تعرف على منظمة “غولن” الإرهابية التي تقف خلف محاولة الانقلاب بتركيا

تقف  منظمة “غولن” الإرهابية وعلى رأسها فتح الله غولن، المقيم في الولايات المتحدة، بالوقوف خلف محاولة الانقلاب الفاشلة بتركيا في 15 تموز/ يوليو 2016.

 

وعلى الرغم من الأدلة التي تثبت تورطها بمحاولة الانقلاب منتصف 2016، وإنشاء “كيان مواز” داخل الدولة، نفى فتح الله غولن المقيم بولاية بنسلفانيا بالولايات المتحدة منذ عام 1999، أي علاقة له وجماعته بذلك!.

 

تغلغل داخل أركان الدولة

وتأسست جماعة الخدمة (غولن)، أواسط الستينيات وبداية السبعينات، وتوسعت نشاطاتها في داخل تركيا وخارجها، كهيئة تربوية دينية اجتماعية، وتغلغلت تدريجيا داخل أركان الدولة التركية.

وعلى الرغم من تبنيها التصوف، في إطاره الاجتماعي، لكنها اقتصرت في تعاليمها على أفكار (فتح الله غولن)، وما يصدره من تعليمات، واللافت إلى أنها منفتحة على الغرب بشكل كبير.

استندت جماعة الخدمة، على الطلبة بشكل كبير، من خلال بناء المدارس داخل وخارج تركيا، إلى جانب المؤسسات الاقتصادية والإعلامية (كونت وقفا للكتاب والصحفيين) والتنموية والإغاثية.

أنشأت الجماعة، ما يقارب 1470 مؤسسة، بالإضافة لـ15 جامعة، منتشرة في 170 دولة، بما فيها الولايات المتحدة وأوروبا.

كثفت الجماعة أنشطتها في تركيا، وفي حقبة الثمانينيات، افتتحت الجماعة ما يقارب 30 مدرسة، لتزداد أعدادها تدريجيا لآلاف المدارس ومراكز الدروس الخاصة.

وفي قطاع الإعلام، تمتلك الجماعة مؤسسات إعلامية عدة، منها مجموعة “سامان يولو”، التي افتتحت العديد من القنوات التلفزيونية، والمحطات الإذاعية، ولها بث خاص بالولايات المتحدة وأوروبا ودول آسيا الوسطى بلغات عدة، إلى جانب مجموعة زمان الإعلامية.

 

الكيان الموازي.. محاولة انقلاب نهاية عام 2013

كثفت الحكومة التركية، حملتها على منظمة غولن ووصفتها بـ”الكيان الموازي” الذي يسعى لتقويض حكومة “العدالة والتنمية” من خلال السلكين القضائي والأمني، ووضع أجهزة تنصت في منزل أردوغان، ومجلس الوزراء، وطالت أيضا عددا من الوزراء، بالإضافة لرئيس هيئة الاستخبارات هاكان فيدان عام 2011، إلى جانب تسريب وفبركة أكثر من 100 تسجيل صوتي.

 

وفي عام 2013، أطلقت الحكومة فعالية، تهدف لتقليل مراكز الدروس الخصوصية في إطار برنامج تعليمي، واعتبرت الحكومة تلك المراكز، حملا كبيرا على النظام التعليمي وكذلك أهالي الطلاب، فأعدت حزمة تعليمية تتضمن دورات لدعم الطلاب بدلا من تلك المراكز، سعيا منها لتقليص المرتادين لمراكز غولن.

 

أطلق أعضاء منظمة غولن، عقب تلك التطورات حملة هجوم ضخمة ضد الحكومة، وفي 17- 25 كانون الأول/ ديسمبر 2013، بدأت تحقيقات ضد وزراء في الحكومة التركية وأبنائهم حول نشاطاتهم المالية، واتهمت الحكومة التركية المنظمة بالوقوف وراء هذه التحقيقات والاعتقالات، الغرض منها إقالة الحكومة.

 

وفي ذلك الوقت، نفذت قوات الأمن حملات متزامنة على عشرات المنازل في ساعات الليل، طالت أبناء الوزراء، وشخصيات اقتصادية بارزة، وعلم وزير الداخلية حينها، معمر غولر بالحملة بعد اعتقال نجله، وتزامن ذلك مع حملات إعلامية للقنوات والصحف التابعة للمنظمة ضد الحكومة والكشف عن بعض التسجيلات، اعتبرها الرئيس التركي بأنها محاولة انقلاب.

 

عقب تلك الأحداث، قامت الحكومة التركية، بسلسلة تغييرات شملت العشرات من القضاة والمدعين العامين، بدايات عام 2014، وأطلقت حملة داخل جهاز الأمن عزلت خلالها عدة أشخاص، وقامت بتغيير أماكن ووظائف أكثر من ألف شرطي يشتبه بانتمائهم لمنظمة غولن.

