هذا ما يطالب به الاتراك ردا على “التصريحات الأمريكية الوقحة”

سادت حالة من الاستياء الشديد لدى الرأي العام في تركيا بعدما أُخلي سبيل القس الأمريكي أندرو برونسون أمس الخميس، ووضعه قيد الإقامة الجبرية على هامش محاكمته لجرائم ارتكبها باسم تنظيمي “غولن” و”بي كا كا” الإرهابيين، فيما كانت التهديدات التي أطلقتها الولايات المتحدة، والتي تخطت كل الحدود، بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير؛ إذ صرح دونالد ترامب قائلا “سنطبق عقوبات واسعة على تركيا”٬  الأمر الذي استدعى ردا من أنقرة قالت فيه بأنها “لن تقبل أي تهديد أو وعيد”.

كان برونسون قد اعتقل يوم 9 ديسمبر/كانون الأول 2016 بتهمة ارتكاب جرائم باسم تنظيمي “غولن” و”بي كا كا” الإرهابيين. وجاء في لائحة الاتهام التي أعدها النائب العام في إزمير “بركانت كاراكايا” أن القس الأمريكي ارتكب جرائم باسم التنظيمين الإرهابيين المذكورين تحت عباءة رجل دين، وأنه تعاون معهما لتنفيذ عمليات في إطار استراتيجياتهما العامة برغبة منه مع علمه بأغراض التنظيمين.

وجاء في الإدعاء أن برونسون أجرى اتصالات هاتفية مع شخصيات رفيعة المستوى من تنظيم غولن مع علمه بأسمائهم التنظيم، وأن مكالمات جمعته كذلك بالمتهم تانير كيليتش، مدير مكتب تركيا بمنظمة العفو الدولية، والمعتقل على خلفية الدعوى المرفوعة ضده لاتهامه بعضوية تنظيم إرهابي مسلح، وكذلك مع كل من بكير باز، إمام التنظيم الإرهابي السابق في منطقة إزمير، والذي لا يزال هاربا، ومساعده مراد صفا، وأنه – أي برونسون – وضع استراتيجيات للتحركات خلال تلك المكالمات.

293 اتصال مع إمام تنظيم غولن
وقد تضمنت لائحة الاتهام مضمون رسالة كان برونسون قد أرسلها إلى جندي أمريكي يعرب فيها عن حزنه لفشل محاولة انقلاب 15 يوليو/تموز.

وأضيف إلى ملف الادعاء رسالة كانت على هاتفه المحمول جاء بها “كنا ننتظر وقوع بعض الأحداث التي كانت ستهز تركيا. لقد تشكلت الظروف اللازمة لعودة عيسى. كانت محاولة الانقلاب صدمة كبيرة، وكان الكثير من الأتراك قد وثقوا في جيشهم كما كان في السابق، لكن الوقت كان قد تأخر كثيرا هذه المرة. وهذه تعتبر صدمة جديدة عقب محاولة الانقلاب، وأعتقد أن الأمور ستزداد سوءا، وسنكون نحن الرابحين في النهاية”.

كما أثبتت المعاينة الفنية وجود 293 إشارة اتصال بالهاتف المحمول بين برونسون وإمام غولن الارهابي في إزمير المتهم الهارب بكير باز، الذي زعم القس الأمريكي أنه لم يتحدث إليه، في مكانين قريبين للغاية من بعضهما البعض.

رفض طلبه 3 مرات
وقد عُرض برونسون على هيئة المحكمة 3 مرات عقب رفع الدعوى ضده، لكن المحكمة رفضت طلب إخلاء سبيله في الثلاث جلسات. بيد أنه استطاع الحصول على حكم مثير للغاية قبل يومين؛ إذ أصدرت المحكمة حكما بإخلاء سبيله مع وضعه قيد الإقامة الجبرية بسبب مشاكله الصحية، في الوقت الذي يحاكم فيه بتهم خطيرة مثل “التجسس لصالح تنظيمي غولن وبي كا كا” و”ارتكاب جرائم لصالح تنظيم إرهابي” و”التجسس بشكل عسكري”، وهو ما كان سببا في انتشار موجة من ردود الأفعال الغاضبة على قرار إخلاء سبيله.

غير أن التصريحات التي أدلى بها ترامب كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، فأجمع الرأي العام في تركيا على أن أفضل رد على التصريحات الأمريكية الوقحة ستكون إعادة اعتقال برونسون٬ بحسب يني شفق

يني شفق

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.