يلدريم: “بي كا كا” الإرهابية نقلت أنشطتها من العراق إلى سوريا

قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم ، إن منظمة “بي كا كا” الإرهابية نقلت أنشطتها إلى سوريا بعد تضييق الخناق عليها في العراق ولعجزهها عن فعل شيئ تجاه عمليات مكافحة الإرهاب لتركيا فضلا عن وجود حام لها مثل واشنطن.

جاء ذلك خلال حوار أجراه معه القسم التركي لشبكة “بي بي سي” الإعلامية، من ولاية أرزينجان شرقي تركيا حيث مسقط رأسه.

وردا على سؤال حول ما إذا كانت القوات المسلحة التركية ستدخل مركز منطقة عفرين السورية التي تجري فيها مع “الجيش السوري الحر” عملية عسكرية ضد التنظيمات الإرهابية، أوضح يلدريم أن هدف العملية ليس الاحتلال أو الإضرار بالمدنيين.

وشدد يلدريم على أن تنظيم “ي ب ك/ ب ي د” الإرهابي أحكم سيطرته على عفرين منذ 2014، بهدف الإضرار بأموال وأرواح المدنيين وبأمن الحدود، مؤكدا أن التنظيم أجبر عشرات آلاف السكان على ترك المنطقة.

وأفاد يلدريم أن التنظيم الإرهابي حول حياة الأكراد والتركمان والعرب في المنطقة إلى جحيم، وأن بلاده ستعمل على دحر وتحييد الإرهابيين بدقة لجعل السكان هناك ينعمون بحياتهم بحرية.

ولفت إلى أن العملية التركية تهدف للقضاء على الإرهابيين أينما حلو، سواء في ريف عفرين أو في مركزها.

وعن سؤال حول الانتقادات التي وجهت لتركيا في الأسبوع الأول من العملية، قال يلدريم إنه ينبغي لهؤلاء(المنتقدين) أن يبحثوا عن الضحايا المدنيين في تركيا ولا سيما في ولايتي هطاي وكليس اللتان سقط فيهما العديد من المدنيين بقذائف “ب ي د” الإرهابي.

وشدد يلدريم على أن عملية غصن الزيتون التي تجريها قوات بلاده لم تسفر عن ضحايا مدنيين إلى اليوم، إلا أنه أكد أن “ب ي د” الإرهابي أطلق 107 قذائف عشوائيا على المناطق السطنية بتركيا خلال 24 يوما، والتي راح ضحيتها العديد من المدنيين.

ونوه يلدريم الى أن أكثر من 160 صحفيا حصلوا على تصاريح من تركيا لمتابعة سير العمليات في عفرين، وأن هؤلاء يشاهدون ما يجري هناك، لكنه اعتبر أن البعض يشتكون من موضوع المدنيين في الوقت الذي ينبغي لتركيا أن تشتكي من ذلك.

وفيما يتعلق بالتصريحات الفرنسية حول المدنيين بعفرين، شدد يلدريم على أن فرنسا هي آخر من يحق لها الحديث عن المدنيين، لا سيما وأن سجلها في هذا الخصوص سيئ للغاية.

وتابع: “فرنسا آخر من يتكلم بشأن قتل المدنيين، سجلها سيئ للغاية في افريقيا. لا نتحدث عن واحد أو اثنين، وإنما عن الملايين، وسجلها سيئ أيضا في حرب البلقان والحرب العالمية الأولى وفي الجزائر وتونس”.

واستطرد “إذا كنا سنتحدث عن المدنيين فإنه ينبغي لفرنسا أن تتطهر أولا من ذنوبها”.

وعن علاقات تركيا مع روسيا التي لا تصنف منظمة “بي كا كا” او “ب ي د/ ي ب ك” في قوائم الإرهاب لديها، أوضح يلدريم أنه قد تكون روسيا لا تعتبر في الوقت الراهن تلك المنظمات إرهابية، إلا أنها ستصنفها ضمن المنظمات الإرهابية مستقبلا.

ونوه يلدريم أن روسيا لا تعارض العملية العسكرية التركية في عفرين، حتى ولو كانت لا تصنف منظمة “بي كا كا/ ب ي د-ي ب ك” ضمن المنظمات الإرهابية لديها، معتبرا أن “غصن الزيتون مشروعة وفق المادة 51 من دستور الأمم المتحدة”.

وأكد يلدريم أن “أية دولة تتعرض للإرهاب فإنه يحق لها القضاء على ذلك الإرهاب، ولها الحق في القيام بذلك داخل البلاد وخارجها”.

وفيما يتعلق بتخصيص “البنتاغون” 550 مليون دولار لمكافحة داعش في سوريا، والذي سيستفيد منها “ب ي د/ بي كا كا” الذي يستخدم اسم “قوات سوريا الديمقراطية”، ذكّر يلدريم بتصريحات وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس حول انتقال عناصر “ب ي د” إلى عفرين.

وأوضح أن تصريحات ماتيس حول “انتقال بعض عناصر ب ي د/ ي ب ك إلى عفرين” صحيحة.

وأعرب يلدريم عن استغرابه من تناقض التصريحات الأمريكية فيما يتعلق بدعم “ب ي د” الإرهابي من عدمه، مؤكدا أنه في الوقت الذي يصرح فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول أن بلاده ستوقف دعم التنظيم فإن ضابطا برتبة متدنية يقول عكس ذلك ويقول إن واشنطن لا تقطع الدعم عن التنظيم ولا تجمع الأسلحة منه.

وأشار يلدريم إلى أن وقوف الولايات المتحدة إلى جانب ” ب ي د/ ي ب ك” في مدينة منبج السورية هو عداء لتركيا ويشكل تهديدا لأمنها القومي.

ولفت يلدريم إلى أن 90% من سكان منبج هم من العرب، وأن المنطقة لا تعاني من مشكلة أمنية، مشددا على أنه في حال كان تواجد التنظيم هناك هدفه تركيا، فإنه سينبغي لأنقرة التحرك على هذا الأساس.

وحول احتمالية حدوث مواجهة بين الجنود الأمريكيين في منبج خلال الفترة المقبلة، أكد يلدريم أن بلاده لن تتوان في ملاحقة الإرهابيين في حال شكلوا تهديدا ضد تركيا، سواء أكانوا شرق نهر الفرات أو غربه في سوريا.

وأكد يلدريم على أن “هدفنا ليس الولايات المتحدة، لكن في حال وقفت أمريكا أمام التنظيمات الإرهابية لحمايتهم ضدنا فإن الأمور تتغير حينها”.

وحول احتمالية إجراء انتخابات مبكرة في تركيا، أكد يلدريم مجددا على أن الانتخابات المحلية والرئاسية ستجرى في توقيتها المحدد.

وأوضح أن الانتخابات المحلية في تركيا ستجرى في مارس/ آذار 2019، والانتخابات الرئاسية والعامة ستجريان في نوفمبر/ تشرين ثان من العام نفسه.

 

الاناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.