الردّ على العقوبات الأمريكية : مواصلة التقدّم دون الخضوع

 

كان أول تصريح للرئيس أردوغان عقب قرار فرض العقوبات الأمريكية في إطار قانون “جاستا”، هو تأكيده على “أننا سنقف بشكل أكبر إلى جانب إسماعيل دمير وأصدقائه”.

لا شك أن أردوغان لا يتحدث هذا الكلام عبثًا، حيث أنه يدرك مقدار الجهود التي بذلوها في هذه المرحلة. لا سيما إسماعيل دمير، الذي أظهر إرادة قوية منذ الأيام الأولى لتوليه رئاسة الصناعات الدفاعية. كما كان رائدًا لخطوات التوطين والإنتاج المحلي في مجال الصناعات الدفاعية.

لقد كنتُ شاهدًا كيف كان إسماعيل دمير يقف بإرادة حديدية. لا سيما خلال المراحل التي زاددت فيها الضغوطات الأمريكية بسبب ملف صواريخ إس-400. وفي الوقت الذي كانت فيه السيناريوهات المتشائمة تتصدر الحديث حول مجال الصناعات الدفاعية.

ولذلك أعتبر أنه من المفيد جدًّا ان نكون على قدر كبير من العلم والإحاطة، بما قدّمه إسماعيل دمير وأصدقاؤه لتركيا من قيمة عظيمة.

خلال لقاء أجريناه الجمعة الماضية مع رئيس الصناعات الدفاعية، إسماعيل دمير. سألته “ما هي استراتيجيتك لتخطي ملف العقوبات؟”.

ولقد أجابني عن ذلك بالقول، “حتى ولو استمر قانون عقوبات جاستا.فماذا عساه أن يؤثر علينا؟ لن نتوقف عن تطوين المنتجات التي مُنعت عنّا، سنصنعها بأيدينا هنا. نعم تصنيعنا المحليّ له فاتورته أيضًا. إلا أننا لا نرى هذه الفاتورة عبئًا، بل مكسبًا لا سيما حينما نتطلّع نحو الأمام. أعتقد أنه بفضل قيادة رئيسنا (أردوغان). سنخرج من هذه المرحلة ونحن أقوى بكثير من قبل على صعيد الصناعات الدفاعية”.

هناك قصية شبيهة بهذا الخصوص ذكرها لنا دمير في معرض حديثه. تتعلق بمنظومة الدفاع المحلية “حصار-أ”، “حيث بينما كانت جاهزة للاستخدام بشكل كليّ تقريبًا، حصلت مشكلة في عملية استيراد منتج يرتبط بنظام المنظومة الصاروخية. حيث منعت الدول المصدّرة تسلمنا المنتج، لكن لم يمض شهرين أو ثلاثة حتى نجحت تركيا بتصنيع هذا المنتج بنفسها. وباتت المنظومة الصاروخية المحلية جاهزة للعمل بشكل كامل”.

إن إسماعيل دمير وأصدقاءه يتصرفون بناء على هذا الوعي وهذا الإيمان.

نعم يمكن لبعض الدول الثرية أن تشتري كل شيء بأموالها، إلا أنها حينما تكون عاجزة عن تصنيع ذلك بنفسها. فإنها ستكون مفتقرة حتى إلى مسمار لتستورده من الخارج.

هل يمكنكم التفكير أن العقوبات الأمريكية الأخيرة التي ساتهدفت الصناعات الدفاعية التركية. منفصلة أو يمكن التعامل معها بشكل مستقل، عن سعيها الحثيث لتعطيل مشاريع الصناعية المحلية التي تقوم بها تركيا؟

ما فعتله الولايات المتحدة في هذا الصدد ضد تركيا، يخالف حتى القوانين الأمريكية ذاتها.

