يد تركيا تمتد لغوث آلاف الروهنغيا المهجرين

من بين الهيئات الإغاثية التركية التي سارعت منذ اللحظات الأولى لمد يد العون إلى لاجئي الروهنغيا، لعبت منظمة الهلال الأحمر التركي دورا رياديا، في تقديم المساعدت إلى عشرات الآلاف من مسلمي الروهنغيا.

لم يصم الهلال الأحمر التركي أذنيه، أمام صرخات المكلومين والثكالى والميتمين والمسنين، ممن أجبرتهم آلة بطش جيش ميانمار والمليشيات البوذية المتطرفة هناك، على ترك منازلهم قسرا والنجاة بأرواحهم هربا إلى بنغلادش.

منذ اللحظات الأولى لأزمة لاجئي مسلمي الروهنغيا، مدّ الهلال الأحمر التركي يد العون لهم، بإرسال المساعدات الإنسانية الأولية لهم من غذاء ودواء وخيم وملابس، رغم البعد الجغرافي بين تركيا وبنغلادش.

بدأت حكاية الهلال الأحمر التركي مع مسلمي الروهنغيا في بدايات أزمتهم قبل خمس سنوات وتحديدا عام 2012، بعد لجوئهم لبنغلادش، وبعد أحداث العام الجاري التي بدأت في 25 أغسطس/ آب، استنفرت طواقم الهلال الأحمر لأداء عملها من جديد، في مساعدة آلاف المحتاجين الفارين.

وقدمت الطواقم حتى اليوم في بنغلادش 37 ألفا و427 طردا غذائيا بشكل سريع و19 ألفا و744 طردا غذائيا للمحتاجين، و16 ألفا و155 طرد منظفات، و5 آلاف بطانية، والطرد الغذائي يكفي احتياجات عائلة لمدة شهر كامل.

آخرعملية توزيع للمساعدات كانت في مخيم بمنطقة بورما بارا، في بنغلادش، حيث وزعت طواقم الهلال الأحمر في يوم واحد 600 طرد غذائي عاجل و600 طرد منظفات للمحتاجين.

تحملت طواقم الهلال الأحمر على كاهلها، عبء إيصال الطرود الغذائية للمحتاجين، بحملها على ظهورهم إلى مكان إقامة اللاجئين، في الأزقة الضيقة التي لا تستطيع المركبات دخولها.

وأكّد أحمد أربيل، مدير العمليات الإغاثية في الهلال الأحمر، أن طواقم المنظمة تمد يد العون في اليوم الواحد وسطيا لنحو ألف أسرة من الروهنغيا.

وقال أربيل، إن توزيع المساعدات للاجئي الروهنغيا يتم بالتنسيق مع الهلال والصليب الأحمر الدوليين والهلال الأحمر في بنغلادش، وعلى ضوء احتياجات اللاجئين، مضيفا: “والآن نحن نقدم المساعدات لألف أسرة، أي حوالي خمسة آلاف شخص”.

وأشار إلى أن طرد المنظفات يحوي معجونا وفرشاة للأسنان وشامبو للشعر وفوط نسائية وقصّاصة أظافر والكمية تكفي الأسرة الواحدة لمدة شهر، أما الطرد الغذائي فيحوي حبوبا وبقوليات وبسكويت.

ومنذ 25 أغسطس/آب الماضي، يرتكب جيش ميانمار ومليشيات بوذية متطرفة “مجازر وحشية” ضد الروهنغيا، ما أسقط آلاف القتلى منهم، حسب مصادر محلية ودولية متطابقة، إضافة إلى لجوء قرابة 826 ألفا إلى بنغلاديش، وفق الأمم المتحدة.

وتعتبر حكومة ميانمار الروهنغيا “مهاجرين غير شرعيين” من الجارة بنغلاديش، فيما تصنفهم الأمم المتحدة بـ”الأقلية الأكثر اضطهادا في العالم”.

وتأسست جمعية الهلال الأحمر التركي بتاريخ 11 حزيران/ يونيو 1868 في زمن السلطان العثماني عبدالمجيد الثاني. وعلى الرغم من أن الهدف الأساسي للجمعية هو تقديم المساعدات والخدمات الطبية وقت الحروب والكوارث إلا أن الحاجة الإنسانية جعلت الجمعية تتنوع في خدماتها.

وعلى مدار العام، يُنفذ الهلال الأحمر التركي عددا من المشاريع والأعمال الإغاثية والإنسانية في كثير من دول العالم التي تشهد صراعات مسلحة، وكوارث طبيعية.

الاناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.