إقبال دولي كبير على أجهزة التنفس الصناعي التركية

منذ بدء تفشي وباء “كورونا”، قبل أشهر، تبذل الشركات التركية المصنعة للأجهزة الطبية قصارى جهدها لتلبية الاحتياج العالمي لأجهزة التنفس الصناعي، التي يحتاجها بعض المصابين بهذا الفيروس.

وتلبي شركة “فوراس مديكال”، الرائدة في إنتاج أجهزة التنفس الصناعي منذ عام 1997، طلبات من داخل وخارج تركيا في القطاع الصحي لسنوات عديدة.

ومع انتشار “كورونا”، أضافت الشركة مستلزمات وأجهزة جديدة إلى قائمة منتجاتها، وعملت على دعم قطاع الصحة خلال فترة عصيبة، عبر زيادة عدد العاملين لديها وتسريع وتيرة الإنتاج.

وأصاب “كورونا”، حتى صباح الجمعة، 12 مليونا و394 ألف شخص في العالم، توفي منهم أكثر من 557 ألفا، وتعافى ما يزيد عن 7 ملايين و225 ألفا، بحسب موقع “worldmeter” المختص بإحصاء ضحايا الفيروس.

– تلبية كافة الاحتياجات

وقال زبير مراد، مدير شركة “فوراس مديكال”، في تصريحات للأناضول، إنهم ينتجون أجهزة التنفس الصناعي وخزانات المياه المرطبة.

وأضاف أنهم ينتجون أجهزة تنفس محمولة، ويتحملون المسؤولية عن مهام أولتها لهم الدولة عقب انتشار الوباء، لأن منتجهم الأساسي هي أجهزة التنفس.

وتابع: “بدعم من البنية التحتية لمركز الشرق الأوسط للصناعة والتجارة في أنقرة OSTİM ، ومجموعة OSTİM للصناعات الطبية، أنتجنا خلال فترة قصيرة، لا تتعدى الشهرين، جهاز التنفس الصناعي الخاص بوحدة العناية المركزة، إضافة إلى جهاز التنفس المحمول”.

وأوضح أن “جهاز التنفس المحمول، الذي يمكن استخدامه في وحدة العناية المركزة، سيلبي جميع الاحتياجات، وقد أجريت عليه كافة الاختبارات وهو جاهز للاستخدام”.

– نفاد المخزون

أفاد مراد بانخفاض الطلب نسبيًا على الأجهزة في تركيا؛ لأن تفشي المرض في البلاد لا يزال عند مستوياته الطبيعية.

وأردف: “توجد طلبات كبيرة للغاية من الجمهوريات التركية والدول العربية والإفريقية. ونحاول تلبية الطلب المكثف من خلال العمل الإضافي. ولبينا بعض طلبات الدول الإفريقية، ونعمل على سرعة تلبية طلبات الجمهوريات التركية”.

وأضاف أنه “كانت توجد حالة من الهلع عند بداية ظهور الفيروس في تركيا.. خزنا المواد اللازمة للاستعداد لهذه الحالة، ولبينا الطلبات القادمة من الدول الأخرى، نظرا لانخفاض نسبة الاحتياج داخل البلاد، مقارنة بالتوقعات التي كانت في البداية”.

واستطرد: “داومنا في عملية الإنتاج بشكل طبيعي بالمخزون الموجود لدينا لمدة شهرين تقريبا.. وحاليا حالة الهلع في الدول المحيطة بتركيا تسببت بنفاد مخزوننا”.

وزاد بقوله: “أجهزة عديدة ننتجها لا تتوافر في المخازن حاليا، ونعمل على مواصلة الإنتاج بسرعة كبيرة، عبر توفير مواد الإنتاج اللازمة من داخل تركيا بقدر الإمكان”.

– ارتفاع معدل التصدير

شدد مراد على أن المصنعين الأتراك يمكنهم الوفاء بجميع أنواع الشروط، ولديهم قدرات إنتاجية مميزة جدا.

