تحذير: إبعاد تركيا عن الاتحاد الأوروبي “يعتبر خطرًا”

حذر وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، مساء الأربعاء، من أن “دفع تركيا إلى الابتعاد أكثر عن الاتحاد الأوروبي يعتبر خطرًا”.

جاء ذلك في إجابته على أسئلة أعضاء لجنة الشؤون الخارجية بمجلس العموم البريطاني (الغرفة الأولى للبرلمان).

وثال جونسون، إن “تركيا بلد هام للغاية من أجلنا جميعًا من الناحية الجيوستراتيجية، وإبعادها (عن أوروبا) يعتبر طريقًا خاطئًا”.

وأضاف أن “هناك ملايين الأتراك، الذين يرغبون بتأسيس شراكة وصداقة مع المملكة المتحدة، ويريدون تقاسم مثلنا العليا”.

وفي شأن آخر، اعتبر جونسون، تصريحات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حيال تحويل بلاده إلى “الإسلام المعتدل” بأنها إمكانية ذات أهمية كبيرة من شأنها أن تعود بالفائدة على العالم بأسره.

وأعرب الوزير البريطاني عن رغبة بلاده في تشجيع السعودية في طريق الإصلاح والحداثة.

وفي 24 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أن بلاده ستدمر الأفكار المتطرفة فوراً، وتعود إلى العيش بشكل طبيعي، حيث الإسلام الوسطي المعتدل، كما كان الوضع عليه في المملكة قبل 1979.

وفي رده على سؤال حول وجود صلات مباشرة بين المملكة المتحدة مع حركة المقاومة الإسلامية “حماس” من عدمه، أشار جونسون، إلى أن بلاده تجري محادثات مع العديد من الأشخاص حول العالم.

ولفت إلى أنه تم الإعلان للعلن عن كل الاتصالات مع “حماس”، دون الحاجة إلى القيام باتصالات خاصة.

ووصف جونسون، “حماس”، بأنها “قوة سياسية”، ولفت إلى ضرورة البقاء على الاتصال مع الحركة.

وفيما يتعلق بالأزمة في ميانمار، شدد على ضرورة عدم الاستهانة بالتهديدات التي يواجهها مسلمو الروهنغيا، ولفت إلى تهجير 600 ألف شخص من أماكنهم، ومعاناتهم صعوبات كبيرة.

وتطرق إلى تقديم بريطانيا مساعدات إنسانية للمنطقة بقيمة 47 مليون جنيه استرليني.

واستبعد أن تجري حكومة ميانمار تغييرًا سحريًا للوضع الراهن هناك.

ونوَه إلى أن عدم السماح بعودة المهجرين إلى منازلهم يعتبر تطهيرًا عرقيًا.

وفي 25 أغسطس/آب الماضي، أطلقت ميانمار حملة أمنية بمشاركة قوات الجيش والشرطة ومليشيات بوذية، ارتكبت خلالها جرائم واعتداءات ومجازر وحشية ضد المسلمين الروهنغيا، أسفرت عن مقتل الآلاف منهم، بحسب مصادر وإفادات وتقارير محلية ودولية متطابقة.

وأعلنت منظمة الهجرة الدولية، أمس الثلاثاء، أن مجموع عدد اللاجئين الروهنغيا في مخيمات بنغلاديش وصل إلى 820 ألف لاجئ.

وفي سياق آخر، أشار الوزير إلى أن جلسة مجلس العموم، اليوم، بحثت موقف المملكة المتحدة من التطورات بين الحكومة العراقية وإقليم شمال البلاد، عقب الاستفتاء الباطل الذي أجراه الإقليم في 25 سبتمبر/أيلول الماضي.

ولفت جونسون إلى أن قيام الإقليم بإجراء الاستفتاء على الرغم من جهود بريطانيا من أجل إيقافه، أصابهم “بخيبة أمل”.

وأضاف “وجهة نظرنا تتمثل في الإبقاء على العراق موحدًا مهما كانت الأسباب”.

وفي وقت سابق اليوم، دعت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، في كلمة أمام البرلمان، الحكومة العراقية وحكومة إقليم الشمال، إلى التهدئة وإجراء حوار لحل الأزمة الراهنة.

وقالت “ماي”، إن “الحكومة البريطانية أكدت دائمًا وبكل وضوح أن أي خطوة سياسية نحو الانفصال تتطلب الاتفاق عليها مع الحكومة العراقية”.

وتصاعد التوتر بين بغداد وأربيل، عقب إجراء إقليم الشمال، استفتاء الانفصال الباطل في 25 سبتمبر/أيلول الماضي، الذي تؤكد الحكومة العراقية “عدم دستوريته”، وترفض الدخول في حوار مع الإقليم لحين إلغاء نتائجه.

وفرضت القوات العراقية، خلال حملة أمنية بدأت في 16 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، السيطرة على الغالبية العظمى من مناطق متنازع عليها بين الجانبين، بينها كركوك، دون أن تبدي قوات البيشمركة مقاومة تذكر.

لكن اشتباكات عنيفة وقعت بين الجانبين في محافظة نينوى شمالي البلاد، عندما حاولت القوات العراقية الانتشار، فيما تبقى من مناطق النزاع والوصول الى معبر “فيشخابور” الحدودي مع سوريا، الذي يعد خارج مناطق النزاع ويتبع محافظة دهوك (شمال).

وتوصل الطرفان إلى اتفاق هدنة، الجمعة الماضي، ومنذ ذلك الوقت يُجريان مباحثات حول كيفية نشر القوات في تلك المناطق، لكن لم تعلن أي نتائج للمباحثات حتى الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.