علماء أتراك يسعون لإطالة عمر بطارية السيارة الكهربائية

عمل معهد إزمير العالي للتكنولوجيا في تركيا على تطوير تصميمات تتعلق بالتبريد في البطاريات، ضمن مساعٍ لإطالة عمر المركبات الكهربائية، في حال شحنها شحنا سريعا.

وتلقى معهد إزمير دعما من الاتحاد الأوروبي، في إطار برنامج “تطوير حزم البطاريات في المركبات الكهربائية”، التابع لأكبر صندوق بحثي مدني في العالم، وهو مركز أفق “UFUK 2020”.

ويهدف مشروع (OSİHEL) إلى تطوير حزم بطاريات ذكية وقابلة للقياس والتعديل وعالية الأداء، لاستخدامها في خدمات النقل الكهربائية داخل المدينة (الحافلة الكهربائية).

ويشارك في هذا المشروع 18 شريكا من ثماني دول.

– مشروع مهم جدا

وقال الدكتور أردال تشتكين، منسق المشروع، عضو هيئة التدريس بتخصص الهندسة الميكانيكية، في معهد إزمير العالي للتكنولوجيا، للأناضول، إن المشروع مهم جدا، والشركاء الأتراك الآخرون في المشروع هم شركة فستيل للإلكترونيات، وشركة بوزان كايا، وهيئة الأبحاث العلمية والتكنولوجية التركية (توبيتاك).

وأضاف تشتكين أن الجزء الخاص بمعهد إزمير العالي للتكنولوجيا في هذا المشروع يختص بتصميم وتطوير نظام للتحكم في درجة حرارة حزمة البطارية.

وأوضح أن هذا النظام يعمل على حفظ درجة حرارة البطارية في الإطار المطلوب والطبيعي.

وذكر أنه بدأ العمل لهذا الهدف مع كل من شاهين غونجور، طالب في مرحلة الدكتوراه، وسنان غوتشمن، طالب في مرحلة الدراسات العليا.

وتابع: “هذه الدراسة هي مشروع يهدف إلى الحصول على حزمة البطارية من الصفر وإنتاجها لتعمل في مركبات الجيل الجديد الكهربائية”.

وأوضح: “سنصمم برنامج إدارة درجة حرارة حزم البطاريات. وسنجري تجاربا مختلفة مع العديد من تجارب المحاكاة الإلكترونية، وبعد هذا ستكون مرحلة الإنتاج. نحن فريق من ثلاثة أفراد حتى الآن. ونرغب بضم أعضاء جدد لاحقا”.

وشدد تشتكين على أن تطوير المركبات الكهربائية هو موضوع مهم للغاية ويتميز بالحداثة.

وأضاف أن ما سيقومون به من دراسات في هذا المشروع ستكشف عما ستكون عليه التكنولوجيا فيما بعد 5 إلى 10 سنوات من الآن.

وأكد تشتكين أنهم فخورون للغاية بإنجاز هذا الأمر باسم الدولة (تركيا).

واستطرد: “سيتم العمل على تطوير الأبحاث وتدريب العلماء ضمن المشروع، بدعم من الاتحاد الأوروبي. ولعل التراكم المعرفي الذي سيتوفر في البلد، ضمن هذا المشروع وكذلك وجود تكنولوجيا متطورة يمكن استخدامها في المركبات الكهربائية المحلية، سيعمل على زيادة قدرة البلد التنافسية في قطاع المركبات الكهربائية على المدى البعيد”.

– خيار المركبات الكهربائية

قال تشتكين إن الاتجاه إلى المركبات الكهربائية ازداد، و”سيساعد المشروع على أن يستغرق شحن سيارتك الكهربائية وقتا أقل، والتخلص من جميع المخاطر المتعلقة بالسلامة”.

وتابع: “ومن المعروف أنه تقل قدرة الهاتف المحمول كلما تم استخدامه لفترة طويلة، وهو الحال نفسه مع المركبات الكهربائية. فإذا ما زادت درجة حرارة البطارية بشكل كبير، فقد تحترق أو تنفجر، لكن المشروع سيعمل على القضاء على جميع المخاطر التي تتعلق بالأمن والسلامة”.

وأردف: “من ناحية أخرى فإن زيادة درجة حرارة البطارية الناتجة عن شحنها أو تفريغها، من شأنه أن ينتج عنه نقص كمية الطاقة التي تخزنها البطارية بمرور الوقت. ويعمل هذا على سرعة انخفاض قدرة بطاريات المركبة الكهربائية على الشحن السريع”.

واستطرد: “إذ إنه في حال كانت المسافة، التي تقطعها المركبة عند شحنها لأول مرة 400 كم، فإن الشحن السريع المستمر للمركبة يعمل على أن تقل هذه المسافة إلى 350 كم بعد وقت قصير”.

وزاد بقوله: “وبفضل ما نقوم به من أعمال ودراسات، نهدف إلى تقليص احتماليات انخفاض المسافات التي تقطعها المركبات الكهربائية بسبب الشحن السريع. أعتقد أن المراحل المستقبلية من المركبات الكهربائية ستختفي فيها هذه العيوب، وستكون هي الخيار الأول للمواطنين”.

وأوضح تشتكين أن هذا المشروع عبارة عن دراسة تستهدف تطوير حزم البطاريات المعدلة، وأنه يمكن تطبيقه في بطاريات السيارات والحافلات والشاحنات.

وأشار إلى أنه يوجد لديهم خمس براءات اختراع تتعلق بهذا الأمر.

وأضاف أنهم يرغبون بشدة في استخدام هذه التكنولوجيا في السيارات التركية.

فيما قال الدكتور يوسف باران، عميد معهد إزمير العالي للتكنولوجيا، إن هذه الدراسة تعمل لأقصى درجة على الحفاظ على مكانة تركيا واقتصادها.

وأضاف  أن “الحصول على التمويل والدعم من المصادر الدولية يسهم في إثراء العلوم في تركيا، وهو مصدر فخر كبير لنا”.

– أفق/ 2020

وأفق/ 2020 هو برنامج للبحث والابتكار، بميزانية 80 مليار يورو، يتم تنفيذه وإدارته من جانب المفوضية الأوروبية.

وفي إطار البرنامج، يتم دعم ومنح المشروعات في مختلف القطاعات والمجالات من جانب المفوضية.

والمشروع الذي يتم في تركيا تابع لهذا لبرنامج، الذي يوفر الدعم لأنشطة البحث والتطوير والابتكار في الاتحاد الأوروبي.

ويتم التنسيق للمشروع في تركيا من جانب هيئة الأبحاث العلمية والتكنولوجية التركية (توبيتاك).

.

المصدر/ A.A

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.