اختتام أعمال الملتقى الإعلامي التركي السعودي في أنقرة

اختتمت في العاصمة التركية أنقرة، مساء أمس الأربعاء، أعمال الملتقى الإعلامي التركي السعودي الذي استمر ليوم واحد، بمشاركة عدد كبير من الدبلوماسيين والإعلاميين من البلدين.

الفعاليات انتهت بتنظيم الجلسة الثانية والأخيرة للملتقى، والتي حملت عنوان “وجهة نظر إستراتيجية حول العلاقات التركية السعودية في إطار التطورات الإقليمية”.

وشارك في الجلسة ياسين أقطاي كبير مستشاري الرئيس التركي، عضو البرلمان عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، والكاتب والصحفي السعودي أحمد حلبي.

وفي كلمته تطرق أقطاي إلى العلاقات الثنائية بين البلدين والعوامل التي تساعد على تطويرها وأهم المشاكل والصعوبات التي تواجهها.

وأشار أن هناك سوء تفاهم يقع بين البلدين أحيانًا خاصة في “مواقف إحدى الدولتين مع دولة ربما تكون معادية للدولة الأخرى”.

وأوضح في هذا الصدد أن “تركيا وقفت بجانب إيران خلال فرض العقوبات الأمريكية عليها لكن المسألة فهمت خطأ من قبل الرياض بأن “تركيا تقف مع إيران ضد السعودية”.

وأكد أقطاي أن تركيا لم تقف يومًا مع إيران ضد السعودية كما لم تقف مع السعودية ضد إيران، لافتًا أن مساندة طهران في مسألة العقوبات نابع من أن ذلك لا يخدم الاستقرار في المنطقة.

وأشار أن أنقرة ستقف ضد طهران حال استخدامها البرنامج النووي في تطوير أسلحة نووية وعدم استخدامه في المجالات السلمية.

وأضاف كبير مستشاري الرئيس التركي قائلًا “في نفس الوقت نحن نقف ضد إيران بشأن سياساتها في المنطقة، خاصة في اليمن وسوريا والعراق وتدخلاتها في السعودية وبعض دول المنطقة”.

ولفت: “سعينا دائمًا للإصلاح بين أشقائنا ولن نعمل على شق الصف مع أي من دول المنطقة، ووقفنا مع المملكة العربية السعودية في مختلف المسائل والمشاكل”.

وتطرق الدبلوماسي التركي لما حدث في مصر (عام 2013)، قائلًا: “ما حصل في مصر كان انقلابًا، والسعودية دعمت هذا الانقلاب، وتركيا وقفت ضده”.

ودعا أقطاي الرياض إلى تفهم موقف تركيا من انقلاب مصر، قائلًا: “عانينا في تركيا من انقلابات كثيرة سابقة ساهمت في تأخر النمو الاقتصادي والسياسي في البلاد”.

كما تطرق إلى جماعة الإخوان المسلمين بالقول: “لا نفهم كيف يشكل الإخوان خطرًا على السعودية، الإخوان جزء من الأمة ولا يجب أن نكفرهم ونبعدهم عنا، هذا موقف يزعج تركيا”.

وتابع “الانتخابات عندما حصلت في مصر كنت شاهدًا عليها، كانت نزيهة وكانت علاقاتنا قوية أيام الرئيس محمد مرسي”.

وأضاف “قدمنا النصيحة للرئيس مرسي، قلنا لمصر يومها إن الرياض متخوفة منكم، يجب أن تحلوا المشاكل وتزيلوا المخاوف السعودية وتعملوا على توطيد العلاقات بينكما”.

ودعا السياسي التركي إلى توحيد صفوف المسلمين، قائلا: “كفانا موتًا كفانا أعداءً، لا يموت في العالم إلا المسلمين، الملايين يقتلون في الحروب الآن ولا نفخر بذلك”.

وتطرق لموقف دولة الإمارات حيال محاولة الانقلاب الفاشلة التي قامت بها جماعة “غولن” الإرهابية في 15 يوليو/ تموز 2016 في تركيا، وقال أقطاي إنه عندما أُعلن فشل الانقلاب قال الإعلام الإماراتي “للأسف الانقلاب فشل”.

وحول العلاقات العربية التركية التاريخية قال أقطاي: “هناك عدد من الخرافات في كتب التاريخ العربية والتركية. في تركيا يقولون العرب خانوا الأتراك، وعند العرب يقولون الأتراك كانوا مستعمرين للدول العربية، هذه خرافات يجب أن نعمل على إزالتها”.

وعودة للعلاقات السعودية التركية قال أقطاي: “رغم بعض الإعلام الفاسد إلّا أن العلاقات بين أنقرة والرياض قوية جدًا ولا يمكن المساس بها”.

واستطرد في ذات السياق قائلا “بعض المرات يكون العالم الذي يصوره الإعلام ليس له علاقة بالواقع، بعض الإعلاميين لا يمثلون آراء الناس ولا يمكن أن يؤثروا في رأيهم، ما يضر السعودية يضر تركيا، وما يضر تركيا يضر السعودية”.

بدوره قال الصحفي السعودي أحمد صالح حلبي: “هناك صحفيون يحاولون دائمًا النقد فقط، لكن لنترك هذه الأمور”.

وأكد أن “العلاقات بين الرياض وأنقرة لن تتأثر بما ينشر في الإعلام بدليل أن العلاقات ازدادت عمقًا يومًا بعد يوم في الفترة الأخيرة”.

كما أشار إلى أن “الخطوط الجوية السعودية فتحت خطًا جديدًا للطيران إلى مدينة إزمير جنوب غربي تركيا، “وهذا دليل على تقوية العلاقات”.

وأوضح أن “عدد السياح السعوديين المتوجهين لتركيا في ازدياد وعدد الشركات التركية الموجودة في المملكة والشركات السعودية الموجودة بتركيا والأموال السعودية المنفقة في تركيا في ازدياد أيضًا، وهذا دليل على أن السياح والشركات لم يتأثروا بما يكتب في الإعلام”.

وأضاف: “أما في المجال الرياضي فهناك توجه كبير من الأندية السعودية لإقامة معسكرات في تركيا، لما يروه من الخدمات المقدمة والأجواء المناسبة والتعامل الجيد، هم لا يصدقون الكثير مما يكتب في الإعلام”.

والملتقى الإعلامي التركي السعودي الذي نظمته المديرية العامة للصحافة والنشر والإعلام التابعة لرئاسة الوزراء التركية، انطلق في وقت سابق الأربعاء بمأدبة إفطار في بلدة كيزيلجة حمام السياحية بأنقرة.

وحظي الملتقى بمشاركة عدد كبير من الإعلاميين الأتراك والسعوديين، وعدد من دبلوماسيي البلدين.

وكانت الجلسة الأولى بعنوان “دور الإعلام في تطوير العلاقات التركية السعودية” وشارك فيها محمد أكارجا مدير عام المديرية العامة للصحافة والنشر والإعلام، والسفير السعودي وليد الخريجي.

 

.

الاناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.