تفجير إسطنبول.. القبض على أداة واشنطن متلبسة بالجريمة

هز تفجير إرهابي مساء الأحد، شارع الاستقلال الشهير بمنطقة تقسيم في مدينة إسطنبول، ليسفر عن مقتل ستة أتراك وإصابة عشرات آخرين. وبعد ساعات من العملية الإرهابية، أعلن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، عن إلقاء القبض على المرأة التي زرعت القنبلة في الشارع المزدحم بالمواطنين والسياح.

قوات الأمن والاستخبارات التركية قامت إثر التفجير بمشاهدة تسجيلات 1200 كاميرا مراقبة، واعتقلت عشرات المشتبهين حتى وصلت إلى منفذة العملية الإرهابية، أحلام البشير، وألقت القبض عليها قبل أن تهرب إلى اليونان. وصرح صويلو بأن قوات الأمن اعتقلت أيضا شخصا آخر تم تكليفه من قبل المنظمة الإرهابية بتصفية البشير بعد التفجير.

ليس من المستبعد أن يكون حزب العمال الكردستاني قد اختار البشير لأصولها العربية ليتم توجيه أصابع الاتهام بعد العملية إلى تنظيمات أخرى، كالقاعدة وداعش، نظرا لملامحها والملابس التي ارتدتها أثناء تنفيذها للعملية، من أجل خلط الأوراق وتضليل الرأي العام وإخفاء مسؤولية المنظمة الإرهابية، وتحريض الشارع التركي ضد اللاجئين السوريين

منفذة العملية الإرهابية اعترفت بأنها تنتمي إلى وحدات حماية الشعب الكردي، الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، وتلقت تدريبات في معسكراتها بشمالي سوريا، ودخلت الأراضي التركية من منطقة عفرين بشكل غير قانوني. وأظهرت التحقيقات أن التعليمات وصلت إلى الخلية المكلفة بالتخطيط للعملية الإرهابية وتنفيذها، من منطقة عين العرب التي ما زالت وحدات حماية الشعب الكردي تسيطر عليها، كما اعترف آخرون من أعضاء الخلية المعتقلين بانتمائهم إلى ذات المنظمة الإرهابية.

المعلومات التي تم الكشف عنها حتى الآن تشير إلى أن المنظمة الإرهابية خططت لتهريب أحلام البشير إلى أوروبا عبر اليونان، أو تصفيتها لإسكاتها إن فشلت خطة التهريب. وليس من المستبعد أن يكون حزب العمال الكردستاني قد اختار البشير لأصولها العربية ليتم توجيه أصابع الاتهام بعد العملية إلى تنظيمات أخرى، كالقاعدة وداعش، نظرا لملامحها والملابس التي ارتدتها أثناء تنفيذها للعملية، من أجل خلط الأوراق وتضليل الرأي العام وإخفاء مسؤولية المنظمة الإرهابية، وتحريض الشارع التركي ضد اللاجئين السوريين، إلا أن سرعة تحرك قوات الأمن والاستخبارات بعد التفجير أفشلت كافة تلك الخطط.

يعتبر اعتقال أعضاء الخلية الإرهابية والكشف عن مسؤولية حزب العمال الكردستاني عن التفجير الإرهابي بكل تفاصيلها؛ إلقاء قبض على أداة أخرى للولايات المتحدة متلبسة بالجريمة، بعد إفشال محاولة الانقلاب العسكري في 15 تموز/ يوليو 2016 والقبض على تنظيم غولن المدعوم أمريكيا متلبسا بالجرم المشهود

حزب العمال الكردستاني حليف الولايات المتحدة وإحدى أدواتها في المنطقة. وتدعم واشنطن المنظمة الإرهابية بالمال والسلاح، بدعوى محاربة تنظيم داعش، ويقوم ضباط أمريكان بتدريب عناصر وحدات حماية الشعب الكردي في معسكراتها، كما تجري القوات الأمريكية والمنظمة الإرهابية مناورات مشتركة في شمالي سوريا. وبالتالي، يعتبر اعتقال أعضاء الخلية الإرهابية والكشف عن مسؤولية حزب العمال الكردستاني عن التفجير الإرهابي بكل تفاصيلها؛ إلقاء قبض على أداة أخرى للولايات المتحدة متلبسة بالجريمة، بعد إفشال محاولة الانقلاب العسكري في 15 تموز/ يوليو 2016 والقبض على تنظيم غولن المدعوم أمريكيا متلبسا بالجرم المشهود.

