منوعات

عادات وتقاليد الزواج في تركيا

يُقال إن العائلة هي لبنة المجتمع الأساسية وجوهره، ويتحقّق الحفاظ على هذا الجوهر بالزواج. من المعروف أن الهيكل الاقتصادي والثقافي للمجتمعات، ونظام المعيشة والسكن، والعلاقات الاجتماعية، والعادات والتقاليد لها أهمية كبيرة في تحديد أشكال الزواج وأنواعه في كل مجتمع، فكل مجتمع يختار الطريقة التي تناسب ثقافته وعاداته في الزواج مما يؤدّي إلى تنوّع واختلاف أشكال الزواج، وعلى الرغم من ذلك هناك حالات فردية في المجتمع لا تتماشى مع هذه الطرق.

إن التمدّن والصناعة يلعبان دورا مهما في تغيير نمط المجتمع أحيانا وخصوصا في المدن الكبيرة التي يقل تمسّكها بالعادات والتقاليد مما يؤدّي إلى وجود اختلافات كبيرة في أنواع وأشكال الزواج بينها وبين المدن التي ما زالت متمسّكة بالعادات والتقاليد .

ينص القانون المدني التركي بأنّه لا يجوز زواج الفتيات الصغيرات ذوي أعمار 16 سنة فما دون. فحسب القانون المدني التركي الجديد مادة رقم 11 فإنّ السن القانوني لزواج الفتيات هو 18 سنة، بحسب تركيا بوست.

ومع تنوع الأعراق والأجناس في تركيا، تتنوع العادات والتقاليد المرتبطة بالزواج في تركيا بإختلاف الثقافات والمناطق، ويؤثر في هذا بكل تأكيد العادات المحلية والمعتقدات والقيمة المعطاة لكلا الجنسين في كل منطقة، ويمكن تصنيف الزواج بالشكل الآتي:

الزواج التقليدي

هذا النوع من الزواج يكثر في المناطق التي تسود فيها وبشكل كبير العادات والتقاليد المتشابهة. ويتم هذا النوع من الزواج باختيار الفتاة المناسبة بموافقة أم العريس وأبوه بالإضافة إلى بعض الأقارب، ولا تكفي موافقة العريس على الفتاة بل يجب على جميع أفراد العائلة أن يوافقوا عليها.

حيث تبدأ مراسم هذا الزواج بزيارة أهل العريس وأقرباؤه بما هو مسمى بزيارة وفد “الخطَّابة” إلى بيت عائلة الفتاة. ويتكون هذا الوفد من أم العريس وأخواته وبعض الأقرباء والجيران من النساء.

نقود ” الرأس” لعائلة الفتاة
المهر هو ما يُطلق في كثير من مناطق الأناضول على المال المدفوع لعائلة الفتاة قبل الزواج. ويتضمّن المهر بالإضافة إلى النقود: الذهب، والمنزل، وحديقة أو قطعة أرض أو أحد الحيوانات ذات القيمة العالية (مثل الحصان، أو الخروف أو عجل …إلخ). في منطقة شرق الأناضول تتعدّد المسمّيات لكن المعنى واحد وهو المهر، فمنهم من يطلق عليه “البدل”، وآخر “العبء” وآخرون “الحق الأساسي”. وعند الاتفاق على مقدار المهر ونوعه فإن هذا يقال له “قطع المهر“.

الزواج المدبر من الصغر
يتم هذا النوع من الزواج بخطبة الفتاة والشاب منذ الصغر، وهذا النوع منتشر بين الأقارب أو الأصدقاء المقربين أو الجيران. فيتم هذا الزواج بربط الفتاة والشاب منذ الصغر بخطبة بدون علمهما أو موافقتهما، فإن من يقرر هذا الزواج هم الأهل.

لكن بسبب هذا النوع من الزواج قد تحدث بعض المشاكل بين العائلتين لرفض الفتاة للشاب أو العكس لعدم الإعجاب أو عدم التكافؤ بينهما، مما يؤدّي إلى جرح كرامة الطرف الآخر بسبب هذا الرفض.