وأضاف: “يمكننا العمل لفترة طويلة من دون توقف. ولدينا القدرة على الانتهاء خلال شهر أو شهرين من المنتج، الذي كنا ننتجه في عام، وذلك من خلال العمل المتفاني من أصدقائنا العاملين لدينا”.

وتابع: “طالما لدينا مواد خام للإيفاء بالطلبات، فليس لدينا أية مشاكل في الإنتاج.. زدنا عدد الموظفين لتلبية الطلبات.. وبإمكاننا تلبيتها من دون أي تأخير”.

ومضى قائلا: “كنا نبيع بين 80 بالمئة و90 بالمئة من الأجهزة التي ننتجها داخل تركيا”.

واستدرك: “لكن هذا الوضع تغير، فصادراتنا ارتفعت إلى ما بين 40 بالمئة و50 بالمئة.. ورغم انخفاض الطلب داخل تركيا، يوجد طلب مرتفع جدا من الخارج”.

وأوضح أنه “قبل ذلك كان يوجد بين 200 و250 طلبا في السنة على أجهزة التنفس المحمولة، أما الآن فنلبي هذا الطلب خلال من 10 إلى 15 يوما”.

وأفاد بأنه “توجد طفرة في الطلبات حاليا، فالطلبات التي كانت تأتي على مدار سنة، تأتي الآن من الخارج في شهر واحد كحد أقصى”.

وزاد بأن “البلدان التي يتركز فيها الطلب حاليا هي باكستان وقيرغيزستان وتركمانستان. ولدينا مفاوضات مع كازاخستان. كما أن ليبيا ومصر من بين هذه البلدان. هناك طلب مرتفع جدا من هذه الدول. وهي تقريبا الآن في وضعية تجعلها تشتري كل ما ننتجه”.

وتابع أنه “نتيجة لكل هذه التطورات فإن بين 90 بالمئة و95 بالمئة من منتجات الشركة في آخر شهر تم تصديرها خارج تركيا”.

– إنتاج أجهزة جديدة

شدد مراد على أن “الابتكار وتحسين إنتاج الأجهزة الطبية عملية لا تنتهي أبدا”.

وأردف: “مستمرون في تحسين أجهزة التنفس مع موظفي البحث والتطوير لدينا. وسنستمر في إنتاج نماذج وبدائل مختلفة لهذا الجهاز. وسيتم إنتاج أجهزة جديدة خلال وقت قصير، فلدينا بنية تحتية جيدة جدا ونحو 23 عاما من الخبرة في مجال أجهزة التنفس”.

ومضى قائلا: “مستعدون وراغبون في تقديم كافة أنواع الخدمات لأمتنا ودولتنا في هذا الشأن. وسنستفيد من تجربتنا هذه، وسننتج أجهزة جديدة”.

– تركيا يمكنها إنتاج كل شيء

قال مراد إن الدولة وفرت دعما كبيرا لعملية الإنتاج في السنوات الأخيرة، وبهذه الطريقة عززت بنيتها التحتية.

وشدد على أنه لا يوجد أي شئ يصعب إنتاجه في منطقة كمنطقة مركز الشرق الأوسط للصناعة والتجارة في أنقرة OSTİM.

وتابع: “من الممكن الآن إنتاج منتجات تكنولوجية في تركيا.. يكفي فقط وجود دافع لذلك.. شعبنا يستطع أن ينتج أي شيء”.

وزاد بقوله: “تركيا التي أنتجت طائرة حربية من دون طيار لن تعجز عن إنتاج أي شىء.. وهذا مصدر فخر بالنسبة لنا”.

وختم مراد قائلا: “مهما كانت الصعوبات والعوائق التي تواجهنا، فإنه بالنظر لما قامت به الدولة، فإن دوافعنا وطاقتنا الإنتاجية تزداد شيئا فشيئا”.

.

المصدر/ A.A

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.