منذ 800 عام.. قراءة سورة “يس” في صلوات فجر جامع تركي

منذ 800 عاما يحرص المصلون على قراءة سورة “يس” في صلاة الفجر من كل يوم في جامع “الإمارة” بولاية “قر شهير” وسط تركيا، التزاما بوصية “الشيخ سليمان تركماني” تلميذ المتصوف جلال الدين الرومي (مولانا).

ومنذ 5 أعوام يتولى هذه المهمة المستمرة في المسجد الذي بناه الشيخ تركماني ومن ثم وهبه للمسلمين، منذ مئات السنين، الإمامان “أوغوزهان قايا” و”عمر أولغون”.

ويوصي كل إمام يتم تعيينه للعمل في مكان آخر مَن سيحل محله بالمواظبة على هذا التقليد، الأمر الذي يؤدي إلى استمراره منذ مئات السنين.

من جهة ثانية يظهر المصلون القادمون لأداء صلاة الفجر في هذا الجامع، اهتماما كبيرا بقراءة سورة “يس” فيه.

وقال إمام وخطيب الجامع أوغوزهان قايا، في حديث لمراسل الأناضول، إن العالم الإسلامي سليمان تركماني ولد في خرسان عام 1214 وجاء إلى ولاية قونيا وسط تركيا عام 1224 عندما كان عمره 10 سنين فقط.

وأوضح أن “سلطان ولد” وهو ابن جلال الدين الرومي، أرسل الشيخ تركماني فيما بعد إلى ولاية “قر شهير” من أجل نشر طريقة المولوية هناك.

وأضاف قايا أن “تركماني” ركز بشكل كبير على خدمة الأوقاف وطلب في وصية كتبها بقراءة سورة يس في صلاة الفجر من كل يوم، في مبنى الوقف الذي تم تحويله فيما بعد إلى جامع.

وأشار قايا، أنه تم تعيينه إمامًا للجامع قبل 5 سنوات، وأن أول ما ذكره به سلفه هو المواظبة على قراءة سورة يس في صلاة فجر كل يوم.

ولفت إلى أنه يواصل القيام بهذه المهمة مع زميله الآخر عمر أولغون، مؤكدا على أنه علم بتوارث هذا التقليد منذ مئات السنين قبل أن يتولى مهام عمله.

وأوضح أن ضريح الشيخ سليمان تركماني يتواجد بجانب الجامع الذي يشتمل أيضا داخله على وقف “الإمارة” الذي أنشأه الشيخ.

وأكد على أن قراءة سورة يس متوارثة في الجامع منذ 800 عام وأنهم سينقلون هذا التقليد إلى الأئمة الذين سيحلون مكانهم.

من جانبه قال الإمام عمر أولغون إن توظيفهم في الجامع المذكور يحمّلهم مسؤولية كبيرة.

وأضاف أنهم يشعرون بسعادة إزاء تنفيذ وصية العالم سليمان تركماني.

من جانبه، قال المواطن محمود دورماز أحد المداومين على صلاة الفجر، إنه يسعى لمتابعة قراءة سورة يس منذ أن سمع بالوصية المذكورة.

وأضاف “يشهد الجامع ازدحاما كبيرا في شهر رمضان.. وفي صلاة الفجر أيضا.. يقرأ الإمام سورة يس ودعاء ختم القرآن في الجامع.. نحن سعداء جدا بالعيش في هذا الجو الروحاني”.
الاناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.