مفاوضات إسطنبول تسفر عن اتفاق بين روسيا وأوكرانيا.. ولكن!

أفادت مصادر إعلامية بانتهاء جولة مفاوضات إسطنبول التي رعتها تركيا بين الوفدين الروسي والأوكراني في القصر الرئاسي .

وقالت المصادر أن الوفدين توصلا إلى اتفاق مبدأي حول عدة مسائل، وهذا ما أكده وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو في تصريحات له عقب الاجتماع.

وقال تشاووش أوغلو إن جلسة المفاوضات اليوم سجلت تقدما أكثر أهمية منذ بدء المباحثات الروسية الأوكرانية.

وأعرب الوزير التركي عن بالغ امتنانه لرؤية زيادة التقارب بين الطرفين الروسي والأوكراني في كل مرحلة من مراحل المفاوضات، مشيرا إلى أن مفاوضات إسطنبول مؤشر على ثقة الأطراف بتركيا.

وتوقع أن يحدد وزيرا خارجية البلدين (روسيا وأوكرانيا) مسار المسائل الأكثر صعوبة في اللقاءات القادمة.

وبدأت جولة مفاوضات جديدة بين أوكرانيا وروسيا في إسطنبول اليوم ، على أمل أن تكون حاسمة في إنهاء الحرب.

ووفق مراقبين فإن هذه الجولة تعد تطورا جديدا من مبادرة الوساطة التركية، خاصة بعدما التقى وزيرا الخارجية الروسي والأوكراني في منتدى أنطاليا الدبلوماسي.

وقالوا إن الموافقة التي أبداها الطرفان الروسي والأوكراني على الوساطة التركية تدل على نجاح تركيا في تحركاتها الدبلوماسية.

وفي هذا السياق تساءل الكاتب التركي برهان الدين دوران، في تقرير  نشرته صحيفة”صباح” “هل سيتحقق وقف إطلاق النار في إسطنبول بعد محادثات غير مثمرة في بيلاروسيا؟

وقال دوران إنه من الصعب التنبؤ بموقف روسيا، هل تتبع سياسة “الإلهاء” أم تنهي الحرب من خلال “الخروج المشرف” الذي عبر عنه أردوغان؟

واشار إلى الرئيس الأوكراني زيلنسكي وافق على شروط الحياد والتخلي عن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”، و”الوضع غير النووي” لبلاده، في حين أن الكرملين ليس لديه رغبة في تغيير السلطات في أوكرانيا.

وأوضح الكاتب أن هناك أمرين صعبين في طريق المفاوضات، وهما شبه جزيرة القرم ودونباس، حيث إنه لن يتخلى زيلينسكي عن وحدة أراضي أوكرانيا، وبوتين غير مستعد لإعادة القرم، وعليه فإن المفاوضات ستتركز على منطقة دونباس.

ولفت إلى أن إطالة أمد الحرب هي ضد مصلحة روسيا، صحيح أنه يتم تدمير المدن الأوكرانية، وتتزايد أعداد الضحايا من المدنيين واللاجئين، لكن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يقدمان مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية والأسلحة، ومع مرور الوقت فإنها تتكاثف جهود واشنطن وأوروبا و”الناتو” في مواجهة التهديد الروسي.

وأضاف: “من الممكن أن يماطل بوتين عندما يرى أن بعض الدول خارج الاتحاد وأوروبا لا تفرض عقوبات اقتصادية، بما في ذلك الصين والهند ودول شرق أوسطية بخلاف الكويت وقطر”.

اقرأ أيضا/ بعد اعلان تركيا استضافة مفاوضات..بوتين لا يمانع لقاء الرئيس الأوكراني

وفي وقت سابق ذكرت مصادر إعلامية أن تركيا نقلت ستة مطالب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإيقاف الحرب على أوكرانيا من بينها مطلبان يصعب تحقيهما.

في المقابل أوضح المسؤولون الأتراك أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أبدى استعداده للتوصل إلى السلام دون شروط.

وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن:  إن الرئيس أردوغان خلال محادثاته مع بوتين وزيلينسكي نقل إليهم مقترحه بشأن إنهاء الحرب الجارية، مشيرا إلى أن زيلينسكي مستعد ذلك.

ولفت إلى أن يعتقد أن المواقف لم تصل بعد إلى إمكانية إجراء محادثات على مستوى القادة.

وفيما يخص المطالب الستة أوضح قالن أنها حياد أوكرانيا وتخليها عن الانضمام إلى الناتو، ونزع السلاح وتوفير ضمانات الأمن المتبادلة في سياق النموذج النمساوي، وتحرير أوكرانيا من النازية، وإزالة العقبات التي تحول دون الاستخدام الواسع النطاق للغة الروسية في أوكرانيا.

وأشار إلى أن المفاوضات جارية فيما يخص هذه المطالب الأربعة أما المطلبين الصعبين هما ضم شبه جزيرة القرم والاعتراف بالجمهوريتين المزعومتين في دونباس ليست مطالب مقبولة لدى أوكرانيا والمجتمع الدولي.

اقرأ أيضا/ أمريكا تطلب من تركيا خيانة روسيا وتسليم «S-400» لأوكرانيا وهذا هو المقابل!

مع دخول الحرب الروسية الأوكرانية أسبوعها الرابع، تغيرت التوازانات في العلاقات بين تركيا وأمريكا بعد سنوات من التوتر.

ووفق مراقبين فإن الأسباب التي جعلت التوتر سيد الموقف بين البلدين هو اقتناء أنقرة لمنظومة “أس400” وإخراجها من برنامج “أف35″، والدعم الأمريكي لوحدات حماية الشعب الكردية شمال شرق سوريا.

وأوضح المراقبين أن دور تركيا وموقفها من الحرب وفضها للغزو الروسي وإغلاق مضيقي البوسفور والدردنيل وفقا لاتفاقية “مونترو”، وجهودها للتوصل إلى حل دبلوماسي بين موسكو وكييف، جعلها تحظى بتقدير من واشطن.

وكانت أمريكا قد أجرت تقييمات حول دور تركيا في الحرب الأوكرانية الوسية وخلصت إلى أربعة عناصر رئيسة:

الأول: ترفض تركيا بشدة العمل العسكري ضد أوكرانيا، وتقف إلى جانب المجتمع الدولي في إدانة الحرب بالجمعية العامة للأمم المتحدة.

الثاني: دعم تركيا لأوكرانيا سياسيا والتأكيد على وحدة أراضي البلاد بما في ذلك شبه جزيرة القرم، فضلا عن الدعم العسكري لكييف عبر الطائرات المسيرة “بيرقدار تي بي2″، وبحسب إعلام غربي فإن هذا الدعم تواصل حتى ما بعد 24 شباط/ فبراير الماضي ولم تنكره أنقرة.

الثالث: تركيا أغلقت مضيقي البوسفور والدردنيل بموجب اتفاقية “مونترو”، ولاقت هذه الخطوة التي حالت دون وصول السفن الروسية إلى البحر الأسود ترحيبا من الولايات المتحدة والناتو وأوكرانيا.

الرابع: هو الدور التركي في مساعي التوصل إلى حل دبلوماسي بين موسكو وكييف اللتين تربطها بهما علاقة خاصة.

اقرأ أيضا/ لماذا يتهافت الروس إلى فتح حسابات مصرفية في تركيا؟

ومنذ اليوم الأول للغزو الروسي لأوكرانيا أدانت تركيا بشكل واضح العملية العسكرية واعتبرتها حالة حرب، ورغم ذلك فإن موقفها لم ينسجم مع الموقف الأمريكي والغربي من العملية.

ووفق مراقبين فإنها لم تفرض عقوبات على روسيا كما فعلت أمريكا والاتحاد الأوروبي وأكدت أنها لن “تتخلى عن روسيا وأوكرانيا” وأنها ستسعى للوساطة للوصول لحل سلمي، وقامت بالفعل باستضافة جلسات حوار بين الطرفين.

المصدر: تركيا الان

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.