مع الصين وروسيا.. تركيا تدخل على خط المنافسة في الأسواق الأفريقية

دخلت تركيا على خط المنافسة مع الصين وروسيا للظفر بالأسواق الأفريقية، في ظل التقدم الكبير في الصادرات والاستثمارات التركية خلال السنوات الأخيرة.

ويأتي بحث تركيا عن الاستثمار في الأسواق الأفريقية في ظل التحديات المالية والنقدية المتنامية التي تواجهها.

ويزداد بحث تركيا عن أسواق وخصوصا في مجال تسويق الصناعات الهندسية والدفاعية وعقود الإنشاءات في الأسواق الأفريقية.

الأسواق الأفريقية

وكسبت تركيا في الأعوام الأخيرة عقودا باكستانية مربحة لصيانة غواصات ومقاتلات فرنسية وكانت مثار غضب الرئيس إيمانويل ماكرون على أنقرة.

كما ظفرت بصفقات مع دول شمال أفريقيا منها الجزائر والمغرب وتونس وليبيا.

وتدخل تركيا عبر بناء علاقاتها الأفريقية في منافسة مباشرة مع الصين وروسيا وفرنسا.

في حين، يلاحظ أن جولة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي شملت دول توغو وأنغولا ونيجيريا، جاءت لتمهد لمناسبتين تجاريتين مهمتين لتركيا،

وهما القمة الاقتصادية والتجارية التركيةـ

ولعل تركيا تستهدف بتعزيز علاقاتها بدول القارة الأفريقية حصد الفرص التجارية الضخمة التي توفرها السوق الأفريقية النامية للصناعات التركية الحديثة.

كما ويقدر الاتحاد الأفريقي حجم السوق الأفريقية بنحو 1.2 مليار مستهلك و2.5 تريليون دولار وفق بيانات الاتحاد الأخيرة. وكانت الدول الأفريقية قد

أسست منطقة التجارة الحرة في العام 2018.

وحسب البيانات التركية الرسمية، تستهدف تركيا رفع حجم صادراتها إلى أكثر

من 200 مليار دولار خلال العام الجاري.

في حين، يقدر البنك الدولي حجم الاقتصاد التركي بنحو 720 مليار دولار،

وهو اقتصاد تقود نموه حتى الآن الصادرات الصناعية والسياحة، حيث باتت

مدينة بورصة التركية من المراكز المهمة لصناعة السيارات وقطع الغيار.

كما باتت إسطنبول من أبرز مراكز الجذب السياحي حول العالم.

القوة الناعمة

وربما تتمكن الشركات التركية عبر القوة الناعمة والتدخل الإيجابي في حل

النزاعات والحروب الأهلية بالقارة من كسب حصة أكبر من أسواق القارة

السمراء الغنية بالمعادن والنفط والغاز الطبيعي وبحاجة إلى البضائع المصنعة.

وفي هذا السياق، يرى محللون أن هنالك عدم رضا شعبي في الشارع الأفريقي من مشروعات الصين في أفريقيا التي شاب بعضها الفساد.

كما دمر بعضها المشروعات التجارية المحدودة التي كانت تعتمد عليها الأسر في المعيشة، كما أن فرنسا تواجه صعوبات سياسة متزايدة في مستعمراتها السابقة في غرب أفريقيا.

وبالتالي فهنالك فرص أمام تركيا لأخذ حصة أكبر من أسواق القارة السمراء ومنافسة الصين وروسيا على مشروعات الإنشاء وصفقات السلاح.

وفي زيارته الأربعاء، قال أردوغان: “علاقاتنا مع أفريقيا ليست مبنية على الاستعمار وإنما مبنية على أساس المنافع المتبادلة وأن ننجح معا”، وذلك في إشارة واضحة إلى دور الشركات الفرنسية التي تستغل الموارد المعدنية الأفريقية عبر دعمها الحكومات الديكتاتورية وتدعم فسادها على حساب الشعوب الفقيرة في القارة.

في حين، ذكر تقرير لمركز الدراسات الأمنية الأفريقي، أن تركيا عززت خلال عقدين من علاقاتها الاقتصادية والتجارية والدبلوماسية مع دول القارة السمراء، حيث رفعت حجم الاستثمار المباشر من مائة مليون دولار في العام 2003 إلى 6.4 مليارات دولار في العام الجاري 2021.

وحسب تقرير المعهد الذي يوجد مقره في جنوب أفريقيا، فإن تركيا رفعت كذلك حجم الدعم الرسمي في مشاريع التنمية الأفريقية إلى 3.9 مليارات دولار حتى العام 2019.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.