الصومال يزدهر بدعم تركيا

قال منسق الوكالة التركية للتعاون والتنسيق (تيكا) في الصومال، غالب يلماز، إن الوكالة نفذت 150 مشروعًا بقيمة 60 مليون دولار، ساهمت في ازدهار هذا البلد العربي، بعد سنوات من الفوضى والحروب بدأت عام 1991.

وأضاف يلماز، في مقابلة مع الأناضول، أنه “منذ افتتاح مكتب الوكالة بالصومال، عام 2011، باشرت تيكا بتنفيذ مشاريع تنموية في مجالات متنوعة، منها البنية التحتية، الزراعة، التعليم والصحة، بجانب مشاريع في المجال الإنساني، للمساعدة في انتشال الصوماليين من الأزمات الإنسانية والسياسية، التي تراكمت على مدار سنوات طويلة”

وأضاف أنه “تم بناء مستشفى أردوغان في العاصمة مقديشو، وهو من أحدث المستشفيات في دول منطقة القرن الإفريقي (شرقي القارة)، بسعة نحو 241 سريرًا، وهو في طليعة مشاريع “تيكا” التنموية، حيث يتوفر فيه جميع الأقسام والوحدات الطبية المجهزة بالمعدات الطبية الحديثة، ويستقبل حوالي 11 ألف مريض شهريًا، بينهم حالات حرجة”.

وتابع أن “الوكالة شغلت أيضًا مستشفيات في إقليم صوماليلاند (أرض الصومال- شمال)، وأخرى بمدينة جالكعيو (وسط)، لتوفير الخدمات الصحية لجميع الصوماليين”.

و”لتوفير مياه صالحة للشرب، شرعت الوكالة بحفر 56 بئرًا، 33 تم حفرها بالعاصمة والأقاليم المحيطة بها، أي جنوبي الصومال، و23 بئرًا في صوماليلاند، كما عملت على تأهيل كوادر صومالية، بإرسالهم إلى تركيا للتدريب في مجال تحلية المياه”، وفق يلماز.

– الطيران المدني

وقال منسق “تيكا” إن “الوكالة بنت مركزًا بمطار مقديشو الدولي، ساهم في تدريب كوادر لهيئة الطيران المدني الصومالي”.

وأضاف أن “الوكالة ساهمت في إنعاش الاقتصاد الصومالي، ببناء طرق رئيسية معبدة بطول قرابة 40 كم، مما سهل حركة التنقل بمقديشو، التي كانت معظم شوراعها شبه مهجورة”.

وتابع أنه “تم تركيب مصابيح ليلية تعمل بالطاقة الشمسية بطول تلك الشوارع، لتستمر التجارة حتى الساعات الأخيرة من الليل، بينما كان التجار يعملون 12 ساعة فقط يوميًا”.

– قطاع الزراعة

فيما يتعلق بالزراعة، قال يلماز إن “تيكا، وبالتعاون مع هيئة الإغاثة الإنسانية التركية (IHH)، نفذت مشاريع زراعية كبيرة، للاستفادة من بذور الزراعة الصومالية وإدخال بذور من الخارج، تتلائم مع المناخ الصومالي، لإثراء قطاع الزراعة في البلاد”.

كما “افتتحت الوكالة كلية الأناضول للزراعة بجامعة زمزم المحلية، لما يزخر به الصومال من إمكانيات زراعية هائلة، وتخرج من هذه الكلية نحو 500 طالب وطالبة سيساهمون في قطاع الثروة الزراعية”، بحسب يلماز.

وتابع أن “الوكالة تحرص على دعم المزارعين الصوماليين في مدينتي جوهر وبيدوة (جنوب غرب) ومدينة بلدوين (وسط)، عبر تزويدهم ببذور لرفع إنتاجهم الزراعي، الذي تراجع؛ جراء تذبذب هطول الأمطار في الفترات الماضية”.

– قطاع التعليم

وفق يلماز، “شملت مشاريع تيكا الإنمائية أيضًا القطاع التعليمي، حيث نفذت الوكالة مشاريع للمدراس والجامعات، منها ترميم مدارس وتوفير مستلزمات التعليم ومختبرات عملية، وأجهزة حاسوب، وأجهزة عرض ضوئي بالجامعات”

وزاد بأن “تيكا دعمت الصيادين، بتوفير أدوات ووسائل صيد حديثة، بينها زوارق وشباك وبوصلات، حتى لا يكونوا عرضة لتقلبات المناخ والأمواج”.

واعتبر يلماز أن “عملية بناء المركز العسكري التركي الصومالي للتدريب من أهم المشاريع التي ساهمت بها الوكالة، ضمن الجهود الدولية لتأهيل الجيش الصومالي”.