المنظمة الإرهابية نفت مسؤوليتها عن التفجير الذي وقع في شارع الاستقلال، وادَّعت بأنها لا تستهدف المدنيين، ولكن هذا النفي لا معنى له، لأن سجل حزب العمال الكردستاني مليء بتفجيرات مشابهة وعشرات العمليات الإرهابية التي قتل فيها عدد كبير من المدنيين، مثل التفجير الإرهابي الذي استهدف موقف الحافلات في منطقة غوفين بارك بالعاصمة أنقرة في 13 مارس / آذار 2016، وراح ضحيته 36 مدنيا، وتبناه تنظيم “صقور حرية كردستان” التابع لحزب العمال الكردستاني. كما أن القيادي في المنظمة الإرهابية، دوران كالكان، قد توعد في مقطع مسجل باستهداف المدن التركية الكبرى في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، بمناسبة ذكرى تأسيس حزب العمال الكردستاني.

من المتوقع أن يسعى حزب العمال الكردستاني وتنظيم غولن والمواقع الإخبارية التي تموِّلها الولايات المتحدة والدول الأوروبية، إلى إثارة الشكوك حول نجاح قوات الأمن والاستخبارات التركية التي كشفت عن ملابسات الجريمة في مدة قياسية

البيان الذي نفى فيه حزب العمال الكردستاني مسؤوليته عن تفجير إسطنبول الأخير، يهدف بالدرجة الأولى إلى إنقاذ داعميه الغربيين من الوقوع في إحراج، وإثارة علامات استفهام حول التصريحات الرسمية. وهو بالضبط ما فعله تنظيم غولن بعد التأكد من فشل محاولة الانقلاب التي قام بها، حين بدأ يدَّعي بأنها “مسرحية” لعبتها الحكومة التركية، على الرغم من أن كافة رجال التنظيم كانوا يبشِّرون قبل المحاولة الفاشلة بقرب انقلاب عسكري، وكانوا يصفقون للانقلابيين في تلك الليلة ويدعون حتى الفجر لنجاح المحاولة. ومن المتوقع أن يسعى حزب العمال الكردستاني وتنظيم غولن والمواقع الإخبارية التي تموِّلها الولايات المتحدة والدول الأوروبية، إلى إثارة الشكوك حول نجاح قوات الأمن والاستخبارات التركية التي كشفت عن ملابسات الجريمة في مدة قياسية.

رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان، في مؤتمر صحفي عقده الأربعاء، بجزيرة بالي الإندونيسية عقب قمة العشرين، اتهم الولايات المتحدة، دون تسميتها، بالمشاركة في تفجير إسطنبول، حيث قال: “الجهات التي تدعم المنظمة الإرهابية بحجة محاربة داعش هي أيضا شريكة في كل قطرة دم أريقت”، إلا أن وزير داخليته كان أكثر وضوحا حين رفض التعزية التي تقدمت بها السفارة الأمريكية في ضحايا التفجير، وانتقد دعم واشنطن للمنظمة الإرهابية، ووصف تعزية الولايات المتحدة بـ”عودة المجرم إلى مسرح الجريمة”، مضيفا أن تركيا تلقت الرسالة التي وجهت إليها عبر تفجير إسطنبول، وسترد عليها بقوة. ومن المتوقع أن يكون ذلك الرد عملية عسكرية جديدة يطلقها الجيش التركي قريبا لهدم أوكار حزب العمال الكردستاني على رؤوس قادته وعناصره، وتطهير شمالي سوريا من الإرهابيين.

تفجير إسطنبول.. القبض على أداة واشنطن متلبسة بالجريمة بواسطة / إسماعيل ياشا

جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “تركيا الآن”
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.