الوعد الانتخابي الوحيد والغير مسروق لـ “حزب الشعب الجمهوري”

قررت الحكومة التركية إلغاء سعر الفائدة وفروق التضخم عن قروض الطلاب، وجاء هذا القرار لمراعاة الصعوبات التي واجهت الطلاب في سداد القروض المأخوذة من مؤسسة السكن الطلابي خلال سنوات الدراسة، وذلك بسبب ارتفاع مستويات التضخم وأسعار الفائدة المترتبة. فالطلاب المستفيدون من هذا القرض والذين سيحصلون على قروض خلال سنواتهم الدراسية يترتب عليهم سداد رأس المال فقط.

وزف الرئيس أردوغان بشرى هذا القرار لآلاف الشباب بالقول: “أدت الزيادة الأخيرة في التضخم إلى ظهور أرقام غير متوقعة في تحديثات قروض الطلاب، لذلك قدمنا قبل أسابيع تعليماتنا للسلطات المختصة وقررنا سداد أقساط القرض على مبلغ القرض فقط، دون أي فروق تضخم أو فائدة”.

بعد صدور قرار الحكومة، بدأ أعضاء حزب الشعب الجمهوري بإطلاق حملات تحت عنوان “نحن قلنا أن أردوغان سيتحذ هذا القرار”، وتصدرت تلك الحملة العناوين الرئيسية لوسائل الإعلام المقربة من الحزب.

وعلى الجانب الآخر، أفاد أعضاء حزب العدالة والتنمية أن حزب الشعب الجمهوري حصل على معلومات من الداخل إزاء ذلك القرار.

إن القروض المعروفة سابقًا باسم “قروض مؤسسة السكن الجامعي” تدخل في نطاق اهتمامات السياسة. حيث تعتبر الرسوم الدراسية والقروض الطلابية من الوعود الانتخابية الأكثر شعبية لكافة الأحزاب السياسية.

ما هو القرض التعليمي للجيل الجديد؟ قبل طرح هذا السؤال يجب أن نسلط الضوء كيف كان حال هذا القرض في الماضي، حيث كانت تُدفع الرسوم الدراسية للجامعات، وبعد مجيء حكومة حزب العدالة والتنمية للسلطة ألغت تلك الرسوم، لذلك لا يوجد الآن سوى القروض الطلابية .

وبما أن القروض الطلابية كانت دائمًا على جدول أعمال السياسيين، فإن أطروحة حزب الشعب الجمهوري “نحن قلنا أن أردوغان سيتحذ هذا القرار” لم تؤخذ على محمل الجد وتم تجاوز تلك العبارة.

وفي السياق، سارع السيد كمال إلى توجيه دعوة عبر حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي مفادها: “دعونا نلتقي عند الساعة العاشرة مساءً”، حيث ظهر كليجدار أوغلو، في فيديو من مطبخ منزله، وأشار إلى أن هناك ضرائب انتقائية مرتفعة تُفرض على المركبات الألمانية، وقدم وعودًا بأنه سيقوم بتخفيض تلك الضريبة عند وصوله إلى السلطة.

وبالتزامن مع ظهور كليجدار أوغلو، كان الرئيس أردوغان في بث مباشر على شاشة قناة “تي آر تي” الحكومية.

أعُطي الرئيس أردوغان صلاحيات فرض “ضريبة الاستهلاك الخاص” على السجائر والسيارات، بموجب التعديلات التي أجريت على قانون الإجراءات الضريبية عام 2021.

وقبل أن يظهر الرئيس أردوغان على البث المباشر، أرسلت وزارة الخزانة والمالية التركية إخطارًا (تبليغ) حول هذا الموضوع إلى الجريدة الرسمية لكي تنشرها.

وبذلك تعززت أطروحات حزب الشعب الجمهوري التي تفيد بأنه يتلقى معلومات من الداخل، وذلك نتيجة تزامن ظهور كليجدار أوغلو أمام عدسات الكاميرا على وسائل التواصل الاجتماعي مع التوقيت التي أرسلت فيها الوزارة الإخطار (التبليغ) إلى الجريدة الرسمية لكي تنشره.

ولم يمض وقت طويل حتى نشرت الصحفية “أوزليم غورسيس”، المقربة من حزب الشعب الجمهوري، عبر حسابها الرسمي على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو قالت فيه: “إن تلك المعلومات يتلقاها حزب الشعب الجمهوري وتحالف الستة من البيروقراطيين لذلك تعلم المعارضة الخطوات قبل أن تتخذها الحكومة”. وأضافت: ” انتقلت السلطة إلى الاقتصاد الانتخابي، وبدأت في إنفاق الكثير من الأموال، وتحاول الفرق اتخاذ تدابير لكي تتعافى عدد من القطاعات”.

وفي الحقيقة كان حزب الشعب الجمهوري يحصل على معلومات من الداخل. وبرأيي أن هذه تعتبر أمور طبيعية في السياسة لأن طبيعة السياسة تكمن في الحصول على معلومات من الداخل، لكي يكون هناك قدرة على التوقعات ومحاصرة الخصوم، لذلك ليس هناك داعي لأخذ تلك الأمور على محمل الجد

وما يجب أن يؤخذ على محمل الجد بشكل فعلي هو وعود الحزب الأصلية والخاصة به والعائدة له. لذلك السؤال الذي يطرح نفسه، ألا يملك حزب الشعب الجمهوري وعودًا غير مسروقة ومقتبسة ومسربة؟ بكل تأكيد يملك ذلك. لهذا السبب يجب علينا أن نأخذ هذا الأمر على محمل الجد.

فالوعود التي يمتلكها حزب الشعب الجمهوري هي وعود تهم العالم والإنسانية كلها، ألا وهي وعود “النوع (الجنسانية) الاجتماعي”.

هذا هو الوعد الذي لم يسرقوه، كما أنه ليس وعدًا يُقدم على أنه مجرد كلام فقط بالنسبة لهم. لذلك يجب أن يؤخذ هذا الوعد على محمل الجد.

يقومون بتحويل ملايين الدولارات إلى تركيا من أجل تمويل وعد حزب الشعب الجمهوري هذا.

وإذا لم نتعامل بجدية في مواجهة هذا الوعد، الذي يعتبر خطر على مستقبل البشرية كلها، فسوف نخسر أبنائنا، لا قدر الله.

قدم حزب الشعب الجمهوري الكثير من الوعود قبل بدء الانتخابات المحلية. لكنه نسي أجزاء كبيرة منها ولم ينفذها أو لم يستطيع تنفيذها.

لكن للأسف نرى أنهم حشدوا كل طاقاتهم للوفاء بوعودهم بشأن مجتمع الميم (مثليي الجنس ومزدوجي التوجه الجنسي والمتحولين جنسيًا). فأصبح توفير التعليم لـ “مجمتمع الميم” الوظيفة الرئيسية في البلديات التابعة لحزب الشعب الجمهوري.

نعم، يمتلك حزب الشعب الجمهوري وعد خاص به ويجب أن يُؤخذ على محمل الجد.

حسين ليكوغلو بواسطة/ حسين ليكوغلو 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.