وتابع أن “الوكالة أوشكت على استكمال عمليات إنشاء وترميم مقر البرلمان (مجلس الشعب)، حيث تجري تحسينات هندسية في الأبنية، بكلفة مليوني دولار، كما سبق وأن ساهمت في بناء مقر مجلس الشيوخ”.

– مشاريع إنسانية

في نطاق العمل الإنساني، تلعب الوكالة التركية دورًا كبيرًا لتخفيف وطأة معاناة الصوماليين؛ جراء الأزمات المتتالية، بما فيها المجاعات المتكررة منذ 2011، والتي راح ضحيتها نحو 250 ألف صومالي.

و”تميزت تيكا عن غيرها من الهيئات الإنسانية بسرعة الاستجابة لإنقاذ المتضررين من الآفات والكوارث الطبيعية”، بحسب يلماز.

وأوضح أن “الوكالة تنفذ أيضًا مشاريع اجتماعية لصالح أيتام الصومال، ويتجاوز عدد المسجلين لديها عشرة آلاف يتيم”.

واعتبر أن “تيكا بمثابة نبض الشارع الصومالي، فهي تهتم بمعاناة الصوماليين أينما كانوا، على عكس الهيئات الأجنبية التي تقيم في مركز حلني شديد الحراسة بمقديشو”.

وتابع: “مشاعر الأخوة تربطنا بالشعب الصومالي، ولهذا نتحرك إلى حيث تحدث الأزمات، لدعم المجتمع الصومالي من دون مقابل، على أمل أن يعيشوا حياة أفضل كسائر البشرية”.

وأوضح أن “الوكالة تتعاون مع الجهات المعنية لتنفيذ مشاريعها.. الجهات الرسمية تعرض علينا الاحتياجات الإنسانية والتنموية، ونحن نقيم ونعاين المنطقة، وفي حال الموافقة، نبحث عن أفضل طريقة لتنفيذ المشروع وإيصال خدماتنا إلى مستحقيها”.

– أزمات متكررة

وردًا على سؤال عما إذا كان لدى “تيكا” خطة لاحتواء أزمات الصومال، أجاب يلماز: “بالفعل توجد خطة لإنهاء الأزمات المتكررة، كالمجاعة والفيضانات”.

وأوضح أن “الوكالة نفذت عمليات تقييم لسدود نهر شبيلى بمدينة جوهر (90 كم من العاصمة)، تمهيدًا لترميم السدود، وهو ما قد يشكل حلًا للفيضانات، التي تجرف المحاصيل الزراعية”.

واستدرك: “نجاح تلك المشاريع الضخمة مرهون بالحالة الأمنية، رغم التحسن الأمني الذي يشهده الصومال يومًا بعد آخر”.

ومنذ سنوات، تقاتل القوات الحكومية في الصومال حركة “الشباب” المتمردة، التي انحسرت مناطق سيطرتها كثيرًا.

وأردف يلماز: “هناك عوامل كثيرة توحي بأن الصومال سلة غذائية مهمة بالمنطقة؛ بفضل الأراضي الخصبة والعامل البشري، فالشباب يمثلون أكثر من 70 بالمئة من الصوماليين (نحو 11.7 مليون نسمة)، ما ينبئ بأن الصومال لديه مقومات اقتصادية واعدة”.

– مشاريع ملموسة

وعن إشادة الصوماليين بالمشاريع التركية، قال يلماز إن “الفضل في نجاح مشاريع تيكا يعود إلى سياسة عمل الهيئات التركية عامة، فهي تتميز بتاريخ طويل في العمل الإنساني ممتد إلى الدولة العثمانية (1299-1923)، ما يجعل مشاريع تركيا تترك أثرًا على الحياة العامة للصوماليين”.

وأوضح أن “الهيئات التركية تتابع جميع مراحل مشاريعها، بدءًا بالتخطيط والتقييم، مرورًا بالتنفيذ، ووصولًا إلى التأكد من إيصال المواد الإغاثية إلى مستحقيها، بينما الهيئات الأخرى تقدم فقط الأرقام ومشاريع تكلف ملايين الدولارات دون إحداث أي تغيير في الوضع الإنساني”.

وشدد على أن “تيكا تصل إلى أقصى مناطق الصومال، لتعيش تفاصيل معاناة الصوماليين، وتعمل على إيصال المساعدات إلى مستحقيها، وهو ما يجعل المشاريع التركية ملموسة الأثر في الصومال”.

وختم يلماز بأن “تيكا تمتلك خطة عملية بخصوص العام الجاري، حيث تسعى إلى تنفيذ مشاريع عديدة في مجالات شتى، بينها الزراعة والثروة السمكية والمواشي، بجانب مشاريع أخرى، كبناء مستشفى في إقليم أرض الصومال”.

.

المصدر/ A.A

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.