 

وفي 30 نيسان/ أبريل 2014، عقد مجلس الأمن القومي اجتماعا، أقر فيه أن “الكيان الموازي” يشكل تهديدا كبيرا على الأمن القومي لتركيا، وبهذه الطريقة أضيف هذا الكيان إلى قائمة “المنظمات الإرهابية” التي تهدد أمن الدولة.

 

شكل الانقلاب الفاشل في 15 تموز/ يوليو انعطافا جديدا، في مواجهة منظمة غولن، التي بقيت بسرية متغلغلة داخل أجهزة الدولة، وشنت السلطات التركية، حملة اعتقالات واسعة شملت الآلاف من عناصر المنظمة في كافة القطاعات وخاصة الجيش والأمن والتعليم، والقضاء.

 

هيكل معقد

 

وقالت صحيفة “حرييت”، في الذكرى السنوية الرابعة لمحاولة الانقلاب، إن “النضال في مواجهة المنظمة ما زال مستمرا، ولا يزال يتم القبض على أعضاء المنظمة السريين حتى اللحظة”.

 

وأشارت في تقرير، إلى أنه “على الرغم من النضال المتواصل منذ أربع سنوات ضد المنظمة، إلا أن أعضاءها لا يزالون يعملون بسرية بسبب الهيكل المظلم والمعقد لها”.

 

وكشف مصطفى أكش مستشار الرئيس التركي، في لقاء على قناة “سي أن أن” التركية، تفاصيل الهيكل التنظيمي لجماعة غولن.

 

وأشار إلى أن المنظمة تتكون من ثلاثة أجزاء، وهي: الهيكل المدني، والتعليمي، ووحدات ذات خصوصية.

 

ولفت إلى أن المخطط المعقد، لا يعرفه سوى الكبار في المنظمة، ويتقاضى العاملون في إدارة المنظمة وهيكلها الرئيسي رواتب.

 

الهيكل المدني

ويشكل فتح الله غولن رأس هرم المنظمة، ويندرج تحت زعامته مباشرة “الأئمة” و”المستشارون”، واثنان من أصل 20 من أعضاء اللجنة المشكلة تم اعتقالهما، والباقي خارج البلاد.

 

ووفقا للهيكلية، يأتي أئمة المنطقة الجغرافية، وأئمة المدن والولايات والمناطق الصغيرة بعد الهيئة الاستشارية مباشرة.

 

وأشار إلى أن الهيكل المدني، تغلغل حتى في المنازل، كما أن أعضاءه يعرفون بعضهم البعض، ومهامه إقامة علاقات مع رجال السياسة والاقتصاديين، والبحث عن موارد رأس المال.

 

الهيكل التعليمي

 

وهو هيكل مستقل بذاته، وليس له علاقة بالهيكل المدني، يتمتع بالسرية التامة، ويتغلغل داخل الأحياء والمنازل، ويستهدف الطلاب، والأسر من خلال الوصول إلى أبنائها، ومهامه استقطاب الشبان وخاصة ممن هم في سن مبكر.

 

الهيكل الإداري (الموازي)

 

وينضم الشخص إلى الهيكل الإداري بعد انتهاء التدريب العسكري وحصوله على رتبة عسكرية، ويعد هذا الهيكل بـ”الموازي”.

 

ويسمى الأخ الكبير بالمعلم، داخل الهيكل، وهو كيان سري بشكل تام، وتجري اللقاءات بين أعضائه وجها لوجه.

 

زواج الكتالوج

 

ويتم تزويج الطالب من أحد أعضاء التنظيم من خلال الهيكل المسؤول عن الزواج، كما أن النساء تنقسم إلى ثلاث مجموعات.

 

المجموعة “أ”: وهي فئة سرية، لا تظهر ارتباطها أو عائلاتها بـ”غولن”، ويتم تزويجهن من فئة الضباط داخل الدولة (على صلة بالجماعة).

 

المجموعة “ب”: ليس لهن ارتباط بـ”غولن”، بل لعائلاتهن، ويتم تزويجهن من مسؤولي أمن رفيعي المستوى.

 

المجموعة “ج”: وهي الفئة التي يتضح أن لديهن ولعائلاتهن ارتباط بـ”غولن”، ويتم تزويجهن من موظفي أمن بالدولة.

 

.

المصدر/ وكالات

تعليق 1
  1. محمود يقول

    لا احد يصدق هذا الغبي المجرم فتح الله غولن بانه يدمر وطنه باسم الدين لصالح اعداء الاسلام واي غبي جاهل خائن يصدقه . اواخر عمره يحاول تدمير وطنه لخدمة اعداء الاسلام باسم الاسلام. لوكان وطنيا شريفا لسلم نفسه الى تركيا بدلا من اختبائه في واشنطن خلف اعداء الاسلام

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.