“بيير لوتيه” تاج الخليج وعين اسطنبول على قممها السبع

يمكن من خلالها مشاهدة الكثير من المعالم السياحية والتاريخية لمدينة إسطنبول التركية التي يشقها مضيق البوسفور لشطرين آسيوي وأوروبي، كما أنها مكان مميز لخطبة العشاق وإتمام مراسم الزواج، .. إنها قمة أو تلة “بيير لوتيه”.
تلك التلة تتوج خليج القرن الذهبي، الذي يشق الجانب الأوروبي من مدينة إسطنبول مترامية الأطراف، لتكون مكانا مميزا يمكن منه مشاهدة شطر كبير من إسطنبول، والكثير من معالمها وعلى رأسها قممها السبع المعروفة.
تلك القمة الشهيرة التي تعد بمثابة عين إسطنبول على معالمها، تقع في منطقة أيوب حيث يوجد مسجد الصحابي أبو أيوب الأنصاري وضريحه، في نهايات خليج القرن الذهبي الذي يبلغ طوله 9 كم، ويمكن الصعود للقمة عبر التلفريك، أو مشيا، أو عبر الحافلات.

وتشرف التلة على الخليج في مشهد جميل، لتشكل التلال على ضفتي الخليج مشهدا جميلا مع أشعة الشمس، تتخللها المآذن والأماكن التاريخية، فيما لها في فصل الشتاء والثلوج من مشهد فريد آخر يمتع الناظرين ويجذبهم.

مسجد السلطان أحمد، وآيا صوفيا، والجوامع التاريخية الكبيرة مثل السليمانية والجامع الجديد، وبرج غلاطة الأثري، كلها تتخذ مكانها في هذا المشهد البانورامي، كما يمكن رؤية الخليج الذهبي، وجزر صغيرة فيه، تعيش فيها الطيور من البط والأوز.

وتشهد التلة إقبالا كبيرا من الأتراك والسائحين والزائرين الأجانب، لكونها تقع بجانب جامع السلطان أيوب، ولجمالية المشهد والتقاط الصور التذكارية، فضلا عن أنها مكان لخطبة العشاق، وإتمام مراسم الزفاف بين الشباب.

قمم إسطنبول السبع تقع داخل أسوار المدينة القديمة التي تراها التلة، وهي “ساراي بورنو التي يقع عليها قصر توب قابي”، و”تشامبرلي تاش”، و”السليمانية”، و”الفاتح”، و”ياوزز سليم”، و”إدرنة قابي”، و”وقوجا مصطفى باشا”.

وتعود تسمية التله بـ”بيير لوتيه”، إلى كاتب فرنسي عاش في إسطنبول لفترة بنهايات القرن التاسع عشر، أواخر حكم الدولة العثمانية، واسمه لويس ماري جوليان فيود، وكان يلقب بـ”بيير لوتيه” حيث عرف بتواجده المكثف بإحدى مقاهي التلة، ويقال إنه عشق المدينة، ودافع عنها.

واذا ما تجولت في التلة، ستشاهد إقبالا كبيرا من الزائرين لها، رغم برودة الطقس، فاصطفت الطوابير بانتظار اتخاذ مكانها في التلفريك للصعود إلى التلة، وتواجد من بينهم سياح عرب كثيرون.

مشعل عبد الله البخشي، سائح بحريني، قال إن “المنطقة جميلة جداً والمنظر رائع، والجو بارد، إلا أن الشمس تعطي شعورا جميلا”.

وأوضح أن ما لفت نظره هو “خليج القرن الذهبي، والتلة في ارتفاع تشرف على منطقة منخفضة أعطت منظرا جميلا”.

وردا على سؤال إن جاؤوا بمفردهم للمكان، قال “جئنا وحدنا، ولكن بنصيحة من أصدقائنا، وبالفعل المنطقة رائعة وجميلة، ووجدنا فيها ما ذكروه من جمال المنطقة، فالمنظر يفوق الخيال وبديع جدا”.

ونصح “كل سائح عربي وأجنبي بأن يأتي ويزور هذه المنطقة، فهي تعطي شعورا يفوق الخيال”.