الزواج المتبادل (زواج البدل)
هو أحد أنواع الزواج المنتشرة في جنوب شرق وشرق الأناضول. لتخفيف عبئ المهر على من لا يملك قيمته فقد وُجِدَت عادة بتزويج الشاب للفتاة بشرط أن يزوج أخته لأخ العروس بالمقابل والعكس مطبق أيضا إن كانت العائلة التي عندها القدرة على دفع المهر تريد تزويج ابنها فتتفق مع العائلة الأخرى بأن يزوجوا ابنتهم له وأن يزوجوا ابنهم لابنتهم كعملية تبادل، وبهذا الشكل لا يجب على الشاب أن يدفع المهر. إن هذا الزواج المسمى بزواج البدل تعارف عليه الناس بأسماء كثيرة فمنها “تبادل الفتيات” ومنها “طريقة التبادل”، وفيه ظلم كبير لكلا الطرفين في حال حدوث مشكلة لدى إحدى العائلات فإنه ينعكس على العائلة الأخرى.

زواج الأخ بأرملة أخيه
هذا الزواج هو أحد أنواع الزواج التقليدي، فإن الهدف منه الحفاظ على شرف العائلة وعدم زواج الأرملة بشخص آخر من عائلة أخرى. فإن أرملة الأخ الفقيد تتزوّج أخوه البكر أو تكون كزوجة ثانية لأخ متزوج. فإن لم يكن للفقيد أخ فإنها تُزَوَّج لابن عمه أو عمته أو أي أحد متوفر من الأقارب. ومن أحد أسباب هذا الزواج هو الإرث، فلأجل ألا تكون هناك أية مشاكل للورثة فيما بعد ولأجل ألا يتم تقسيم الإرث مع عائلة غريبة يتم هذا الزواج. ومن الضروري أن يكون الزوج الجديد من أقرباء الزوج المتوفّي والسبب في هذا هو مصلحة الأطفال.

الزواج بأجنبية
هذا الزواج هو زواج بفتاة أو شاب من بلد أجنبي. وهو من أكثر أنواع الزيجات التي تحصل فيها مشاكل وفيه عيوب كثيرة منها انتماء الأولاد لبلد كِلا الأبوين وعدم توافقهما على طريقة تربية الأولاد لاختلاف العادات والتقاليد وقد يكون الدين كذلك. والمشكلة الأخرى قد تكون هذه الفتاة الأجنبية زوجة ثانية، حيث يقوم بعض رجال الأعمال بهذا الزواج بدلا من إحضار زوجاتهم إلى لبلد الذي يعمل به.
زواج من اختيار كبار العائلة
يتم هذا الزواج بقيام عائلة الشاب/الفتاة من الأب والأم والجدة والجد باختيار فتاة مناسبة لابنهم أو العكس، ويتم اختيار الفتاة/الشاب عادة من أقارب العائلة أو الجيران والمعارف. ينتشر هذا النوع من الزواج بين العائلات التي تتساوى في المستوى الثقافي والاقتصادي. ويقوم كبار العائلة باتخاذ قرار تزويج الفتاة أو الشاب من عائلتهم لكن طبعا بموافقة صاحبي الشأن. أما فيما يخص اختيار الفتاة أو الشاب فيجب أن يكونا على علم ومعرفة ببعضهما فقط.

هروب الشاب مع الفتاة المسمّاة بالخطيفة (زواج بدون حفلة زفاف)
يتم هذا الزواج عند معارضة وعدم موافقة عائلة الفتاة على الزوج المتقدّم، فإن الشاب يقوم بالهرب مع الفتاة من منزل أهلها لإجبارهم على الموافقة. حيث يكون عدم الموافقة عائدا إلى الفرق الاجتماعي والمالي بين عائلة الفتاة وعائلة الشاب. فإن طلبت عائلة الفتاة مهرا كبيرا لفتاتهم ولم يكن بمقدور الشاب أن يدفع هذا المهر فإن الشاب والفتاة يتفقان على الهرب. أو يقوم الشاب بخطف الفتاة والهرب معها بدون رضاها.

