة على مركز إدلب”، أو “المشاركة الروسية التركية بإدلب”.

وتساءل الكاتب، “هل ستقطع الحبال بين البلدين اليوم؟ أم ستبدأ عملية جديدة بينهما؟”، مرجحا بالوقت ذاته أنه من المتوقع إحراز تقدم يشمل الإعلان عن وقف إطلاق نار، حتى لا تنقلب الطاولة بينهما.

رسائل مصالحة

 

من جانبه قال الكاتب التركي، محرم ساريكايا، إن الأنظار تتجه نحو القمة بين الزعيمين الخميس، مشيرا إلى أن العلاقات بين موسكو وأنقرة تتعرض لضغط شديد بسبب منطقة صغيرة مثل إدلب.

وأضاف في مقال على صحيفة “خبر ترك”، أن هناك تصورا بأنه إذا لم يتوصل الجانبان إلى حل وسط، فإن العلاقات بين البلدين قد تنتهي.

ورأى الكاتب التركي، أن مشكلة إدلب بين أنقرة وموسكو، لا تكفي لإنهاء العلاقات بين البلدين التي تطورت بشكل تلقائي منذ عام 1990.

وشدد على أنه بقدر ما تحتاج روسيا تركيا، فإن أنقرة تحتاج موسكو، لذلك استبدل بسيناريوهات الأزمة التي أثارها المسؤولون من الجانبين حتى يومين من قبل الاجتماع، رسائل مصالحة.

 

وأشار إلى أنه في الاجتماع الثنائي الذي عقد في موسكو نهاية الشهر الماضي، حاول الجانب الروسي عدم التنازل عن الخريطة التي يريد فرضها، ولكنها أبدت الأربعاء ميلها إلى المصالحة.

 

لقاء مختلف

بدوره، قال الكاتب التركي سيدات أرغين، إن زعيمي البلدين، التقيا مرات عدة، وعقدا القمم بينهما، ولكن اجتماع الخميس يختلف عن السابق، ذلك أن العلاقات وصلت بينهما إلى “حد السكين”، وفق تعبيره.

وقال في مقال له على صحيفة “حرييت”،  إن نتائج قمة الخميس، ستحدد مسار العديد من الأزمات الساخنة التي خلفتها إدلب، بدءا بالهجمات المتواصلة، والموجة الجديدة من اللاجئين، التي تعد الأضخم، ومستقبل العلاقات التركية الروسية.

وأشار إلى أن هناك ترقبا من الجميع بما فيها “الناتو” و “الاتحاد الأوروبي”، والأمم المتحدة، لهذا اللقاء، متسائلا بالوقت ذاته، عن إمكانية التوصل إلى اتفاق إطلاق نار كما حدث في أيلول/ سبتمبر 2018 في سوتشي.

ولفت إلى أن الخلافات عميقة، واللقاء يأتي في الوقت الذي قتل فيه 33 جنديا تركيا بقصف من طائرات روسية مع مقاتلات النظام السوري في إدلب، الأمر الذي ليس من السهولة فيه رفع أثره في العلاقات الثنائية بين البلدين.

 

وأضاف أن الاجتماع مختلف، لأنه يأتي في الوقت الذي انقلب فيه الوضع في إدلب رأسا على عقب، لاسيما بعد كانون الأول/ ديسمبر الماضي.

وأوضح أن “روسيا حولت التوازن العسكري في إدلب لصالح نظام الأسد، من خلال وضع كل ثقلها في الحرب من خلال قواتها الجوية، فيما تدخلت تركيا أيضا في الوضع الجديد عن طريق نشر كتلة عسكرية كبيرة في إدلب في شباط/ فبراير، ما أدى إلى مواجهة البلدين وجها لوجه في الميدان”.

ونوّه إلى أن كلا البلدين يحتفظان بموقف معارض عن بعضهما تماما، بشأن تفسير اتفاق سوتشي بإدلب، فقد تنتقد أنقرة موسكو لعدم الوفاء بالتزاماتها، في حين تتتهم روسيا تركيا بعدم الإيفاء بتعهداتها بشأن هيئة تحرير الشام.

وأضاف أن تركيا في شباط/ فبراير الماضي، اتخذت سلسلة من الإجراءات لتغيير المعادلات العسكرية في إدلب، التي كبدت فيها النظام السوري خسائر كبيرة.

وأكد الكاتب التركي، أن الساعات الـ24 الماضية مهمة للغاية للاجتماع، لأن الوضع النهائي في الميدان، سيحدد القوة التفاوضية للزعيمين على الطاولة.

وأوضح أن النظام السوري تمكن من انتزاع مدينة سراقب بشكل كبير من المعارضة السورية بدعم جوي روسي، والشرطة العسكرية التي تمركزت هناك.

وأشار إلى أن القوات التركية، فتحت نيرانها الثقيلة باتجاه سراقب الأربعاء، ما نتج عنه خروج الشرطة العسكرية من المدينة، ولكن وفقا لمصادر، فإنها ما زالت تحت سيطرة النظام السوري، ولا يمكن التنبؤ بما سيحدث اليوم ميدانيا.

وأكد أن حدة الاشتباكات في محيط سراقب، توضح أن تركيا وروسيا، تريدان الحصول على مساحة أكبر ميدانيا، قبل الدخول بالمفاوضات وفرض وقف إطلاق النار على ما هو عليه.

وأشار إلى أن وقف إطلاق النار يعني تجميد مواقع الأطراف على الأرض، وتعليق جميع أنواع الأنشطة العسكرية القتالية.

وأضاف الكاتب التركي، أن قمة اليوم ستكون الأصعب بين أردوغان وبوتين، ووقف إطلاق النار قد يسهم في توقف الاشتباكات وإعادة فتح أبواب السلام، كما أن كلا الزعيمين لا يرغبان في مغادرة القمة بينهما بقصة فشل، رغم كل الصعوبات الميدانية.

 

.

المصدر/ arabi21

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.