المرشحة الأكثر مثالية للطاولة السداسية

ستبدأ الجولة الثانية لاجتماعات طاولة الستة لأحزاب المعارضة التركية. ولا يوجد أية مؤشرات تفيد أنهم قد توصلوا إلى اختيار اسم المرشح المشترك.

وفي هذا الصدد، يحرص زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو (75 عامًا) على أن يكون المرشح المشترك للطاولة السداسية، حيث لن تتاح له الفرصة لاحقًا ليكون مرشحًا إذا لم يترشح هذه المرة، ولا سيما أنه يعيش الأيام الأخيرة في حياته السياسية.

وتصغي الفرق داخل حزب الشعب الجمهوري لمسألة ترشيح كليجدار أوغلو. لأنه إذا لم يصبح مرشحًا فلن تكون لأحد فرصة لاستعادة الحزب الذي تم الاستيلاء عليه خلال حادثة انقلاب ومؤامرة “الكاسيت” ولهذا السبب الجميع داخل حزب الشعب الجمهوري سواء من يحب ومن يكره كليجدار أوغلو، يدعمون مسألة ترشحه.

ورغم كل ذلك، هناك مخاوف رئيسية تنتابهم في حال عدم الفوز في الانتخابات الرئاسية. إنهم قلقون من مسألة عدم تمكنهم من الفوز بالانتخابات لدرجة أنهم يبحثون عن أسماء بديلة باستمرار.

من ناحية أخرى، لا نعرف حتى الآن من سيكون المرشح الرئاسي للطاولة السداسية. لكن خلال هذه الفترة تمكنا من التعرف على اسم مثير للتساؤل والاهتمام.

في الحقيقة، هو شخص نعرفه منذ سنوات واعتقدت أنني أعرفه جيدًا طوال مسيرتي المهنية كصحفي. وذهبت حتى إلى منزله. وطرحت أسئلة عليه في المؤتمرات الصحفية. ولولا مناقشات الطاولة السداسية لأحزاب المعارضة لما تعرفنا على ذلك الشخص الذي اعتقدنا في يوم من الأيام أننا نعرفه جيدًا. يمتلك جميع الألوان والأسلاك والأيديولوجيات وينتمي إلى جميع المناطق.

عرفته تركيا عندما شغل منصب وزيرا الداخلية في فترة انقلاب 28 فبراير/شباط 1997. وتعرض للتهديد من قبل القادة المتسلطين خلال فترة انقلاب 28 فبراير/شباط. ولكن علمنا لاحقًا أنه كان يتظاهر بأنه من أحد مناهضي انقلاب 28 فبراير/شباط، وكان يُنفذ بسرية تامة قرارات الانقلابيين.

وعندما كان في طريقه إلى ولاية أفيون قره حصار من أجل حضور المخيم التأسيسي لحزب العدالة والتنمية، عاد أدراجه في منتصف الطريق بعد تلقيه مكالمة هاتفية. وبعد أخذه الراحة لفترة من الوقت، ظهر مجددًا في صفوف حزب الحركة القومية.

وقبل حدوث انقلاب 15 يوليو/تموز الفاشل، حاول السيطرة على الحزب لأنه لم تعجبه المثالية والقومية التي يمتلكها حزب الحركة القومية. بعد انقلاب 15 يوليو/تموز الفاشل، أسس حزبه الخاص وأزيح الستار بعدها واتضح أن ما نعرفه عن هذا الشخص المذكور لا يبلغ واحد بالمائة من معرفتنا به.

الشخص الذي تحدثت عنه أعلاه هي “ميرال أكشنار” رئيسة حزب الجيد المعارض.

ما الذي اكتشفناه وعرفناه عن ميرال أكشنار خلال هذه الفترة؟

كانت ميرال أكشنار ابنة أحد مؤيدي حزب الشعب الجمهوري. كان والدها من الباشاوات (من مؤيدي الرئيس عصمت إينونو ) وبعد فترة إعدام مندرس أصبح قوميًا (من مؤيدي ألب أرسلان تركش)

كان عمها من أعضاء حزب الديمقراطية وزوجته من أعضاء حزب الشعب الجمهوري، كما كان مؤرخًا لكنه كان من المعادين للسلطان عبد الحميد الثاني وسليم الأول. دخل مهنته عن طريق تأليف لكتاب عمر وخرج منها من كتاب عفت عنان.

هاجر جدها من ديار بكر إلى سالونيك، لكننا لا نعرف كيف جاء من سالونيك. عندما أسست حزبها ، ذهبت آنيت كابير (ضريح مصطفى كمال أتاتورك) إ لتجديد إيمانها وغطت رأسها بحجاب وذهبت للصلاة عند مقام حاجي بايرام ولي.

تقول لحراسها الشخصيين لا تتبعوني، وتقول لسائقها اذهب بنا إلى مدينة أسكي شهير.

يسألها السائق: إلى أي مكان في اسكي شهير

إلى مزرعة بيلفانيس حيث تتبعها أنصار منظمة إرغينكون جوًا.

– هل هذا وكر الطريقة (الطائفة) يا سيد؟

– اصمتي وخذي هذا الحجاب وانتظري

لن أتدخل في أعمال طاولة الستة ولكن فكروا بضمير وتخيلوا تلك المناقشات التي دارت واستمرت لمدة خمس سنوات كأنها شريط فيديو أمامكم.

هل بإمكانهم العثور على مرشح توافقي أفضل من شخص يمتلك كل هذه السمات التي سأذكرها أدناه؟

كمالية، باشاواتية (من مؤيدي الرئيس عصمت إينونو ) قومية (من مؤيدي ألب راسلان توركش) مثالية، يسارية، من ولاية ريزه وديار بكر، من مدينة سالونيك، من المحافظين، مناهضة للعثمانيين، ترتدي الحجاب، مكشوفة الرأس. عد تلك السمات المتناقضة لا ينتهي.

إذا اجتمع كافة السياسيين معًا فلن يتمكنوا من إيجاد ملف تعريفي لها.

إني أترك الحكم لكم.

حسين ليكوغلو بواسطة / حسين ليكوغلو

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.