الأسباب الحقيقية وراء هبوط الليرة التركية.. ماذا فعل الرئيس أردوغان ؟

لا تزال حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان تصر على موقفها الثابت فيما يخص السياسة النقدية، فقد أعلنت مرارا وتكرارا أنها تتحرك بموجب سياسة اقتصادية ترتكز على تخفيض سعر الفائدة، في حين خلال سنوات قليلة فقدت الليرة 59% من قيمتها مقابل الدولار منذ بداية عام 2018.

وفي الآونة الأخيرة، أصدر الرئيس أردوغان أوامر بإقالة 3 أعضاء في لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي، تلاها  انخفاض جديد لليرة التركية في سوق العملات الأجنبية وصل إلى مستويات قياسية.

كما عين الرئيس طه جكمك نائبا لمحافظ البنك المركزي ويوسف تونا عضوا في لجنة السياسة النقدية.

محللون وخبراء قالوا إن هذه القرارات جاءت ضمن خطوات إصلاح لجنة السياسة النقدية بعد لقاء أردوغان بمحافظ البنك المركزي شهاب كافجي أوغلو.

اقرأ أيضا/ الليرة التركية لم تنتعش على الرغم من انخفاض الدولار الأمريكي.. هذا هو السبب

وأشاروا إلى أن هذه السياسة بدت ملامحها بشكل أوضح بعد تعيين أردوغان لشهاب كافجي أوغلو محافظا جديدا للبنك المركزي، في مارس/آذار الماضي، في تغيير هو الرابع من نوعه في أقل من عامين، خاصة بعد سلسلة الإقالات التي طالت المحافظين القدامى، وهم ناجي أغبال، ومراد أويصال، ومراد تيشتين قايا.

ومن أهم الأسباب التي أدت إلى إقالة هؤلاء المسؤولين هو الخلاف الحاصل بين رؤية الرئيس الرافضة لرفع معدل الفائدة من أجل تخفيض معدلات التضخم، ورؤية المقالين الداعمة لرفع معدل الفائدة من أجل رفع قيمة الليرة.

وأوضحوا أن عدم استقلالية البنك في قراراته المالية والتمويلية وفقا لتعديلات الدستور في أبريل/نيسان عام 2017 الذي سمح للرئيس بالتدخل أفسح المجال للخلاف بين الرئيس والمسؤولين في البنك المركزي الذي يؤدي في النهاية إلى الإقالات.
وأشاروا إلى أن التعارض بين الطرفين يؤدي إلى تقلبات سريعة في أسعار العملات الصعبة والذهب والفضة، لافتين إلى أن البنوك دائما ترجع بأصولها إلى البنك المركزي الأميركي، وهي نقطة ضعف بالنسبة للاقتصادات الناشئة، وبينها تركيا.
وبقي سعر صرف الليرة خلال الأشهر الستة الماضية، متراوحا بين 8.4 و8.5 ليرات مقابل الدولار الواحد، إلا أنه منذ أواخر سبتمبر/أيلول الماضي وحتى الآن، كسر انخفاضها حاجز الـ9 ليرات مقابل الدولار بسبب تطورات عدة.

وفقدت الليرة التركية حوالي 18 بالمئة من قيمتها مقابل الدولار في 2021، مما فاقم زيادة في التضخم إلى حوالي 20 بالمئة، فيما قال خبراء أن سبب انخفاض الليرة يعود إلى خفض البنك المركزي سعر الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس إلى 18 بالمئة الشهر الماضي .

كما أعلن البنك المركزي التركي، اليوم الخميس، تخفيض سعر الفائدة على إعادة الشراء “الريبو” لمدة أسبوع واحد. من 19 بالمائة إلى 18 بالمائة، غير أن البنك قال إن لجنة السياسات العامة اتخذت قرار تخفيض سعر الفائدة من 19 بالمائة إلى 18 بالمائة. بناءً  الحاجة لتحديث موقف السياسة النقدية لمواجهة التضخم .

اقرأ ايضا/ على الرغم من هبوط الليرة.. النقد الدولي يفاجئ الجميع بخصوص نمو اقتصاد تركيا

وفي هذا السياق ذكرت مصادر أن الليرة تواجه ضغوطا مستمرة، وذلك  على إثر إقالات بالبنك المركزي، ما حرمها من الانتعاش على وقع انخفاض الدولار.

وقالت المصاد إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عزل ثلاثة من أعضاء لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي، ما دفع بالعملة المحلية إلى قاع قياسي جديد، عند حدود 9.19 ليرة مقابل الدولار.

في حين أن الدولار وصل مقابل عملات رئيسية أخرى ليبلغ أدنى مستوى له في عشرة أيام، متراجعا عن المكاسب التي حققها مؤخرا.

وسجل الدولار ثاني أكبر انخفاض له في يومين منذ بداية العام، حتى بعد صدور محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي المنعقد في أيلول/ سبتمبر الذي أكد أنه من المرجح أن يبدأ تقليص التحفيز هذا العام.

وأوضح المحللون أن انخفاض الدولار أنعش العديد من العملات عدا الليرة التركية لكونها تواجه متاعب على إثر عزل نائبي محافظ البنك سميح تومان وأوجور نامق، إلى جانب عضو لجنة السياسة النقدية عبد الله يافاش.

المصدر: تركيا الان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.