قطر تشكل تحالفا بديلا يخرجها من عزلتها

تلوح في الأفق نقطة تحول واضحة في مسار الأزمة القطرية المستمرة منذ 5 حزيران/ يونيو الجاري، والتي شهدت حملة ضغوط غير مسبوقة من قبل السعودية وحلفائها على قطر.
وقام وزير الخارجية التركي، مولود تشاويش أوغلو، بزيارة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك بعد تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي انتقد فيها العزلة المفروضة على دولة قطر واصفاً إياها بـ”الضحية”.

وذكرت الصحيفة اليومية الروسية “كومرسانت” أن الدولتين صاحبتا النبرة الأعلى في الهجوم على قطر، وهما السعودية ومصر مارستا بعض الضغوط على الإمارات لزجها في هذا الحلف المعادي لقطر.

وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد حوالي أسبوع ونصف على الأزمة الدبلوماسية في الخليج التي وضعت قطر في العزلة وجعلت من حلفاء الأمس على طرفي النقيض والتمترس السياسي، استطاعت قطر الاستفادة من الدعم الذي قدمته لها دولتان إقليميتان هما إيران وتركيا.

وبعد زيارة وزير الخارجية التركي إلى قطر، ولقاءه بالأمير تميم بن حمد آل ثاني، نقلت الصحافة فوراً نبأ طيران الوزير التركي إلى الرياض.

وعشية الزيارة المذكورة دافع الرئيس أردوغان أمام أعضاء “حزب العدالة والتنمية” عن قطر، وحذر المبادرين إلى حصار قطر بـ”العواقب الوخيمة” وقال إن حصارها يعتبر خطأ فادحا ويتعارض مع المبادئ الإسلامية.

ورغم العلاقات المتوترة مؤخراً بين تركيا وإيران إلا أن هذا الأمر لم يمنع من انضمام تركيا إلى إيران في هذا الموقف علماً أن الأخيرة تحتفظ نسبياً بعلاقات تحالف مع دولة قطر.

ولم يتوقف دعم أردوغان لقطر عند التصريحات، وإنما قام بتوقيع قرار يسمح بنشر قوات تركية في الإمارة المعزولة.

وتعتبر تركيا دولة ذات مصلحة كبيرة في إصلاح الوضع حول دولة قطر لأن الأمر يمكن أن ينعكس عليها خصوصاً فيما يتعلق بخلق بؤر جديدة للتوتر، ما سيقلص من النفوذ التركي في الشرق الأوسط.

كما تزامن البيان التركي الذي هدف إلى استعادة زمام المبادرة من التحالف ضد قطر، مع تصريح رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي اعتبر أن العقوبات على قطر تستهدف الشعب القطري وليس الحكومة والقيادة القطرية.

وفي الظاهر أن بغداد تحاول إظهار موقف حيادي قدر الإمكان من المسألة القطرية، إلا أن السلطات العراقية تحولت في نهاية المطاف إلى تبني الموقف التركي، علماً أن كلا من الكويت، وسلطنة عمان، والمغرب، والأردن جميعهم يرفضون اتخاذ الموقف السعودي ضد الإمارة الصغيرة.

“كما أن الدوحة يمكنها الاعتماد على أوروبا في عدد من المجالات. خصوصاً وأن المستوردين الأوروبيين من المنتجات النفطية القطرية لا يريدون أن يتدهور الوضع في المنطقة، وإنما هم يدعون بالفعل إلى إيجاد حل للنزاع بأقصى سرعة ممكنة. كل هذا يدل على أن قطر تقترب من تشكيل تحالف بديل قادر على الوقوف على قدم المساواة ضد المملكة العربية السعودية وحلفائها”.

إن تطورات الوضع الدولي المحيط بقطر يشير إلى أن المبادرين للحصار يقومون بالفعل بخطوة إلى الوراء، مدركين تماماً فشل محاولة عزل الإمارة القطرية تماماً.

وفي واشنطن، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، إنه “من الناحية الفنية ليس علينا حصار حرية الحركة من بلد إلى آخر، ونحن مستعدون لتقديم كل شيء إلى قطر من غذاء ودواء إذا لزم الأمر”.

بالنسبة للقاهرة، فقد غيرت من نهجها المحاصر تماماً لقطر. وأعلن وزير الطيران المدني المصري شريف فتحي أن بلاده رفعت القيود المفروضة على شركات الطيران القطرية باستخدام مجالها الجوي.

من جانبه، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مقابلة مع الإذاعة الألمانية “دويتشلاند فونك” إن الأزمة الدبلوماسية مع قطر لا ينبغي أن تتحول إلى حرب، وسوف تتم استعادة الهدوء في المنطقة.

وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.