صحيفة : لهذا لا تحبذ تركيا فوز “بايدن” بالرئاسة الأمريكية

ذكرت صحيفة تركية، أن خسارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمام منافسه جو بايدن، في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ليست في صالح أنقرة.

وقالت صحيفة “قرار” المحلية، إن المظاهرات المناهضة للشرطة ما زالت متواصلة في الولايات المتحدة منذ أسابيع، وعلى الرغم من حالات التخريب، وهدم التماثيل، لكنها تعد ردود أفعال مبررة، تلقي بصداها في تركيا والعالم.

وأضافت أنه ما بين المظاهرات المتواصلة، وتفشي وباء كورونا، هناك تطور يأتي بينهما، وهو الانتخابات الرئاسية التي ستجري في الولايات المتحدة في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.

 

وأشارت إلى أن الانتخابات الرئاسية بالولايات المتحدة، لا تهم الشعب الأمريكي فقط، بل أيضا العالم بأسره، بالإضافة لتركيا.

 

وأضافت أن منافس ترامب، الديمقراطي جو بايدن، أصبح يتصدر استطلاعات الرأي في الوقت الحالي، مستدركة بالوقت ذاته أنه لا يمكن الاستناد عليها، وخاصة مع المتغيرات التي قد تحدث في الشهور الأربعة المقبلة.

 

ولفتت إلى أنه على افتراض بأن بايدن قد فاز بالانتخابات الأمريكية، فيمكن القول أن تركيا ينتظرها أيام صعبة مع الولايات المتحدة.

 

وذكرت أن العلاقات بين أنقرة وواشنطن، كانت متوترة للغاية، وخاصة بسبب عملية “نبع السلام” شرق الفرات بسوريا في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وقضية “أس400″، لدرجة أن الكونغرس الأمريكي قرر فرض عقوبات “كاتسا” على تركيا، لكن الرئيس الأمريكي أوقفها.

 

ولفتت إلى أن الولايات المتحدة، باتت قريبة من سياسات تركيا، بشأن انسحاب جنودها من شمال العراق وسوريا، إضافة للأزمة الليبية في الآونة الأخيرة، مشيرة إلى أن هذا التقارب لم يكن تقاربا مؤسساتيا تحدده قرارات جهاز الدولة والبيروقراطية في أمريكا.

 

وتابعت، أن السياسة الأمريكية المتقاربة مع تركيا في الآونة الأخيرة، يعود الفضل فيها لعلاقات الصداقة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره ترامب.

 

وأضافت، أن صعود بايدن لرئاسة الولايات المتحدة، بالنسبة لتركيا يمثل مشكلة لها، لأنه تبع خطا معاديا جدا لأنقرة في العقود الأربعة من مسيرته السياسية.

 

وأوضحت أن بايدن، دافع عن تقسيم العراق، وإنشاء الدولة الكردية، كما أنه عارض انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، ويدعم مشروع القانون الأرمني ضد تركيا باستمرار.

 

وأشارت إلى أنه إذا أصبح بايدن رئيسا للولايات المتحدة، فمن المرجح أن يواصل سياساته المناهضة لتركيا، ومن المعلوم أن البنتاغون ووزارة الخارجية الأمريكية، على مسافة متباعدة مع أنقرة في السنوات الماضية.

 

وأضافت أنه وبناء على ذلك، قد تواجه تركيا أوقاتا صعبة مع الولايات المتحدة في المستقبل، إذا خسر ترامب وفاز بايدن.

 

ونوهت إلى أن التهديد بالعقوبات عقب عملية “نبع السلام”، ساهم في انهيار سوق الأسهم في تركيا، وأثر على اقتصادها، وينطبق الأمر أيضا على قضية “بنك خلق”.

 

وأوضحت، أنه من الخطأ النظر إلى أي عقوبات محتملة، بأنها إشكالية تنحصر بين واشنطن وأنقرة، بل ذلك سيؤثر على العلاقات التجارية بين تركيا ودول أخرى.

 

وأشارت الصحيفة، إلى كتاب نشر مؤخرا بالولايات المتحدة، لفت إلى أن أردوغان أكثر قادة العالم الذين تحدث إليهم ترامب.

 

وكان تقرير لشبكة “سي أن أن” الأمريكية، أوضح أن أردوغان، أصبح بارعا في الوصول لترامب مباشرة، لدرجة أقنعت مساعدين في البيت الأبيض أن الخدمات السرية التركية في واشنطن تستخدم برنامج ترامب لإخبار أردوغان عن الوقت المناسب للاتصال بترامب.

 

وفي بعض الأحيان كان أردوغان يتصل بترامب وهو يلعب الغولف حيث كان يؤخر اللعبة وهما يتحدثان بشكل مطول. ووصف مسؤولان ترامب بأنه لم يكن يعرف عن سوريا أو تفاصيل الشرق الأوسط بحيث يكون مؤهلا للحديث مع أردوغان.

 

ولفتت الصحيفة، إلى أن ترامب لديه استثماراته في تركيا، وزوجته وصهره زاروها مرات عدة، وهو قريب جدا لها.

 

وأضافت الصحيفة، أن العلاقات بين البلدين إذا ترك ترامب منصبه ستكون مجهولة، ولكن حتى موعد الانتخابات في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، قد تحدث الكثير من التطورات في الولايات المتحدة.

 

وأكدت الصحيفة، أن المرشح الديمقراطي جو بايدن، قد يستخدم نفس سياسته العدائية ضد تركيا إذا وصل لمنصب الرئاسة، وستسوء العلاقة بين أنقرة وواشنطن على الصعيد السياسي، ما يسهم في تأثير ذلك اقتصاديا.

.

المصدر/ arabi21

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.