خلال الحديث عن ملف طائرات إف-35 الأمريكية، وما تقوم به الولايات المتحدة في هذا الصدد ضد تركيا. طرح إسماعيل دمير العديد من النقاط، بصفته “مهندس طائرات” أيضًا، معتبرًا أنه “لا توجد قديمة، بل طائرة مهمَلة”.

وحينما سألناه حول حظر طائرات إف-35 على تركيا، في الوقت الذي تعتبر فيه إف-16 قد باتت قديمة أو بحكم منتهية الصلاحية. وهل يمكن لمؤسسة الصناعات الدفاعية أن تغطي هذه الحاجة في صناعة طائرة حربية؟ كان جواب دمير على الشكل التالي:

“نحن نقوم بالفعل في تطوير طائراتنا الحربية، وسنواصل ذلك. وإلى جانب الطائرات بدون طيار الموجودة حاليًا لدينا. ستشهدون قريبًا طائرات بدون طيار بإمكانها حمل ذخائرة أكثر وأثقل بكثير، وتطلق صواريخ جو-جو. هنا مشروع آخر لدينا طور التحضير وهو عبارة عن طائرة نفاثّة بدون طيار. كما من الممكن أن تدخل طائرتنا من طراز “حرجيت” الخدمة في وقت مبكر. فضلًا عن قاعدة لا ينبغي أن تغيب عن أذهاننا؛ هناك بدائل على الدوام حينما يقتضي الأمر”.

اهتمام كبير بالمنتجات الدفاعية التركية

إن لتركيا هدفًا واضحًا ضمن اهداف العام 2023، وهو أن تخرج بطائرتها الحربية الخاصة. يأتي ذلك في مرحلة يزيد فيها الاهتمام بالمنتجات التي تصدر عن مؤسسة الصناعات الدفاعية التركية مؤخرًا.

من الجدير بالذكر أنه حينما علم دمير بقرار العقوبات الأمريكية. كان في طريق عودته من أوكرانيا بعد التوقيع على اتفاقيات مهمة للغاية في مجال الصناعات الدفاعية.

وعقب ذلك، تم التوقيع على اتفاقيات مهمة للغاية على المستوى الوزاري مع بيلاروسيا وأندونيسيا.

كما تم بيع طائرات بدون طيار إلى تونس. إلى جانب عقد لقاءات مع وفود من ألمانيا وباكستان واليابان.

جميع ما ذكرناه في غضون الأيام القليلة التي جاءت بعد صدور قرار العقوبات الأمريكية ضد تركيا.

أليست هذه أخبار تبعث على الأمل بشكل كبير، وتدعو للتطلع نحو الأمام بعيون مشرقة؟

فؤاد أوقطاي يضرب الشعب الجمهوري في عقر داره

هناك عادة بغضية وسيئة طالما تصدر عن نواب حزب الشعب الجمهوري المعارض. حيث اعتادوا على إطلاق وصف “ديكتاتور” على مَن تم انتخابه من قبل الشعب.

لقد قالوا ذلك سابقًا لمندريس، وأوزال، والآن أردوغان. إن بعض نواب الشعب الجمهوري يعانون من عقدة الديكتاتورية منذ وقت طويل. ولذلك يعتقدون أن الآخرين أيضًا مثلهم.

على سيبل المثال، أوزغور أوزال من الشعب الجمهوري، لا يتورع عن وصف أردوغان بالديكتاتوري.

لقد ردّ على ذلك نائب الرئيس التركي، فؤاد أوقطاي، في ختام خطابه داخل البرلمان، بشكل لا يدع لأحد التعليق أو التحدث بعد ذلك. ولدرجة لن تدع أوزال إن كان يشعر بقدر قليل من الخجل، أن لا يطأ قاعة البرلمان التركي.

ما الذي قاله أوقطاي؟

“ممثلو الديكتاتور فرانكو في تركيا، يحاولون التطاول على رئيسنا أردوغان، إن روح الديكتاتور فرانكو لا تعيش فينا. بل تعيش داخل الشعب الجمهوري”.

محمد آجات بواسطة / محمد آجات 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.