ما قصة الصيدلانية السورية التي رفعت شكوى قضائية ضد مسؤولة في المعارضة التركية؟

في الآونة الأخيرة زادت التحريضات من المعارضة التركية على اللاجئين في البلاد، وخاصة السوريين عقب التوترات التي شهدتها العاصمة أنقرة بسبب جريمة قتل نفذها لاجئ سوري.

وكان من المعارضين الذي عرفوا بتحريضهم المتكرر ضد اللاجئين السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي القيادية في حزب الجيد إيلاي أكسوي.

فقد ذكرت التقارير أن أكسوي نشرت تغريدة على “تويتر” هاجمت فيها الصيدلانية التركية السورية الأصل آية عرفة، ونشرت معلومات وصفت بالمضللة بشأنها، قبل أن يتبع ذلك حملات تحريض وتعليقات مسيئة.

وأرفقت القيادية المعارضة في تغريدتها  صورة لعرفة، وبيانات تعيينها في مستشفى تركي، زاعمة أنها دخلت إلى الجامعة دون أوراق أو اختبار قبول.

غير ان الصيدلانية السورية التي تعمل في إحدى مستشفيات إسطنبول لم تؤثر الصمت ورفعت دعوى قضائية ضد أكسوي بسبب تلك المنشورات التحريضية التي تستهدف اللاجئين السوريين في تركيا.

وأنهى الإدعاء العام في تركيا، التحقيق بشأن الشكوى التي قدمتها آية عرفة، ضد أكسوي بتهمة مشاركة بياناتها الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأشار المدعي العام لمكتب جرائم تقنية المعلومات، الذي يجري التحقيق، إلى أنه في لائحة الاتهام ضد أكسوي، تم ارتكاب الجريمة بحق “عرفة”، وأن هناك شكوكاً وأدلة كافية لتبرير محاكمة علنية.

ووفق الادعاء فستحاكم أكسوي في الأيام المقبلة بالسجن من سنتين إلى أربع سنوات بتهمة ارتكاب جريمة “إعطاء أو نشر أو مصادرة بيانات شخصية”.

ولم تقبل أكسوي الاتهامات الموجهة إليها، مشيرة إلى أنها حصلت على البيانات من قوائم وزارة الصحة.

اقرأ أيضا/ من جديد.. المعارضة تهدد اللاجئين في تركيا ووزارة الخارجية تحدد مصيرهم

يذكر أن الصيدلانية آية عرفة بعد حصولها على الجنسية التركية، وبعد تخرجها من جامعة تراقيا تقدمت إلى اختبار التوظيف ونجحت فيه، وعلى إثرها عملت في أحد المستشفيات باسطنبول

أما أكسوي فقد ترشحت لرئاسة بلدية الفاتح في الانتخابات البلدية عام 2019 عن حزب الجيد، ومعروفة بالتحريض العنصري ضد اللاجئين السوريين، ورفعت حملتها الانتخابية في ذلك الوقت، تحت شعار “لن نسلم منطقة الفاتح للسوريين”.

وفي وقت سابق أكد وزير الداخلية التركي سليمان صويلو: “إن اللاجئين السوريين في تركيا هم تحت الحماية المؤقتة وإخوة للشعب التركي ولا حديث عن ترحيلهم إلى مناطق الصراعات في سوريا.

وأوضح الوزير أن نحو 400 ألف سوري عادوا إلى مناطق آمنة في إدلب من تلقاء أنفسهم بعد تأمين تركيا لتلك المناطق، مشيرًا إلى أنه لا مجال لكراهية الأجانب في تركيا.

ووصف الأحداث التي شهدت اعتداءات من أتراك على لاجئين سوريين قبل أسابيع في أنقرة بأنها “أحداث مؤسفة”، لافتًا إلى أن الغرب والمعارضة يحاولون تصوير الأمر على أن هناك معاداة للسوريين والأجانب في تركيا وهو أمر غير صحيح.

اقرأ أيضا/العنصرية ضد اللاجئين السوريين في تركيا تغذيها المعارضة

وتابع أن  “الذئب يحب الأجواء المليئة بالضباب”، موضحا أن بلاده منطقة تكتنفها النزاعات ومحاطة بدول تشهد نزاعات ما يجعلها وجهة للمهاجرين واللاجئين الفارين من ويلات الحروب والنزعات.

واكد صويلو أن تركيا اتخذت عددا من التدابير للحد من الهجرة غير النظامية منها إقامة جدار على الحدود، لافتًا إلى أن ذلك جاء بسبب موجات الهجرة الكثيفة على تركيا والتي تقدر بالآلاف.

وأشار إلى أعداد اللاجئين في إدلب وقدرهم بنحو 3 ملايين و700 شخص وفي عفرين 600 ألف وفي منطقة درع الفرات هناك مليون ونصف لاجئ، موضحًا أن هناك نحو مليون و700 ألف لاجئ أفغاني على الحدود الإيرانية.

وبخصوص معاملة الحكومة مع اللاجئين أكد أن تركيا تتعامل معهم بشكل إنساني، لافتا إلى موقف اليونان تجاه اللاجئين وما تقوم بها حيالهم من مضايقات وانتهاك ومعاملة سيئة.

وتطرّق لمسألة ترحيل اللاجئين إلى الشمال السوري وخاصة بعد حديث زعيم المعارضة التركية والذي قال فيه إنه سيعيد كل السوريين إلى سوريا إذا تسلم الحكم، مؤكدًا أن إدارة ملف اللجوء يسير وفق القواعد الدولية، وإن موقف تركيا يسير وفق الأمم المتحدة ذات الصلة.

أما فيما يخص السوريين والمهاجرين غير النظاميين، قال إن هناك بعض الاختلافات وإن كان هناك دولة فيها حروب فإنه لا يجوز ترحيل اللاجئين إليها، مؤكدًا أن وضعهم مختلف مشيرًا إلى أنهم ضيوف وليسوا مثل اللاجئين الآخرين وهم تحت الحماية المؤقتة في تركيا.

المصدر: تركيا الان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.