رمضان في إسطنبول.. لذة العبادة ومتعة السياحة

رغم اجتماع المسلمين على قبلة واحدة للصلاة في مساجد إسطنبول، فإن المدينة تتميز خلال رمضان بتعدد وتنوع ثقافات المقيمين فيها والقادمين إليها، إضافة أيضا إلى المطاعم والأسواق من جنسيات مختلفة.

فمع قدوم رمضان، تصبح إسطنبول وجهة كثير من السياح من داخل تركيا وخارجها، للاستمتاع بأجواء الشهر الفضيل، وزيارة معالمها، وحضور الفعاليات المتنوعة التي تجرى فيها.

وإضافة إلى أجوائها الروحانية، لا سيما بمساجدها التاريخية وصلوات الجماعة والتراويح، فإن المدينة تضم كل ما يجعل الصيام أيسر وأكثر متعة، كانتشار المطاعم التي تلبي أذواق الأجانب، والفعاليات الثقافية وأماكن التنزه.

ومما يميز رمضان في إسطنبول هذا العام، تزامنه مع بدء فصل الربيع واعتدال الطقس، ما يعين على الصيام والصلاة والقيام، كما يتيح سهولة التنقل، والقدرة على الخروج للتنزه والتسوق.

وخلال العام 2022، استقبلت إسطنبول 16 مليونا و18 ألفا و726 سائحا أجنبيا، وذلك مع بدء تعافي البلاد من جائحة كورونا، وفقا لتقرير إحصاءات السياحة التركية.

** أجواء رمضان
منذ اللحظة التي ينزل فيها مطار إسطنبول الدولي، يعيش الزائر أجواء رمضان، إذ تقيم إدارة المطار فعاليات مختلفة بمناسبة الشهر الفضيل، بينها تقديم مشروبات رمضانية عند بوابات الدخول والخروج.

وإضافة إلى الزينة المعلقة احتفالا برمضان، يقدم مطار إسطنبول عروضا تمثيلية لشخصيات من الحكايات التركية التقليدية، إضافة إلى عزف فرق للموسيقى التركية التراثية.

أما فنادق المدينة، فقد استعدت لاستقبال السياح من قبل دخول الشهر الفضيل، ووضعت برامج رمضانية متكاملة لزوارها من الصائمين، بين فعاليات داخلية وأخرى خارجية.

مساجد المدينة استعدت لرمضان قبل دخوله بأسابيع، فأجرت عمليات تنظيف وتعقيم واسعة، كما غسلت الأرضيات والحوائط والسجاد بماء الورد، إضافة إلى رفعها على المآذن أضواء “المحيا” التي تحمل عبارات إسلامية مضيئة.

وتضم إسطنبول مساجد تاريخية عديدة، حتى أن زائرها يندهش من كم المآذن التي يراها أثناء هبوط طائرته في مطارها، ومن أبرزها “آيا صوفيا”، “أيوب سلطان”، “السلطان أحمد”، “السليمانية”.

** مطاعم وأسواق

وتنتشر في إسطنبول المطاعم التي تلائم كل الجنسيات والأذواق، وتشهد في رمضان إقبالا كبيرا، وعادة ما يحجز رواد تلك المطاعم قبل الذهاب إليها نظرا للإقبال الكبير.

ومن أبرز المطاعم في إسطنبول، اليمنية واللبنانية والسورية والعراقية والمغربية والليبية والأردنية والفلسطينية والمصرية، التي تجمع شمل الجاليات في ساعة الإفطار.

وتنتشر كذلك في إسطنبول الخيم الرمضانية، وموائد الإفطارات الجماعية التي تقدمها البلديات والجمعيات الخيرية، وإقامة تلك الخيم والإفطارات هي من الأمور تتمسك بها كل المدن التركية خلال رمضان.

ومن الأمور التي سيصادفها السائح والزائر بكثرة في إسطنبول، عربات الشوربة التي توزعها على المتأخرين عن موعد الإفطار، تعينهم على الجوع حتى وصولهم إلى منازلهم.

وتشهد إسطنبول خلال رمضان، حركة كثيفة للمتسوقين في الأسواق التاريخية، وأهمها “سوق مصر”، و”السوق المسقوف”، والأسواق الممتدة من منطقة بيازيد مرورا بمنطقة السلطان أحمد وصولا إلى منطقة أمينونو.

واستقبلت تركيا خلال 2022، 51.4 مليون سائح، فيما بلغت عائداتها السياحية 46.3 مليار دولار، وفق تصريحات سابقة لوزير الخزانة والمالية التركي نور الدين نباتي.

** برامج ليلية
وبعد الإفطار وصلاة التراويح، جرت العادة في إسطنبول أن تشهد ساحات المساجد الكبيرة دروسا وعظات دينية، إضافة إلى إقامة حفلات لمنشدين دينين معروفين في المساء يحضرها الآلاف.

وتقيم البلديات الفرعية في المدينة فعاليات دينية وثقافية وتربوية، بينها فعاليات للأطفال، يقبل عليها كثير من الناس، إضافة إلى إقامة عروض مسرحية في مناطق متفرقة من المدينة.

كما تفتح المتاحف المتنوعة بالمدينة أبوابها أمام الزوار مجانا خلال رمضان، حيث يتسنى للزائر رؤية التحف السلطانية، والتعرف على تاريخ تركيا وتاريخ المنطقة بشكل عام.

أما المقاهي والشواطئ والمتنزهات في إسطنبول، فتصبح وجهة العائلات والأصدقاء حتى وقت السحور، فسواحل مثل “بيشكتاش” و”فلوريا” وجهات مفضلة للسياح.

ومما يجذب الأنظار في رمضان إسطنبول، الانتشار الكبير للمسحراتية بألبستهم التقليدية وصوت الطبول المميز، حيث تحافظ تركيا على هذا الموروث العثماني رغم التطور التكنولوجي ومرور مئات السنين.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.