زواج الأقارب
أظهرت الدراسات في تركيا أن زواجا واحدا من كل ثلاثة زيجات هو زواج أقارب، وأن نسبة زواج الأقارب يصل إلى 80% أغلبهم أبناء عمومة في المجتمع. وهو الزواج المفضّل عند الكثيرين لأسباب عديدة منها الحفاظ على الإرث وعدم تقاسمه مع شخص غريب وللحفاظ على التفاهم والعلاقات بين العائلات.

تعدد الزوجات
ينتشر هذا الزواج في المناطق القروية التي لم يصلها التعليم بشكل جيّد على الرغم من انتشار التعليم وارتفاع مستواه في العديد من المناطق. إن السبب الرئيس لهذا الزواج هو عدم قدرة الزوجة الأولى على الإنجاب، فيقوم الزوج بالزواج بامرأة ثانية و/أو ثالثة. لكن مع الأسف إن حقوق هؤلاء النسوة وحرياتهن غير معترف بها من الناحية القانونية كون القانون لا يسمح بتعدّد الزوجات.

اختيار الزوج أو الزوجة عن طريق الإعلانات
إن انتشار التكنولوجيا ووسائل الإعلام مثل التلفاز والجرائد والمجلات وإمكانية الإعلان على الإنترنت ساهمت في إمكانيّة اختيار الزوج عن طريق الإعلانات. حيث يقوم صاحب الإعلان بكتابة مواصفاته كاملة ومواصفات الشخص الذي يريد أو تريد الارتباط به/بها. علما أنّه توجد هذه الطريقة في مواقع إسلامية تتعامل بطريقة الزواج عن طريق الإعلانات.

توجد بعض القنوات الفضائية التي تستغل هذا النوع من طلب الزواج لرفع مستويات مشاهدتها. إنّ هذه الطريقة في الزواج لا تتحدّد بعمر فالشباب والرجال ذوي الأعمار المتوسطة يتقدّمون بطلبٍ للزواج على القنوات الفضائية. وتمكِّن هذه الطريقة حماة الفتاة أن تلتقي بكنّتها المستقبلية في أحد البرامج التلفزيونية ويتم الاتفاق ليؤول الأمر إلى زواج حقيقي بعد تعارف بين الطرفين قد يستغرق لشهور.

زواج بعد التقاء وتعارف
هذا النوع من الزواج سائد في المدن الكبيرة ذات النظام التعليمي العالي. حيث يلتقي الطرفان أكثر من مرة ويتعرَّفان على بعضهما البعض إلى أن يؤدّي هذا إلى الزواج وإيجاد شريك الحياة. فإن الشباب والشابّات ذوي المستوى المالي الجيّد والتعليم العالي يفَضِّلون هذه الطريقة أكثر.

أحدث الأخبار

أردوغان يعد بإجراء محاسبة داخلية في حزب العدالة والتنمية بسبب نتائج الانتخابات

في تطور ملفت، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن تعهده بإجراء محاسبة داخلية دقيقة…

07/04/2024

“الفاو” تحذر من التدهور السريع لحالة الأمن الغذائي بغزة

حذرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، السبت، أن التدهور السريع لحالة الأمن الغذائي في…

07/04/2024

تعرف على أحوال الطقس خلال أيام العطلة

أفادت التقارير الجوية الصادرة عن المديرية العامة للأرصاد الجوية في تركيا بتوقعات بتغيرات جوية ملحوظة…

06/04/2024

أنقرة.. أردوغان يترأس اجتماع مجلس الأمن القومي التركي

عقد مجلس الأمن القومي التركي الخميس، اجتماعه الدوري برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان في العاصمة…

04/04/2024

ماذا كان يفعل ثلاثة جنود سابقين في الجيش البريطاني في غزة؟

أثار مقتل 3 مواطنين بريطانيين في القصف الإسرائيلي على سيارة تابعة للمنظمة الإنسانية "المطبخ المركزي…

04/04/2024

الخميس..أسعار صرف العملات الرئيسية مقابل الليرة التركية

جاءت أسعار صرف الدولار واليورو مقابل الليرة التركية في تعاملات الخميس بمدينة إسطنبول عند الساعة…

04/04/2024