قالن: لا يمكن لأحد معارضة حجة القضاء على الإرهاب في سوريا

قال متحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن، الثلاثاء، إنه لا يمكن لأحد أن يعارض حجة القضاء على العناصر الإرهابية في الأراضي السورية.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها قالن خلال إجابته على أسئلة حول التطورات الأخيرة، في مقابلة ببرنامج مباشر على قناة “سي إن إن” الناطقة بالتركية.

وأضاف قالن في معرض تعليقه على عملية “غصن الزيتون” التي تجريها القوات المسلحة التركية في منطقة عفرين شمال غربي سوريا، “من يمكنه معارضة حجة القضاء على العناصر الإرهابية في الأراضي السورية؟”.

واستطرد قائلا “إذا كان هناك من يعارض ذلك، فهذا يعني وجود حسابات أخرى. فعندها نعمل تقييما جديدًا وفق تلك الخطة”.

ولليوم الرابع على التوالي تتواصل عملية “غصن الزيتون”، مستهدفة إرهابيي تنظيمي “ب ي د” و”داعش” وغيرها من المنظمات الإرهابية، بمنطقة عفرين، شمال غربي سوريا.

وشدد الجيش التركي أن ضرباته تستهدف المواقع العسكرية للتنظيمات الإرهابية، مع الحرص على عدم إلحاق أضرار بالمدنيين.

وحول تصريحات وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس التي قال فيها إن عملية “غصن الزيتون” أثرت سلبا على الحرب ضد داعش، أكد قالن أن تلك التصريحات لا تعكس الحقائق على الأرض.

وأشار متحدث الرئاسة إلى أن تلك التصريحات “حجة مبنية لاقناع الرأي العام الأمريكي والغربي، ولا تمت للحقائق الميدانية بصلة”.

وفي رد على سؤال حول كيفية دعم روسيا للعملية، شدد قالن على أنه لا توجد هناك أجندة سرية، ولا يوجد هناك شيء من قبيل “خذوا عفرين وأعطوا إدلب”.

وأكد على أن إدلب تم الاتفاق حولها في محادثات أستانة، وكذلك الاتفاق على تشكيل 12 نقطة مراقبة تركية فيها، وأنه شكل إلى الآن 3 منها.

وأشار إلى أن هدف تركيا في إدلب هو القضاء على العناصر الإرهابية وضمان أمن المدنيين وتوصيل المساعدات.

الدعم الأمريكي لتنظيم (ب ي د/ي ب ك)

ونوه قالن بأن تركيا دعت مرارا الولايات المتحدة بعدم العمل مع تنظيم “ب ي د/ ي ب ك” الإرهابي، بل مع الجيش السوري الحر والتركمان والعشائر والأكراد الغير الداعمين للتنظيم الإرهابي.

لكن متحدث الرئاسة التركية أكد أن واشنطن أصرت على العمل مع التنظيم، وقامت بتطوير حجج مختلفة لشرعنة ذلك.

وقال قالن: “بما أن مكافحة داعش في سوريا وصلت إلى النقطة المرجوة، فكيف للعملية أن تؤثر على مكافحة التنظيم”.

وأضاف: “إذن ثمة مآرب أخرى. لقد استثمروا الكثير في تنظيم (ب ي د/ ي ب ك) الإرهابي، ولن يستطيعوا الخروج من هذا الموضوع بسهولة”.

قالن تابع “اخترعوا اسم قوات سوريا الديمقراطية، حاولوا من خلاله التمويه، لكنهم اعترفوا بذلك فيما بعد. لقد أرادوا استخدام ذلك التنظيم كبيادق”.

وذكر أن “الدول تعمل أثناء حروب الوكالة على استخدام مثل هذه التنظيمات، فضلًا عن أن فهم الدول الغربية لطريقة مكافحة الإرهاب والمبني على أن التنظيم الإرهابي الذي لا يهاجمني ليس تنظيمًا إرهابيًا، هو فهم خاطئ تمامًا”.

ولفت أن “منظمة (بي كا كا) الإرهابية تهاجم حليفكم(تركيا) الذي يعمل جاهدًا على مكافحة الإرهاب. هل تكبد حليفكم خسائر في الأرواح نتيجة الهجمات الإرهابية وإنفاقه جزءًا كبيرًا من ثرواته الوطنية على مكافحة الإرهاب أمر جيد بالنسبة لكم؟”.

وفي معرض رده على سؤال يتعلق بالجهود الدبلوماسية التي بذلتها تركيا لشرح قضيتها المتعلقة بإرهاب تنظيم “ب ي د”، أشار قالن أن أنقرة أدرجت هذه المسألة على جدول الأعمال بشكل مستمر في أوروبا والولايات المتحدة، لكن الطرف الآخر لم يكن يمتلك نية أو إرادة لفهم بلدنا”.

وذكر أن منطقة الشرق الأوسط تمر حاليًا بفترة حروب الوكالة، والدول الغربية تفكر في الحد الأقصى من الفائدة الممكن تحقيقها من هذه الحروب.

كما لفت في ذات السياق أن “إيران تنظر على مناطق نفوذ الأسد غربي سوريا على أنها مناطق نفوذ لها. لذلك فإن الغرب أراد استمرار وجود تنظيم “ب ي د” الإرهابي كعنصر يخلق توازنًا في منطقة شرق الفرات”.

ونوه قالن إلى أن الأتراك والأكراد يتشاركون القدر والتاريخ والمستقل ذاته، مشيرا إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أول من طرح مسألة حقوق الأكراد في سوريا.

وأكد أن تنظيم “ب ي د” وذراعه المسلح “ي ب ك” لا يمثلان أكراد سوريا، مثلما لا تمثل منظمة “بي كا كا” الأكراد في تركيا.

وأوضح أن المنظمات والجمعيات والأوقاف ووسائل الإعلام الكردية يتعرضون للظلم والقمع في سوريا على يد تنظيم “ب ي د”.

وأضاف قالن أن التنظيم المذكور يطبق تكيتيك “بي كا كا” في سوريا عبر تصفية المعارضين له.

ولفت إلى أن تركيا الصديق الذي يتغيير لأكراد العراق، مؤكدا أن تركيا وقفت دائما إلى جانب الأكراد حتى تاريخ اجراء استفتاء الانفصال عن العراق.

وشدد أن تركيا لم تتخذ أبدا أي موقف سلبي تجاه أكراد إيران.

وأوضح قالن أن “مطلبنا الوحيد من الإدارة الأمريكية هو الوقف الكامل لكافة أشكال الدعم الذي تقدمه لتنيظم (ي ب ك/ب ي د)، هذا أو أكثر دليل ملموس، والخطوة التي يجب اتخاذها على الأرض”.

ولفت أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، كان قد وعد نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، بوقف الدعم لذلك التنظيم الإرهابي عقب القضاء على تنظيم داعش، مضيفًا “ومضى على هذا الكلام شهران، ولم يتغير شيء على أرض الواقع”.

المسؤول التركي شدد على أن بلاده ستواصل بواسطة إمكانياتها دعم الأمن وإرسائه في المناطق الحدودية الأخرى بعد “عفرين”.

وتواصلت الثلاثاء، ولليوم الرابع على التوالي العملية التي أطلقها الجيش التركي، السبت الماضي، مستهدفة إرهابيي تنظيمي “ب ي د” و”داعش” في عفرين.

وشدد الجيش على أن ضرباته تستهدف المواقع العسكرية للتنظيمين، مع الحرص على عدم إلحاق أضرار بالمدنيين.

 

الاناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.