حزب تركي جديد يحير وسائل الاعلام ولا أحد يعرف اسمه الحقيقي!

منذ انشقاقها عن حزب الحركة القومية MHP وإعلانها تأسيس حزبٍ جديد، شغلت وزيرة الداخلية السابقة، ميرال أكشينار، متابعي الشأن التركي الذين رشحوها لمنافسة الرئيس رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية على السلطة.

أكشينار تستمدّ قوتها من تحالفها السابق مع الإسلاميين، قبل أن تنتقل إلى صفوف حليفه الانتخابي حزب الحركة القومية؛ ما يعني أنها قادرة على استمالة القاعدة الشعبية للجبهة السياسية الأقوى في البلاد حالياً.

الحديث حول حظوظ أكشينار وحزبها (İyi Parti)، لم يكن مثار الجدل الوحيد في الإعلام العربي خلال الأيام الأخيرة؛ إذ اختلفت وسائل الإعلام في ترجمة اسم الحزب الوليد!

الخيّر، الصالح، الجيد، الطيب… تباينت الأسماء التي تمّ استخدامها في الإشارة إلى الحزب الذي لم يتجاوز عمره الـ 6 أشهر؛ بسبب الاختلاف في ترجمة كلمة “İYİ” من التركية إلى العربية.

معاني كلمة “İYİ”

كلمة “İYİ” التركية تعني باللغة العربية: صالح، جيد، طيب، مليح، خيّر، خيْر، حسن، نفيس، سعيد، جميل، فاخر، وجيه، حميد، محمود، لطيف، موافق، بارع، ذو براعة، بديع، أنيق، أصلح.

كما تحتمل الكلمة التي يمكن تشبيهها بكلمة “Good” الإنكليزية المعاني التالية أيضاً: طيب النفس، جيد الطبع، صاحب المروءة، مستحسن، حسن الصيت، حسن الشهرة، صاحب الشهرة الحسنة، حسن الاشتهار، صيت حسن، نباهة الاسم، صيت جميل.

وفي العموم، يبدو أن الجهات الرسمية في تركيا ستصطلح على اسم “الحزب الصالح” للدلالة على “İyi Parti”؛ إذ ذكرته وكالة “الأناضول” الحكومية بهذا الاسم في معرض حديثها عن الأحزاب المشاركة في انتخابات 24 يونيو/حزيران 2018.

“İYİ”.. رمزٌ مقدس

اسم الحزب ليس وحده المثير للجدل؛ إذ أن لشعاره دلالة مقدسة لدى الأتراك؛ فـ “İYİ” يرمز إلى إحدى القبائل التركية التي تنحدر من أصول شعوب الأوغوز، وكانت أحد فروع اتحاد “بوزوزق” القبلي.

ينتمي عثمان الأول، مؤسس الدولة العثمانية، إلى هذه القبيلة، وهو ابن أرطغرل غازي بن سليمان شاه، وفقاً لأنساب كُتبت في القرن الـ 15. ويمكن لمشاهدي مسلسل “قيامة أرطغرل” تمييز شعار القبيلة الذي يشبه في شكله طريقة كتابة “İYİ” إلى حدٍ كبير.

اشتُهرت قبيلة “قايي” – التي ينحدر منها عثمان بن أرطغرل – بهذا الشعار الذي يرمز إلى القوة، حتى إن كلمة “قايي” بالتركية تعني القوة والسلطة.

شعار حزب أكشينار يشبه كلمة “İYİ”، ولا يُعرف ما إذا كان القائمون عليه اختاروا هذا الشعار تحديداً لاستغلال الزخم الذي أحدثه المسلسل في الشارع التركي، ومساهمته في إحياء مشاعر القومية لدى الكثيرين.

عن الحزب الجديد

 

وبالعودة إلى الانتخابات المزمع إجراؤها الصيف المقبل، من المنتظر أن يشارك الحزب الجديد في السباق على مقاعد البرلمان، كما أعلنت رئيسته منافسة أردوغان على الرئاسة.

ويعتبر المتابعون أن فرص أكشينار في الوصول إلى البرلمان كبيرة، سيما بعدما انضم15 نائباً عن حزب الشعب الجمهوري CHP إلى حزبها؛ لمنحه تمثيلاً برلمانياً مطلوباً للمشاركة في الانتخابات، حيث يسمح القانون التركي بتقديم مرشحين لانتخابات الرئاسة لأحزاب لديهم لا أقل من 20 نائباً في البرلمان.

وشملت قائمة المنافسين في الانتخابات المبكرة المقبلة كلاً من أحزاب “العدالة والتنمية” الحاكم، و”تركيا المستقبل”، و”الوحدة الكبرى”، و”الشعب الجمهوري”، و”الديمقراطي”، و”الشعوب الديمقراطي”، و”الصالح”، و”الحركة القومية”، و”السعادة”، و”الوطن”.

ومن المتوقع أن تتمكن أكشينار من تخطي العتبة البرلمانية (10%) ودخول البرلمان بحزبها الجديد، إلا أن حظوظها في منافسة أردوغان على كرسي الرئاسة تبقى ضعيفة، بحسب محللين.

 

 

.

م.عربي بوست

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.