مسيرة في نيويورك لإحياء ذكرى دبلوماسيين أتراك قتلوا على يد الأرمن

نظَّم مواطنون أتراك وأبناء الجاليات التركية في الولايات المتحدة، السبت، مسيرة في مدينة نيويورك، لإحياء الذكرى السنوية الـ36 لاغتيال دبلوماسيين أتراك على يد منظمات أرمنية إرهابية.

ونظم عدد من المواطنين الأتراك، وأبناء جاليات تركية مختلفة، مسيرة بمناسبة فعاليات “مسيرة اليوم التركي”، التي تقام سنويًا لإحياء ذكر الدبلوماسيين الأتراك الذي استشهدوا على يد العصابات الإرهابية الأرمنية.

وأصبحت المسيرة تقليدًا سنويًا يهدف لتعزيز الثقافة بين أبناء الجاليات التركية، وبدأت سيراً على الأقدام من حي منهاتن وشارع ماديسون، وانتهت عند حديقة “داغ هامارسكيولد بارك” بالقرب من مقر الأمم المتحدة.

وشارك في المسيرة الممثل الدائم لتركيا لدى الأمم المتحدة فريدون سينيرلي أوغلو، والقنصل التركي في نيويورك أرتان يالجين، وممثل جمهورية شمال قبرص التركية في الأمم المتحدة محمد دانا، ورئيس اتحاد الجمعيات التركية الأميركية أتيلا باك.

كما شارك نائب رئيس بلدية منطقة بشيكطاش في إسطنبول، جتين قرشكيل، وقادة رأي وممثلين عن المجتمع التركي في أميركا، إلى جانب أعضاء جمعيات تركية، مثل جمعية القبارصة الأتراك، والمنظمات الشبابية لحزب الحركة القومية التركية (أولكو أوجاقلري).

إضافة إلى مشاركة جمعيات تمثل أتراك أذربيجان، والأهيسكا، والأوزبك، والقرم، وطلاب في مدارس أتاتورك في الولايات المتحدة، وعناصر من الشرطة الأميركية من أصول تركية، ومشجعي فريقي فنرباهشته وغلطة سراي التركيين.

وفي كلمة له، قال رئيس اتحاد الجمعيات التركية الأمريكية أتيلا باك، إن فعالية “مسيرة اليوم التركي، باتت تمثل مهرجانًا يشارك فيه أبناء الجاليات التركية في الولايات المتحدة”.

وشدد على أهمية تحقيق الوحدة والتضامن بين أبناء هذه الجاليات.

فيما قال القنصل التركي في نيويورك أرتان يالجين، إن “مسيرة اليوم التركي” تشكل فرصة لتسليط الضوء على الوجود التركي داخل المجتمع الأمريكي.

اقرأ أيضا

صفعة موجعة لإسرائيل: الاتحاد الأوروبي يعلق الدعم ويجمد…

وتابع قائلا “اليوم نشعر كمواطنين في الجمهورية التركية، بالفخر، نحن وأبناء جلدتنا من المجتمعات التركية الأخرى، الذين شاركونا هذه الفعالية”.

يشار إلى أن المنظمات الإرهابية الأرمنية المتطرفة، اغتالت، 31 دبلوماسيًا تركيًا، بين عامي 1973 و1986، انتقامًا لمزاعم بتعرض الأرمن في الأناضول لـ “إبادة” خلال الحرب العالمية الأولى.

وكان القوميون الأرمن في الأناضول، قد تعاونوا خلال الحرب العالمية الأولى مع القوات الروسية، بغية إنشاء دولة أرمنية مستقلة وحاربوا ضد الدولة العثمانية إبان الحرب العالمية الأولى.

وحاولت الحكومة العثمانية إقناع ممثلي الأرمن وقادة الرأي لديهم بالعدول عن مواقفهم والكف عن مهاجمة القوات العثمانية والقرى المسلمة في الأناضول، إلا أنها لم تنجح في ذلك.

ومع استمرار هجمات المتطرفين الأرمن، قررت الحكومة العثمانية في 24 نيسان/أبريل من عام 1915، إغلاق ما يعرف باللجان الثورية الأرمنية، واعتقال ونفي بعض الشخصيات الأرمنية البارزة، قبل أن تقرر في 27 أيار/مايو 1915، تهجير الأرمن القاطنين في مناطق الحرب، والمتواطئين مع جيش الاحتلال الروسي، ونقلهم إلى مناطق أخرى داخل أراضي الدولة العثمانية.

ورغم أن الحكومة العثمانية، خططت لتوفير الاحتياجات الانسانية للمهجّرين، إلا أن عددًا كبيرًا من الأرمن فقدوا حياتهم خلال الرحلة بسبب ظروف الحرب، والقتال الداخلي، والمجموعات المحلية الساعية للانتقام، وقطاع الطرق، والجوع، والأوبئة.

وتطالب أرمينيا ولوبياتها في أنحاء العالم بشكل عام، تركيا بالاعتراف بما جرى خلال عملية التهجير على أنه “إبادة عرقية” وبالتالي دفع تعويضات.

فيما تؤكد تركيا عدم إمكانية إطلاق صفة “الإبادة العرقية” على أحداث 1915، بل تصفها بـ”المأساة” لكلا الطرفين، وتدعو إلى تناول الملف بعيدًا عن الصراعات السياسية، وحل القضية عبر منظور “الذاكرة العادلة” الذي يعني باختصار التخلي عن النظرة أحادية الجانب إلى التاريخ، وتفهم كل طرف ما عاشه الطرف الآخر، والاحترام المتبادل لذاكرة الماضي لدى كل طرف.

الاناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.