كما أشار إلى أن “إسطنبول من جميع النواحي ممتازة، والشعب التركي متعاون، والمناطق السياحية فيها مواصفات تجعل السائح يشعر بحميمية المكان”، موضحا أن “هذه زيارته الأولى، وأنه سيكررها بالمستقبل”.

أما دعاء محمد حسن من البحرين، فقالت إن “المنطقة عجيبة، وتوقعت سابقا أن تكون جميلة، ولكن ليس بكل هذا القدر، فالجو والمناطق والطبيعة تحفة عمرانية”.

وعن إطلالة القمة أفادت للأناضول “لم أتوقع أن تكون الإطلالة هكذا، وهي أول مرة أزور تركيا، ووجدتها شيء خيالي”.

وتابعت “زرنا عدة أماكن، لم ننته بعد، وكل مكان جيد، وسنزور تركيا مجددا، ونقول للسائحين يجب أن تزورا هذا البلد، ففي فترة قصيرة شاهدنا الكثير”.

وشاطر المهدي إدريس السباعي من المغرب، ما ذهبت إليه حسن، بقوله إن “إسطنبول مدينة سياحية بامتياز، فيها معالم تاريخية تعود للحضارة العثمانية، ومميزة بأنها تقع على قارتين، آسيا وأوروبا”.

واعتبر أن “المنظر هنا (في التلة) بانورامي رائع جدا، وصلت إليها عبر التلفريك، وهي تجربة جميلة، .. واكتشفنا وحدنا المكان بالاجتهاد الشخصي، والبحث بالانترنت”.

ووصف تركيا بأن “الناس مضيافين وطيبين، ونحاول التواصل معهم، هناك مشكلة باللغة، ولكن نتواصل وهم متجاوبون، فضلا عن أن المدينة آمنة بأقصى الدرجات”، ، ناصحا “أي سائح عربي أو أجنبي بزيارة المدينة، وسيلاقي تجربة مميزة”.

وتنتشر على التلة عدة مقاهي ومطاعم، وسوق للمنتجات اليدوية الشعبية، والتي تعتبر عن ثقافة وتراث تركيا.

شانول يلدرم، مدير مقهى ومطاعم “تلة بييير لوتيه”،

قال إن “هذه التلة منطقة سياحية، ولدينا فيها 70 غرفة فندقية، ومجموعة من المقاهي، فضلا عن المطعم العثماني، وفي هذا المكان تعقد فعاليات الفرح والزفاف والاجتماعات”.

وعن أهمية التلة وموقعها، أضاف للأناضول بأنها “مركز جذب للسياحة والزائرين، وهناك مرافق كبيرة تقع على ضفتي الخليج، ومشهد محكم على مناطق كثيرة في المدينة، وتطل على قممها (قمم إسطنبول) السبع”.

ولفت إلى أن “هذا المكان تاريخي وقديم، وتواجد فيه كثيرا الكاتب الفرنسي، حيث جلس في المقهى وشرب الشاي والنرجيلة، وعشق سيدة عثمانية”.

وحول الحركة السياحية في المنطقة، بيّن أنه يزورهم “سائحون من مختلف جهات العالم، وفي السنوات الأخيرة كان نسبة الزائرين من الشرق الأوسط كبيرة، فضلا عن السائحين من أوروبا، كما أن الزائرين من العشاق يأتون إليها”.

وأردف أن “الإطلالة مهمة حيث تظهر الأماكن الأثرية من هنا، والمظهر الجميل، والخدمات المقدمة تلفت الانتباه”.

وروى يلدرم حكايا مثيرة يصادفها من الزائرين، منها حكاية عن زوجين أتراك، زارا المقهى قبل سنوات، حيث “عرض الشاب الزواج على الفتاة، وبعدها قبلت منه الزواج، حيث أجريا مراسم الخطبة في نفس المكان، انتهاء بالزواج أيضا، ولا زالا يأتيان إلينا حتى الآن، مع أولادهم الذين كبروا”.

وشدد على أن هذا أمر يسرهم ويسعدهم، ويعطيهم مزيدا من السعادة، “لتكون خاطرة متميزة أثناء العمل”، موضحا أنهم ينتظرون “الضيوف القادمين في هذا المكان، بهذا المشهد الجميل، وتقديم الخدمات للزائرين”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.