هذا ما قدمته قطر لقطاع غزة المحاصر طول عقد من الزمن

على مدار السنوات الماضية، قدمت دولة قطر – وما تزال – دعما سياسياً وإنسانياً واقتصادياً لسكان قطاع غزة المحاصر برا وبحرا وجوا من قبل إسرائيل، منذ نحو عقد من الزمن.

ولعبت قطر دورا يصفه اقتصاديون بـ”اللافت” و”المميز” من خلال تنفيذها مشاريع متنوعة من أبرزها إعادة إعمار ما خلفته الحروب الإسرائيلية المتكررة، والبنية التحتية، وتطوير المراكز الصحية، وبناء وحدات سكنية، فضلا عن تبرعها المتكرر بمنح مالية لشراء وقود لتشغيل محطة الكهرباء الوحيدة في غزة.

وبرز دعم قطر اللافت، حين زار أميرها السابق حمد بن خليفة، قطاع غزة في أكتوبر/ تشرين أول 2012 (عقب الحرب الإسرائيلية الثانية) في زيارة تاريخية هي الأولى والوحيدة لزعيم عربي يصل غزة، معلنًا كسر حصارها وتقديم مساعدات مالية بملايين الدولارات وصفها إسماعيل هنية رئيس حكومة حماس السابقة ورئيس مكتبها الحالي بـ”أول الغيث قطر ثم ينهمرُ”.

وتبرعت قطر آنذاك بنحو 407 ملايين دولار، لإعادة إعمار غزة عبر تنفيذ مشاريع استراتيجية وحيوية.

كما تعهدت بمليار دولار لإعادة إعمار القطاع بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة صيف 2014، خلال مؤتمر المانحين بالقاهرة في أكتوبر/تشرين الأول 2014.

ويقول أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر في غزة، معين رجب، إن المشاريع القطرية ساهمت كثيرا في إنعاش قطاع غزة المحاصر، مؤكدا أن تلك المشاريع كان لها الأثر الكبير في دعم قطاعات كبيرة وتوفير دخل لآلاف العائلات.

ويضيف رجب “قطر لها دور مميز وشجاع في دعم قطاع غزة من خلال المشاريع العديدة التي أبرزها إعادة بناء المنازل المهدمة كليا وبناء وحدات سكنية لمتضرري الحروب الإسرائيلية المتكررة”.

وشهد قطاع غزة المحاصر ثلاث حروب شنتها إسرائيل بين العامين 2008 و2014 تسببت بمقتل المئات وتدمير آلاف الوحدات السكنية.

ويؤكد رجب أن قطر كان لها الدور البارز، والسبق في دعم غزة المحاصرة خاصة فيما يتعلق بالجوانب الإنسانية.

وتابع “قطر كانت سخية في توفير احتياجات قطاع غزة كما قدمت الوقود من أجل تشغيل محطة الكهرباء الوحيدة و التخفيف من أزمتها مرارا وتكرارا”.

ولفت إلى أن المشاريع التي قامت بها قطر في غزة واضحة ومتنوعة مستدركا بالقول “قطر تركت بصمتها الواضحة على الحياة في القطاع المحاصر، ووفرت فرص عمل للعديد من شركات المقاولات والأفراد”.

ومنذ أن فازت حماس بالانتخابات التشريعية في 2006، تفرض إسرائيل حصارًا بريا وبحريا على غزة، واستمر هذا الحصار رغم تشكيل حكومة توافق وطني فلسطينية أدت اليمين الدستورية في الثاني من يونيو/حزيران 2014.

ووفقا لتقارير أعدتها مؤسسات دولية، فإن 80٪ من سكان قطاع غزة باتوا يعتمدون، بسبب الفقر والبطالة، على المساعدات الدولية من أجل العيش.

ومن جانبه يرى رئيس تحرير الصحيفة “الاقتصادية” الأسبوعية الصادرة في قطاع غزة محمد أبو جياب، أن قطر قدمت كافة أشكال الدعم الإنساني والاقتصادي لقطاع غزة المحاصر.

وأضاف أبو جياب للأناضول، إن أهم المشاريع التي قامت قطر بتنفيذها هي مشاريع البنية التحتية والشبكات والطرق، وهي ذات علاقة بتلبية احتياجات القطاع لسنوات قادمة.

وتابع “لقطر دور إنساني كبير من خلال تمويل الكهرباء والمشاريع الإغاثية وتقديم الأموال للموظفين والفقراء والمحتاجين، فضلا عن الإسهامات الاقتصادية والتمويل الذي يعد الأفضل في تاريخ السلطة (الفلسطينية منذ نشأتها عام 1994)”.

وقال أبو جياب إن المشاريع القطرية ساهمت في تحقيق نمو اقتصادي متطور بشكل كبير في الصناعات الإنشائية.

وتابع “كما وساهمت في الناتج المحلي بشكل كبير في الحفاظ على المقومات الاقتصادية عن طريق التنمية المستدامة”.

وتنفذ المشاريع القطرية شركات محلية ومهندسون وعمال محليون تحت إشراف اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة التي تفتتح مكتبا دائما لها في غزة.

ويزور رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، السفير محمد العمادي، القطاع بين الفينة والأخرى، لتفقد عدة مشاريع في قطاعات الإسكان والبنية التحتية، قامت قطر بتمويلها.

ومن أبرز المشاريع القطرية، مدينة “حمد” السكنية، وتعبيد شارعي “الرشيد” و”صلاح الدين” (أطول شارعين بالقطاع) وتأهيلهما، وإنشاء مستشفى “الشيخ حمد” للتأهيل والأطراف الصناعية”.

وبحسب اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، تعمل أكثر من 65 شركة محلية في المشاريع ساهمت في تشغيل أكثر من 100 ألف كادر مهني وفني بشكل مباشر وغير مباشر، وأبرز هذه المشاريع والمساعدات:

– التبرع بالوقود لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة والتي يتسبب توقفها بمعاناة كبيرة لسكان القطاع، الذين يعانون منذ 10 سنوات، أزمة كهرباء حادة، تتفاقم بشكل مستمر.

– افتتاح مدراس “مدينة حمد بن خليفة آل ثاني” في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، في 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2016.

– دفع رواتب شهر (يوليو/تموز 2016) لموظفي حكومة غزة السابقة، بإيعاز من أمير دولة قطر، تميم بن حمد آل ثاني، بإجمالي مبلغ (31 مليون دولار أمريكي).

– في 15 أكتوبر/تشرين الأول 2016 أعلن الهلال الأحمر القطري عزمه تنفيذ مشاريع صحية في القطاع للمساهمة في بناء قدرات وزارة الصحة الفلسطينية، وأول هذه المشاريع، تجهيز مختبرات طبية متخصصة في مؤسسات التعليم الطبي بالقطاع، تعنى بالتمريض وأبحاث السرطان والسموم وصيانة الأجهزة الطبية، إلى جانب بناء قدرات الكوادر الطبية للتعامل مع الأزمات والكوارث المتكررة في قطاع غزة مثل الحروب.

– تنفيذ مشاريع إسكان وأبنية من بينها مدينة “سمو الأمير حمد”، ومدينة “الأمل”، كذلك إعمار ألف وحدة سكنية.

– تأهيل مبانٍ ومختبرات زراعية، وتنمية مناطق زراعية حدودية، ومشاريع رياضية كثيرة منها إنشاء ملعب فلسطين الدولي الذي تعرض لتدمير بشكل شبه كامل في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012، خلال حرب إسرائيل الثانية على قطاع غزة.

الاناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.